وخلال جولة ميدانية قامت بها كاميرا Le360، ظهرت مشاهد واضحة لأكياس قمامة متناثرة على الأرصفة، إلى جانب حاويات ممتلئة أو مهترئة، ما ينعكس سلبا على نظافة الحي ويزيد من معاناة السكان، خصوصا في فصل الصيف.
وبهذا الخصوص، قالت كاميليا موافق، فاعلة جمعوية تقطن بالحي: «إن عدد الحاويات في الحي غير كاف، وهو ما يجعل الأزبال تتراكم بشكل مستمر، وفي كثير من الأحيان نجد القمامة منتشرة بجانب الطريق، وحتى الحاويات الموجودة تكون ممتلئة عن آخرها، هذا الوضع لا يليق بحي في قلب مدينة كبيرة مثل الدار البيضاء».
وأضافت: «نحن كسكان تعبنا من تقديم الشكاوى دون نتيجة. نطالب بتوفير عدد أكبر من الحاويات وتكثيف دوريات جمع النفايات، لأن النظافة مسؤولية جماعية ويجب أن تكون من أولويات لدى الجهات المسؤولة».
انتشار الأزبال بالمعاريف. سعيد بوشريط
وأضافت: «بسبب بعد الحاويات عن بعض البنايات، يضطر عدد من السكان، وخصوصا كبار السن، إلى ترك النفايات أمام مداخل العمارات، مما يؤدي إلى تراكمها لفترات طويلة. وهذا الوضع يساهم في انتشار الفئران والحشرات».
وتابعت: «في بعض الشوارع، أصبح الرصيف غير قابل للاستعمال بسبب النفايات، وهو ما يدفع بعض المارة إلى السير وسط الطريق، ما يُشكل خطرا على سلامتهم وسلامة أطفالهم».
كما عبر عددا من المواطنين، بدورهم، عن امتعاضهم من الوضع، مشيرين إلى أن غياب النظافة يؤثر على الحياة اليومية ويشوه صورة الحي، خاصة وأنه من المناطق الحيوية التي تعرف كثافة سكانية وحركية تجارية.
من جهته، قال ذكي ميري، مدير استغلال شركة ”أرما“ المفوضة بتدبير قطاع النظافة بالدار البيضاء في تصريح لـle360، إن الشركة تعتمد شاحنات صغيرة تمر مرتين صباحا ومرتين مساء في الحي، مراعاة لطبيعة الشوارع التي تعد ضيقة ولا تسمح بمرور الشاحنات الكبيرة لأنها تعرقل السير.
وشدد ميري على أن ركن السيارات على جوانب الطرقات يعرقل حركة الشاحنات المخصصة لجمع النفايات، خصوصا في الأزقة الضيقة التي يصعب الولوج إليها.
وأوضح ميري أن هناك تحديات متعددة تؤثر على فعالية جمع النفايات، أبرزها ”عدم احترام عدد من المواطنين للوقت المخصص لوضع القمامة، بالإضافة إلى رفض بعض السكان وضع الحاويات بالقرب من منازلهم، ما يعقد عملية التوزيع المتوازن للحاويات“، مضيفا أن ”ظاهرة سرقة أو إتلاف الحاويات تمثل بدورها معضلة حقيقية تضر بالجهود المبذولة“.
جمع الأزبال في المعاريف. le360
وطالب ميري المواطنين بـ”وضع الأزبال في الوقت المخصص لتسهيل مهمة الشاحنات وضمان مرورها بسلاسة دون التسبب في عرقلة السير”، داعيا إلى تعاون مشترك بين السكان والشركة من أجل الحفاظ على نظافة الحي وصورة المدينة.
وأشار ميري إلى أن من بين المشاكل هناك المتاجر والمحلات الكبرى، التي لا تحترم دفتر التحملات الذي وقعته مع الجماعة، حيث يتجاوز عدد نفاياتهم الطن المتفق عليه، ويصل إلى أكثر من ذلك بكثير.