دمشق – السويداء.. هذا ما رأيته على أوتوستراد الجهاد!

مصدر الصور: رويترز

الزمان: عصر الجمعة 18 يوليو.

المكان: أوتوستراد دمشق السويداء.

حركة مرورية خانقة رغم توقف وسائط النقل العام بين دمشق العاصمة ومحافظة السويداء .

حركة استثنائية مردها ما يجري من أحداث في السويداء بعد أن تداعت عشائر البدو لما تقول إنه ثأرها لمقتل عائلة من البدو في مدينة شهباء على يد مسلحين دروز .

الحركة المرورية نشطت بعد أن دفعت وزارتا الدفاع والداخلية بقواتهما إلى السويداء قبل أيام قليلة فقط في محاولة قسرية لدمج  المحافظة المتمردة حتى الآن ضمن “الدولة السورية”.

محاولة لم تكتمل على يد هذه القوات التي تعرضت لهجمات إسرائيلية أجبرتها على الانسحاب وغارات شوهدت آثارها في مبنى هيئة الأركان وقصر تشرين.

لكنني الآن على أوتوستراد دمشق السويداء ، حيث الحركة المرورية خانقة.

قادتني الصدفة إلى أن أسلك هذا الأوتوستراد عصرا.

ورغم أنني من السالكين النظاميين والدائمين لهذا الطريق، إلا أنني لم أر هذه الزحمة من قبل، لا ذهابا ولا إيابا خاصة في السنوات الـ15 الأخيرة.

هذه كانت المرة الأولى التي أراه فيها مزدحما ذهابا إلى السويداء بأرتال العشائر التي جاءت من كل حدب وصوب في سوريا لمقاتلة الدروز.

وكان الأوتوستراد مزدحما إياباً من السويداء بأرتال سيارات البيك آب والدراجات النارية المحملة بالأثاث.

هذا أثاث من بيوت قرى تركها أهلها ساعات فقط قبل وصول سيل العشائر.

واصل مقاتلو العشائر توافدهم إلى السويداء. وصلوا حتى ساعة كتابة هذا التقرير ليل الجمعة السبت إلى تخوم قرية لاهثة مرورا بقرى الصورة الكبيرة، حزم، أم حارتين، خلخلة، ذكير، الصورة الصغيرة، رضيمة اللواء.

وكانت شوارع المحافظات السورية كافة شهدت حركة مرورية استثنائية خلال اليومين الماضيين قامت بها أكثر من أربعين عشيرة سورية بهدف قتال الدروز.

ففي دمشق وغيرها من المدن السورية، شوهدت إضافة إلى السيارات الصغيرة وسيارات البيك آب، شاحنات ثقيلة وبرادات مخصصة لنقل الخضار وهي تحمل شبانا لتنقلهم إلى السويداء.

وفي إدلب كان الترويج والتحفيز مختلفا. وفي مركز  انطلاق سرمدا علقت يافطة على أحد البولمانات كتب عليها  “مخصص لنقل المجاهدين مجانا إلى السويداء”.

وجابت منطقة الدويلعة والمناطق المجاورة مظاهرة بسيارة تحمل شبابا يدعون إلى جمع التبرعات لصالح شباب العشائر.

ووضعت على السيارة يافطة كتب عليها “من جهز غازيا كأنه غزا” وردد من استقل تلك السيارة هتاف “واحد واحد واحد الشعب السني واحد”.

ووصل التجييش الطائفي مداه، هذه المرة ضد الدروز، بعد ما شهدته منطقة الساحل من مجازر، وبعد تفجير في كنيسة القديس إلياس في دمشق، وبعد نهب وحرق كنيسة القديس ميخائيل في قرية الصورة الكبيرة بالسويداء بعد تهجير أهلها، إضافة إلى تهجير مسيحي قرية رضيمة اللواء الذين لم يعرف مصير كنيستهم لأن الإعلام المحايد لم يصل إلى تلك المنطقة بعد.


اكتشاف المزيد من الحرة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

https://i0.wp.com/alhurra.com/wp-content/uploads/2025/05/cropped-lcon-1-e1748543136485.png?fit=120%2C76&ssl=1

تابعنا

© MBN 2025

اكتشاف المزيد من الحرة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

اكتشاف المزيد من الحرة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading