وتثير هذه الأرقام، التي نشرتها منصة « الما ديالنا »، التابعة لوزارة التجهيز والماء، الوضعية المقلقة للموارد المائية في المملكة، في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه القطاع، حيث أظهرت البيانات تبايناً واضحاً في معدلات الملء بين مختلف الأحواض المائية.
وفي هذا السياق، سجَّل حوض أم الربيع نسبة ملء بلغت 10.3%، بمخزون مائي يصل إلى 514.3 مليون متر مكعب.
وتعتبر سدود « سيدي إدريس » و« آيت مسعود » و« تيميتوتين » من بين السدود ذات النسب الأعلى في هذا الحوض، بنسب ملء بلغت 92% و74% و70% على التوالي.
أما حوض اللوكوس، فقد سجل نسبة ملء بلغت 48.9%، مع مخزون مائي يقدر بـ935.1 مليون متر مكعب، وتبرز سدود « شفشاون » و« الشريف الإدريسي » و« واد المخازن » بنسب ملء عالية، حيث بلغت 88% و86% و79% على التوالي.
وفي حوض سبو، بلغت نسبة الملء 44%، مع مخزون مائي يصل إلى 2448.6 مليون متر مكعب، حيث تتصدر سدود « علال الفاسي » و« بوهودة » و« المنع سبو » القائمة بنسب ملء مرتفعة، حيث وصلت إلى 98% و79% و76% على التوالي.
وسجل حوض كير-زير-غريس نسبة ملء بلغت 48.7%، بمخزون مائي قدره 261.8 مليون متر مكعب، حيث يبلغ نسبة ملء سد « حسن الداخل » 58%.
أما حوض أبي رقراق، فقد سجل أعلى نسبة ملء بين الأحواض المائية، بلغت 63.3%، بمخزون مائي يقدر بـ 685.2 مليون متر مكعب، حيث يبلغ نسبة ملء سد « سيدي محمد بن عبد الله » 67%.
في المقابل، سجل حوض ملوية نسبة ملء منخفضة بلغت 26.8%، مع مخزون مائي يقدر بـ192.7 مليون متر مكعب، وكان سد « على واد الزا » هو السد الوحيد الذي بلغت نسبة ملئه 100%، في حين سجل حوض تانسيفيت نسبة ملء بلغت 41.2%، بمخزون مائي قدره 93.7 مليون متر مكعب، وتتصدر سدود « سيدي امحمد بن سليمان الجزولي » و« أبو العباس السبتي » القائمة بنسب ملء 78% و55% على التوالي.
أما حوض سوس ماسة، فقد سجل نسبة ملء منخفضة بلغت 18%، بمخزون مائي قدره 131.9 مليون متر مكعب، حيث تبلغ نسبة ملء سد « الدخيلة » 70%، في حين سجل حوض درعة واد نون نسبة ملء بلغت 29%، بمخزون مائي قدره 304.2 مليون متر مكعب، ويبلغ نسبة ملء سد « منصور الذهبي » 39%.
ويُشكل هذا التراجع المقلق في نسبة ملء السدود، حسب متابعين، تحديا كبيرا أمام تلبية احتياجات البلاد من المياه، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تمر بها المملكة، حيث تفرض هذه الوضعية اتخاذ إجراءات عاجلة لترشيد استهلاك المياه، وتشجيع استخدام التقنيات الحديثة في الري، والاستثمار في مشاريع تحلية مياه البحر، لتأمين الموارد المائية للأجيال القادمة.