“لن يخدعنا بربطة العنق”.. عضو الكنيست حمد عمار يوجه رسالة إلى أحمد الشرع

بعد أسابيع من أحاديث حول اتفاق ممكن، تدهورت بسرعة العلاقة بين سوريا وإسرائيل.

على وقع أحداث السويداء الدامية التي سقط فيها عشرات القتلى، شنت إسرائيل غارات جوية، واقتحم  مئات من الشبان الدروز من مواطني إسرائيل الحدود، ودخلوا إلى الأراضي السورية بغية مساندة إخوانهم في السويداء، كما يقولون، من الهجمات المتكررة من قبل مجموعات مسلحة وكذلك من قوات النظام.

عضو الكنيست حمد عمار، من حزب إسرائيل بيتنا، ينتمي إلى الطائفة الدرزية، وكان واحدا ممن اقتحموا الحدود.

“الحرة” حاورت عمار الذي قال لنا إن دخوله الأراضي السورية كان بهدف إخراج من دخلوا من الشبان وإعادتهم إلى إسرائيل وهو ما تم.

واتهم عمار حكومة أحمد الشرع في دمشق بتنفيذ إبادة جماعية ضد الأقليات. وقال إن الدروز خط أحمر ستتم حمايته مهما كان الثمن، وإن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الانتهاكات.

 وقدر عمار ألا اتفاق ممكنا بين إسرائيل وسوريا دون أن تضمن الدولة السورية حماية الدروز. وقال إن الشرع في موضع اختبار، وإن إسرائيل تعرف تاريخه جيدا، وإنه لم يتغير بعد عما كان عليه أثناء قيادته تنظيما جهاديا.

وهذا النص الحرفي للحوار، محررا لغويا من أجل وضوح التعبير النصي:

– أهلا بك سيد حمد. بداية، مثلما أسلفنا، أنت كنت من بين مئات الشبان الذين دخلوا إلى الأراضي السورية، وهذا يخالف القانون الإسرائيلي بطبيعة الحال. ألا تخشى أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى تصعيد أكبر؟

– أول شيء، لكي نكون محقين، لم أخش شيئا. ثانيا، أنا كل هدفي كان، من عبوري للأراضي السورية، هو حقن دماء الشباب من أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل.

دخول الأراضي السورية – حسب اعتقادي – ما كان يجب أن يحدث. دخلنا الأراضي السورية، استطعت إخراج كل الشباب الذين دخلوا الأراضي السورية، إلا بعض الشباب الذين ما كانوا متواجدين في التجمعات الكبيرة للشباب، ممن لم أرهم.

لكن أعتقد الآن ما في أي مواطن إسرائيلي في الأراضي السورية. أنا، أنا دخولي كان – كما قلت لك – هدفي كان إخراج الشباب من الأراضي السورية.

– عضو الكنيست حمد عمار، ما هي الرسالة التي أردت إيصالها من خلال دخولك إلى الأراضي السورية؟

– رسالتي لكل الشعب السوري: الشعب السوري شعب علماني، شعب مثقف. تحويلكم لدواعش وإرهابيين شيء ما كان متوقعا منكم. أنكم تقتلون، تذبحون، وتهينون، وتغتصبون أبناء بلدكم!

ما كنا متوقعين ذلك منكم، أنكم تفوتون على شيخ عمره أكثر من 80 سنة، تحلقون له ذقنه وشواربه وتهينونه؟ هذا ليس عملا إنسانيا، ولا عمل يقوم به نظام يحترم نفسه، ويقول: أنا نظام أقود شعبا. من يريد أن يقود شعبا يجب أن يحمي شعبه.

النظام الحالي في سوريا يقتل شعبه، يهين شعبه، ويغتصب نساءه، وينتهك حرمة بيت أهله.

قلناها ونقولها مجددا: كنا نريد لأهلنا في سوريا أن يعيشوا بخير وسلام، وكل مواطني سوريا أن يعيشوا بأمان.

لا يتعلق الأمر بالطائفة. أنا ابن شفا عمرو. أنا أعيش بين ثلاث طوائف، بل أربع طوائف: دروز، ومسيحيين، ومسلمين، ويهود. لم يكن هذا طول حياتي مشكلة، ولا بحياتي سألت إنسانا: ما هو دينك؟

كل من توجه لي – وأنا رجل مجتمع، ورجل سياسي، وموجود في البرلمان الإسرائيلي أكثر من 17 سنة، وفي السابق كنت عضو مجلس بلدي في شفا عمرو – ولا مرة سألت إنسانا: ما دينك؟

اليوم في سوريا، ما يحدث هو حرب طائفية، إبادة كل الأقليات، إبادة كل إنسان ليس مسلما سنيا. بدأت مع العلويين، انتقلت للدروز، رجعت للمسيحيين، للأكراد، والآن مع الدروز المستهدفين بإبادة طائفية.

