مظاهرة تل أبيب.. الاتجاه الخاطئ
■ رجل فلسطينى إسلامى حاصل على الجنسية الإسرائيلية تمنعه إسرائيل من دخول المسجد الأقصى أو الصلاة فيه أو الاقتراب منه مسافة 100 متر، وتحرمه من الخروج من فلسطين، يحصل مع مجموعة من تلاميذه على تصريح بالتظاهر أمام السفارة المصرية بتل أبيب، من عدو العرب والمسلمين وعدو نفسه والجميع بن غفير، للتنديد بما سماه حصار مصر الاقتصادى لغزة.
■ هذا عجيب جداً ومخالف للعلم والدين والمنطق، وفقه الأولويات وفقه المصلحة والمفسدة، وفقه معرفة أعداء الأمة بحق.
■ أمامك وزارة الدفاع ورئاسة الأركان الإسرائيلية التي قتل جيشها 60 ألف غزاوي من إخوانك وجرحوا 170 ألفاً من إخوانك وأشقائك وقتلوا إخوانك في لبنان وسوريا وإيران واليمن وما زالوا يقتلون، وهم الذين دمروا غزة كاملة.
■ وأمامك وزارة الداخلية الإسرائيلية التي تحث المستوطنين الرعاع على حرق مزارع وبيوت وسيارات إخوتك في الضفة.
■ تظاهر أمام أى مؤسسة إسرائيلية، فكلهم شركاء في الجريمة، تظاهر ضد إسرائيل التي تمنعك من الصلاة في المسجد الأقصى أو حتى الاقتراب منه، تظاهر ضد قتلة الأنبياء والرسل والأطفال، تظاهر ضد من قال الله عنهم «وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَاداً»، لن تتمكن طبعاً من ذلك ولن يسمح بذلك بن غفير وزبانيته.
■ مصر مهما صنعت، فهي حاملة لواء الدفاع عن العروبة والإسلام، تضعف وتقوى، تهزم مرة وتنتصر مرات، الجيش الوحيد في المنطقة العربية الذي يستطيع الحرب، الدولة الوحيدة التي ليست بها قواعد عسكرية أجنبية، هل تستطيع يا رجل أن تتظاهر أمام أي سفارة دولة أخرى بها قواعد عسكرية أمريكية تمنح الأسلحة لإسرائيل حينما فرغت خزائنها من الأسلحة أثناء حربها في غزة ولبنان واليمن، لديك حول في الرؤية الدينية والاستراتيجية.
■ إسرائيل تريد من العرب أن يهيلوا التراب على مصر، وهو تمهيد إعلامي ودعائي لشحن العرب ضدها.
■ الأوروبيون أكثر حكمة وعقلاً من هؤلاء، كل مظاهراتهم أمام سفارات إسرائيل، والمصانع التي تغذي الترسانة العسكرية الإسرائيلية، كل نشاطهم في التظاهر يصب في الضغط على حكوماتهم للضغط على إسرائيل عسكرياً واقتصادياً وتقنياً، الأوروبي أصبح أكثر فهماً من هؤلاء وأدق بصيرة منهم.
■ الغريب أن المظاهرة لم ترفع أي علم فلسطيني على الإطلاق، فلا يمكن لـ«بن غفير» أن يسمح لها بذلك، ولكن يسمح لها بالتنديد بأكبر دولة عربية قدمت عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى منذ حرب 48 وحتى 73 مروراً بحرب 56، والاستنزاف.
■ منذ متى يمنح «بن غفير» تصريحاً فيه خير للفلسطينيين؟ جربوا مرة التظاهر أمام أي مؤسسة سيادية إسرائيلية وكلها شريكة في العدوان الآثم على الضفة والقطاع، جربوا مرة لتعرفوا الوجه الحقيقي لإسرائيل وديمقراطيتها الزائفة.
■ يا قوم لا تبصقوا في الآبار فإنكم حتماً ودوماً ستظمأون وتحتاجون للشرب منها، يا قوم لا تلقوا بالأحجار في الآبار حتى إذا ظمِئتم فلن تجدوا ماء تشربونه.
■ الدول المحاربة معروفة في المنطقة، ولكن الحروب ليست لعبة ولا عبثاً وخاصة للدول الكبرى، إنها مصائر أمم لا يلعب بمصائرها الأقزام وأصحاب دغدغة العواطف والمشاعر، الحروب ليست شعارات ولا أشعاراً ولا دغدغة مشاعر، إنها حسابات معقدة لأهل الاختصاص والدقة والحكمة من رجال الدولة وليس مسؤولي الجماعات الذين يسارعون بالحروب ويهلكون أممهم وجماعاتهم ومَن وراءهم ويندمون حيث لا ينفع الندم.