وفي هذا الصدد، أفاد رفيق الأسمر، نائب رئيس الاتحاد المغربي لأرباب ومسيري قاعات الحفلات، في تصريح هاتفي لـLe360، بأن أسعار كراء القاعات خلال صيف هذا العام شهدت تراجعا طفيفا مقارنة بصيف 2024، حيث كانت الأسعار تتراوح، آنذاك، بين 10,000 و18,000 درهم، بينما تتراوح، حاليا، بين 10,000 و15,000 درهم، مشيرا إلى أن هذا المبلغ يشمل كراء القاعة وتنظيم الحفل والتزيين.
هذا الارتفاع، بحسب المتحدث ذاته، يرتبط بما يُسمى بـ«الطلب الموسمي» في فصل الصيف، حيث يبلغ الإقبال ذروته، ما يدفع مالكي بعض القاعات إلى مضاعفة الأسعار مقارنة بفصول السنة الأخرى.
وتابع الأسمر حديثة، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع يدفع بعض العائلات تضطر إلى تقليص حجم الحفل أو البحث عن بدائل أقل كلفة، مثل القاعات الشعبية أو تنظيم الحفل في منازل الأقارب.
وفي هذا السياق، تقول أسماء، شابة مغربية مقبلة على الزواج بمدينة الدار البيضاء: «فكرنا في تنظيم عرسنا بقاعة للحفلات، لكن أسعار القاعات هناك خيالية، فتراجعنا عن الفكرة واخترنا حفلا بسيطا بمنزل العائلة».
وفي قراءة اجتماعية لهذه الظاهرة، يَعتبر الباحث المغربي في علم الاجتماع عبد الصمد الديالمي أن تكاليف الأعراس لا ترتبط فقط بجوانب اقتصادية، بل أيضا بضغوط اجتماعية تفرض على العائلات تقديم حفلات «تليق بالمقام»، بحسب تعبيرهم. ويضطر هولاء إلى تضخيم الإنفاق اكتراثا لما يُعرف بـ«ثقافة المظهر»، حيث يُنظر إلى العرس كمناسبة لإثبات المكانة والجاه، لا مجرد احتفال عائلي.
ومن جهة أخرى، يضيف عبد الصمد الديالمي، ساهم توسّع شبكات التواصل الاجتماعي في تغذية هذه النزعة، إذ تُنشر صور الأعراس بتفاصيل دقيقة، ما يجعل البعض يشعر بضرورة مواكبة «المعايير» السائدة، حتى إن كان ذلك سيدفعهم إلى الاستدانة.
وبين مطرقة التكاليف وسندان التقاليد، تظل حفلات الزفاف في الصيف مجالا تتقاطع فيه الاعتبارات الاقتصادية بالتصورات الاجتماعية، حيث يجد المقبلون على الزواج أنفسهم أمام معادلة صعبة: كيف يحققون فرحة العمر دون أن تتحول إلى عبء مالي طويل الأمد؟