أمس سمعنا أن البدو دخلوا على الدروز الذين حموا عرض البدو. أهل العشائر حماهم أبناء الطائفة الدرزية. لما رجالهم طلعوا من سوريا، وانهزموا من النظام السابق، نساؤهم كنّ مصونات في السويداء. أطفالهم أكلوا وشربوا، وعاشوا ولعبوا في السويداء.

ولا إنسان في السويداء تعدّى عليهم، ولا إنسان في السويداء اعتدى على عرضهم. بالعكس، حموا لهم عرضهم.

اليوم أنتم يا أهل العشائر البدوية تتعدّون على أهلكم بالسويداء. من حرر السويداء، وحرر سوريا، وحرر كل متر من سوريا، هم بنو معروف، أبناء الطائفة الدرزية. سلطان باشا (الأطرش) له فضل على الأمة السورية لمليون سنة في المستقبل، لا لخمسين سنة أو سبعين سنة. هو حرركم، واليوم أنتم تستقوون على الطائفة الدرزية.

الطائفة الدرزية ما تعدّت على أحد. ما رأيت مسلحاً واحداً، ونحن متابعون للأمور بشكل يومي لما يحدث في سوريا. ما رأيت مسلحاً واحداً من أبناء الطائفة الدرزية خرج من بيته، وخرج من بلده، وتوجّه للعشائر البدوية، أو توجّه لدرعا، أو توجّه للشام، وحاول أن يتعدّى على أحد.

أنتم من يتعدّى عليهم، أنتم من يدخل البيوت، أنتم من يحرق بيوتهم. يكفي.

– حسب معلوماتك، هل لا يزال هنالك مزيد من الشبان من دروز إسرائيل في الأراضي السورية؟

– أعتقد الآن لا يوجد أي مواطن إسرائيلي في الأراضي السورية.

أنا قلت: نحن لا غرض لنا كدولة إسرائيل لنتدخل في الموضوع. من البداية، لم يكن لنا غرض. وقلناها من البداية: أهل سوريا يعرفون شؤونهم أكثر منا، مثلما أعرف الشؤون عندي في إسرائيل، وكيف يجب أن أتصرف في دولة إسرائيل. أهلنا في سوريا يعرفون كيف يجب أن يتصرفوا في سوريا.

لكنا لما نرى الاعتداءات على أهلنا بسوريا، ونحن قادرون على التحرك، (واجبنا) أن نحمي كل قطرة دم من أي درزي في أي منطقة في العالم، يجب أن نتحرك ونمنع احتمال أن يقع الجبل، لأن الجبل هو الأساس، ليس الأساس للطائفة الدرزية فقط، بل الأساس لسوريا.

الشرع يجب أن يخجل.. الجولاني يجب أن يخجل.

قالوا لي إن أجداده وأهله حاربوا مع سلطان (الأطرش)، ومن حارب مع سلطان يعرف قيمة الوطن، ويعرف قيمة الأهل، ويعرف قيمة الجيرة، ويعرف قيمة تراب سوريا.

لكن نتأكد أنه تغذّى على الكراهية، والكراهية الدينية. نتأسف كثيراً أن قادة كهؤلاء يصلون لقيادة دول، وهم لا يتفهمون أن للأقليات حقوقا، والأقليات يجب أن تعيش بكرامة.

وأنا أقولها لكل مسلم في سوريا، ولكل مسلم في كل العالم: دين الإسلام هو دين الحق، ودين السلام، ودين المحبة، والدين الذي دعا لاحترام الكبير، واحترام رضا الوالدين، واحترام الجار.

لكن أنتم لا تتبعون الدين الإسلامي. لا أعرف من فسّر لكم الدين بالغلط لتتبعوا التفسير الغلط للدين الإسلامي، وهذا شيء مؤسف.

– الأحداث الآن تتكرر. هل تستعدون لرد؟ وما هو الرد؟ كيف سيكون شكل الرد من أجل منع مثل هذه الأحداث في منطقة السويداء؟

– أنا قلتها، وأرجع وأقول لك: هدفنا لم يكن أن نتدخل لنحمي دروز سوريا، ولا أن نتعدى على سوريا، ولا نقرب على سوريا. لكن لن نسمح باحتمال أن يستمر التعدي على أهلنا في سوريا من أبناء الطائفة الدرزية.

وكل درزي يعرف، ويعرف أيضاً كل من عاشر الطائفة الدرزية، أننا كطبق من نحاس؛ أينما دُققت، الكل يتحرك. ورأيت أهلنا في إسرائيل كيف تحركوا، وبالكاد سيطرنا على شبابنا.

إذا تحقق سلام في سوريا والتعايش بين جميع الأطراف، نكون كثيراً مبسوطين. ليس هدفنا أن نسيطر على سوريا، لكن هدفنا أننا لنا أهلنا هناك. لن نسمح باحتمال حدوث إبادة طائفية لأبناء الطائفة الدرزية في سوريا.

  • – هل تطرح فكرة أن تكون السويداء تحت الرعاية أو الحماية أو السيطرة الإسرائيلية خاصة في ظل تكرار الاستهدافات لسلاح الجو الإسرائيلي لمناطق مختلفة، بغية منع مثل هذه الهجمات ضد السويداء؟

– لا ننتظر وعوداً بالحماية من دولة إسرائيل. نحن قسم من دولة إسرائيل، وهناك تعهد بيننا – نحن كأبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل – وبين دولة إسرائيل، وبين الشعب اليهودي. وهناك حلف قوي بيننا، وهم لن يسمحوا لأنفسهم أن هذا الحلف ما يكون مستمراً، أيضاً مع الدروز خارج دولة إسرائيل.

رأينا ما صار بـ7 أكتوبر، وما صار قبل أسبوع، أقل من أسبوع، قبل كم يوم، في سوريا، ومستمر في سوريا.

لما تسمع وترى أشرطة الفيديو للبدو، وهم يطلبون من الكل أن يطلعوا للسويداء ويقاتلوا أهل السويداء. أنت من يتعدى عليهم.

هل نظل قاعدين هنا، ونحن نرى النظام – وهذا موثق من ناس من السويداء – يغتصب طفلة بجيل خمس سنين، ويحلق شوارب لابن ثمانين سنة، ويهينه، ويقتل ناس أبرياء، عزل، بلا سلاح، ويقتل إنساناً على كرسي مقعد، عجوز مقعد، وطفلة بعمر سبعة أشهر؟

أي إنسانية هذه؟ أي تعامل؟ يجب أن يستحوا أن يقولوا نحن مسلمون.

قلت لك: الدين الإسلامي دين المحبة، لا دين القتل.

– كانت هنالك انتقادات عدة، وأيضاً من قبل الدروز أنفسهم، سواء كان ذلك في سوريا أو حتى في لبنان، من قبل وليد جنبلاط، الذي اعتبر أن الحكومة الإسرائيلية تلعب في داخل سوريا، وتلعب بهذه الأوراق لصالحها، وأيضاً اتهم الشيخ موفق طريف بالتعاون في هذه المسألة. ما هو موقفك من هذه التصريحات؟

– أنا موجود في الكنيست منذ أكثر من 17 سنة. كنت وزيراً في دولة إسرائيل، ولا مرة رددت على جنبلاط، ولا مرة علقت على حكي جنبلاط. وأنا دائماً قلت: كل إنسان في موقعه يعرف أكثر من غيره.

جنبلاط في لبنان يعرف أكثر مني ما يحدث في لبنان. أنا في إسرائيل أعرف أكثر من جنبلاط، وأعرف مصلحتي أكثر من جنبلاط. لذلك كان قراري من اليوم الأول لدخولي السياسة الإسرائيلية ألا أرد على جنبلاط، وألا أرد على (وئام) وهاب، وألا أرد على أي إنسان خارج دولة إسرائيل.

– مؤخراً كانت هنالك اتصالات بين نظام الشرع وحكومة إسرائيل، بغية التوصل إلى اتفاقيات أمنية وربما أوسع من ذلك. كيف، برأيك هذه الأحداث ستلقي بظلالها على هذه الاتصالات؟

تقدر أن تعمل سلاماً مع إنسان يريد السلام، ليس مع إنسان يذبح إنساناً بالسكين، ليس مع إنسان يقتل إنساناً، ليس مع إنسان يغتصب صبية، ويقول: أنا مسموح لي أعمل كل شيء، وأنا فقط على حق، وديني فقط على حق.

نحن نعرف من هو الجولاني، ونعرف تاريخه، ونعرف تصريحاته. لست أنا فقط أعرف، كل القيادة الإسرائيلية تعرف تصريحاته. والتصريح الذي قاله مشهور: بعد ما نخلص من إدلب ودمشق نريد أن نصل القدس. نعرف توجهاته.

أعتقد معظم أصحاب القرار في إسرائيل يعرفون توجهات الجولاني. الجولاني اليوم يجب أن يثبت نفسه أنه إنسان ديمقراطي، أنه إنسان يعرف كيف يجمع أهله من جميع الأطراف في سوريا، أنه إنسان يعرف كيف يضم الأقليات ويعطيها حقوقها.

لحد الآن أثبت العكس.. الجولاني لبس بدلة وربطة عنق، ولم يتغير شيء. أنا لابس بدلة الآن وربطة عنق، لكن أنا لست مستعداً نقطة دم أنزلها من أي إنسان، كإنسان.

الدروز خط أحمر بالنسبة لنا كأبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل. ولنا تأثير في دولة إسرائيل، ولنا مكانتنا في دولة إسرائيل.

حماية الدروز يجب أن تكون من الحكم في سوريا، من السلطة في سوريا، ليس منا نحن. لكن إذا هم لا يريدون أن يحموهم، سنعمل كل جهدنا مع دولتنا لنحمي دروز سوريا، مع أن هدفنا لم يكن أبداً أن نتدخل في الشؤون السورية، ولم نرد أبداً أن نتدخل في الشؤون السورية.

لكن إذا كانت محاولة إبادة لطائفة لأنها لا تؤمن بما أنت تؤمن به يا جولاني، نحن مجبورون على التدخل، مجبورون على الضغط على دولة إسرائيل لتقوم بواجبها لحماية أهلنا في سوريا، وفي كل مكان.

أثبتنا ذلك في السابق، وبإذن الله نثبته للمستقبل. دولة إسرائيل لن تعمل معاهدة سلام مع الشرع إذا لم يكن محفوظاً حق الطائفة الدرزية في سوريا.

– الدروز ليسوا موجودين فقط في إسرائيل، وإنما أيضاً في الأردن وفي لبنان. هل لديكم اتصالات مع المملكة الأردنية الهاشمية ومع لبنان، من أجل التعاون بالفعل لمنع سفك الدماء في السويداء وحقن الدماء هناك؟

– كان لي اتصالات في الأردن، وكان لي اتصالات في الولايات المتحدة مع بعض السفراء في العالم. حكيت معهم، وشرحت لهم الوضع. وصلت للبيت الأبيض وشرحت الوضع، وأعتقد نقلوا الصورة للرئيس الأميركي.

بعثت بعض مقاطع الفيديو التي حصلت عليها، وكانت موجودة في وسائل الإعلام، وحصلت على بعض الفيديوهات التي تثبت القتل الجماعي والإبادة الجماعية. وأعتقد أن البيت الأبيض يعرف اليوم الوضع في سوريا.

نحن كأبناء الطائفة الدرزية، وأعتقد كلنا في إسرائيل، كلنا مجندون لهذا الموضوع. لنا مكانتنا في دولة إسرائيل، والاتصالات الخارجية مع دول مختلفة. حاولنا أن نوصل الصورة الموجودة اليوم في سوريا.

أعتقد أن الجولاني يجب أن يعرف أنه يجب أن يعيش باحترام مع أهله في سوريا. لا يجوز، وليس مقبولاً، ولا يقبله أي عاقل في العالم، وأي إنسان يعرف معنى الديمقراطية، ومعنى المعيشة، ومعنى التعايش بسلم، ومعنى التعايش.

إن الأكثرية لا حق لها في أن تبيد الأقلية، أو تقول للأقلية: لا حقوق لها في الدولة حيث هي موجودة.

كم ينتقدون دولة إسرائيل! ونحن أقلية، وأعتقد أن أي إنسان في دولة إسرائيل من أي طائفة، إن خيرته أين يعيش، سيقول لك: أريد أن أعيش في دولة إسرائيل، لأن الأقلية لها احترامها ولها مكانتها، ولا يتعدّون عليه لأنه ابن الطائفة الإسلامية، أو ابن الطائفة المسيحية، أو ابن الطائفة الدرزية. هو مواطن في هذه الدولة، له حقوق في هذه الدولة، والدولة يجب أن تحميه.

النائب الدرزي في الكنيست الإسرائيلي عن حزب (إسرائيل بيتنا)، حمد عمار، شكراً جزيلاً لك.


اكتشاف المزيد من الحرة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

https://i0.wp.com/alhurra.com/wp-content/uploads/2025/05/cropped-lcon-1-e1748543136485.png?fit=120%2C76&ssl=1

تابعنا

© MBN 2025

اكتشاف المزيد من الحرة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

اكتشاف المزيد من الحرة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading