تأتي قيمة هذا المهرجان في كونه يُعد من الفضاءات الهامّة التي تحتفي بالثقافة الصوفية وتعمل على نشرها وفق آلية مختلفة تقوم على تنظيم سهرات وندوات ولقاءات ومعارض تعيد الاعتبار للموروث الصوفي وأهميته ودلالاته بالنسبة لثقافة لها علاقة كبيرة بالمجال الصوفي، سواء تعلق الأمر بالموسيقى أو التشكيل أو الأدب. وسيحرص المهرجان خلال هذه الدورة على مشاركة فنانين وباحثين ومفكرين وذلك من أجل إعطاء المهرجان بعداً معرفياً، حتى تخرج يومياته من طابع الترفيه الذي بات بمثابة علامة تسيء إلى المهرجانات بالمغرب. إذْ يتضمّن البرنامج العديد من اللقاءات التي سيتم تنظيمها داخل مجموعة من الفضاءات التاريخية التي تُضمر حمولة رمزية بالنسبة لتاريخ مدينة فاس.
يشارك في المهرجان كوكبة من الفنانين والباحثين من مختلف دول العالم، حيث سيعيشون فيما بينهم على مدار عدّة أيام نسمات صوفية وهم يستمعون إلى الموسيقى ويتلقفون الرأسمال المعرفي الصوفي الذي يلعبه دوره الكبير في تهذيب أجساد الناس ودفعهم إلى عيش نوع من التماهي مع مكونات وعناصر الوجود. كما سيتم تنظيم معرضين يأخذان الجمهور في رحلة سحرية داخل العوالم الروحية الصوفية، من خلال افتتاح معرض «رحلات» للفنان مانويل بانيكو، يوم 19 أكتوبر، وكذلك معرض «مرابط» في اليوم الموالي.