مدينتان مغربيتان ضمن قائمة أفضل الوجهات في إفريقيا والشرق الأوسط

مدينة فاس

في 04/08/2025 على الساعة 10:59

حجزت مدينة فاس، العاصمة العلمية والروحية للمملكة، مكانها ضمن قائمة أفضل عشر مدن سياحية في إفريقيا والشرق الأوسط لعام 2025، بحسب تصنيف جديد نشرته مجلة «Travel + Leisure» الأمريكية، بناء على تقييمات قرائها الذين شاركوا تجاربهم السياحية في مختلف أنحاء العالم.

واحتلت فاس المرتبة السادسة في هذا التصنيف، بفضل ما تتميز به من أصالة تاريخية وعمق روحي وتراث معماري استثنائي، حيث اعتبرها القراء وجهة فريدة تجسد هوية المغرب الثقافية، بفضل طابعها العريق، وأسوارها التاريخية، ومدينتها العتيقة المصنفة تراثا عالميا من طرف اليونسكو.

وأشادت المجلة الأمريكية بسحر فاس الذي لا يقتصر على مآثرها العمرانية وأسواقها التقليدية، بل يمتد إلى أجوائها الروحانية الخاصة، ومكانتها كمركز تاريخي للعلم والمعرفة، مما يجعلها مقصدا مفضلا للسياح الباحثين عن التجربة الأصيلة والانغماس في تفاصيل الحياة المغربية العتيقة.

وفي التصنيف ذاته، جاءت مدينة مراكش في المرتبة الرابعة، إلى جانب مدن عالمية كبرى مثل كيب تاون ودبي، كما حصلت على تكريم خاص بإدراجها في «قاعة الشهرة» (Hall of Fame)، وهو شرف يمنح للوجهات التي تتكرر مشاركتها في التصنيف لمدة عشر سنوات متتالية.

وذكرت المجلة أن قراءها أبدوا هذا العام تفضيلا واضحا لمدن شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إذ لم تشمل القائمة سوى مدينة واحدة تقع خارج هذين الإقليمين. وقد ضم التصنيف أيضا مدنا تاريخية مثل الأقصر (مصر) والبتراء (الأردن)، ومدنا عصرية مثل الدوحة وأبو ظبي، ما يعكس تنوع تفضيلات المسافرين.

وبحسب «Travel + Leisure»، فإن أهم العوامل التي أثرت في اختيارات القراء شملت التاريخ العريق، والغنى الثقافي، وتنوع المأكولات المحلية، ومستوى الأمن، حيث اعتبرت هذه الخصائص من أبرز مميزات الوجهات التي تصدّرت الترتيب.

ويعد هذا التصنيف، اعترافا جديدا بمكانة المدن المغربية على الساحة السياحية الدولية، ودليلاً على جاذبية فاس ومراكش كمقصدين يجمعان بين العمق الحضاري والحيوية السياحية، ما يعزز رؤية المغرب لتطوير سياحة مستدامة ذات بعد ثقافي وروحي.

وفي سياق ذي صلة، فإنه، على الصعيد الوطني، مع استمرار فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يتجدد اهتمام المغاربة بالتخطيط لعطلتهم السنوية، للهروب من روتين الحياة، وتظل الوجهات الشاطئية الخيار الأول لدى فئة عريضة من المواطنين، سواء داخل المغرب أو خارجه، لكن مع تفاوت في الإمكانيات، وتغير في التفضيلات تبعا للتكلفة، والبنية التحتية، وسهولة الوصول.

وفي هذا الصدد، كان محمد السملالي، رئيس الفدرالية الوطنية لوكالات الأسفار، قد أوضح، في تصريح هاتفي سابق لـLe360، أن فئة كبيرة من المغاربة يختارون الوجهات التقليدية داخل المغرب لقضاء عطلتهم، وتتصدر مدن الشمال هذه الوجهات مثل طنجة، تطوان، مرتيل، المضيق، وأصيلة، وذلك لما تمتاز به هذه المدن من جمال الطبيعة، والمياه الزرقاء، وسهولة الوصول من مدن المركز، كما تحافظ مدينة أكادير على مكانتها كوجهة شاطئية رئيسية، خاصة لدى العائلات القادمة من الجنوب أو من المناطق الداخلية، نظرا لما توفره من بنية سياحية متقدمة نسبيا، وطقس معتدل ومستقر.

وقال السملالي إنه، في السنوات الأخيرة، برزت مدينة الداخلة، جنوب المملكة، كوجهة جديدة جذبت فئة من السياح المغاربة، خصوصا من هواة الرياضات البحرية مثل ركوب الأمواج والتزلج على الماء، إلى جانب توفرها على فنادق مهمة، غير أن ارتفاع تكلفة السفر إليها، سواء عبر الطائرة، والتي تتراوح ما بين 2000 إلى 2500 درهم، وغياب الفنادق المتوسطة، يجعلها حكرا على فئة معينة من السياح المغاربة، الذين بإمكانهم تحمل التكلفة السياحية لهذه المدينة التي تزحر بمناظر طبيعية خلابة ومياه صافية.

وذكر السملالي أن العديد من الأسر المغربية تفضل قضاء عطلتها في الشقق المؤجرة بدل الفنادق، لأن الشقق يظل ثمنها في المتناول، خاصة وأن بعض الوجهات التقليدية تعتمد على موسم الصيف للاستفادة من المردود السياحي، وبالتالي تظل أسعارها في متناول فئة معينة فقط.

وشدد المتحدث ذاته على أنه، بالرغم من هذا التنوع، تظل البنية التحتية أحد التحديات الكبرى في عدد من المدن السياحية، مثل الاكتظاظ المروري، وغياب مواقف السيارات، وضعف خدمات التنقل، بالإضافة إلى غلاء الإيجارات الموسمية، الذي يفسد أحيانا متعة العطلة، كما أن التفاوت الكبير بين المدن من حيث التنظيم والخدمات، يدفع الكثير من المغاربة للتفكير في بدائل خارجية.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 04/08/2025 على الساعة 10:59