تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يقدم لنا دراسة واقعية حول مسألة تكامل الحضارات وعلاقتها بالأديان، في وقتٍ تنسحب فيه الدراسات الفكرية الجادة لصالح مؤلفات « خفيفة » لا تساهم في خلق جدل يعوّل عليه من ناحية الأفكار والنظريات التي تأتي بها بعض الكتب. لذلك فإنّ اختيار مثل هذه الكتب يلعب دوراً كبيراً في تقريب الفكر الغربي إلى نظيره المغربي، بل إن هناك العديد من المؤلفات المترجمة ساهمت بشكل قويّ في إحداث رجّات في دواليب فكر مغربي بات يعرف الجمود من ناحية ابداع المفاهيم وتأويل النظريات، كما كان الحال عليه ثمانينيات القرن المنصرم.
يقول المترجم: «يستقبل المجتمع الأكاديمي والمنشغلون والمهتمون بالفلسفة في المغرب علما من أعلام الفكر الفلسفي في الغرب، أحد رواد الفينومينولوجيا الواقعية، الدكتور يوسف سايفرت، رئيس الأكاديمية العالمية للفلسفة في إمارة الليكتنشطاين. الدكتور يوسف سايفرت هو أحد رواد الفينومينولوجيا الواقعية، حيث كان تلميذاً لرائدها الأول هلدبراند تلميذ هوسرل، وقد توزعت اهتماماته في التدريس والبحث والتأطير بين الميتافيزيقا وفلسفة الأخلاق ونظرية المعرفة، وهي تعكس بدرجة ما الخيط الناظم لفكره الشاسع الأطراف والمتمثل في بناء وتطوير معالم فينومينولوجيا واقعية تحاول أن تتجاوز الطرق المسدودة التي انتهت إليها الفينومينولوجية المثالية عند هوسرل، بالإنغلاق في الذاتية والهووحدوية بدل تعميق الاتجاه نحو المووضعية وبنفي إمكانية معرفة أي كائن يكون مستقلاً عن الذات ومتعالياً عليها».