القدس المحتلة /PNN/ في إنجاز علمي نادر ومهم على صعيد دراسة الثدييات والتنوع الحيوي في فلسطين، تمكن الباحث والخبير البيئي الأستاذ سائد الشوملي المدير التنفيذي لجمعية فلسطين للبيئية والتنيمة المستدامة من تسجيل مهم جدا حيث تمكن من توثيق وجود الثعلب الأفغاني (Vulpes cana)، المعروف أيضًا باسم ثعلب بلانفورد أو الثعلب الملوكي، في مناطق متعددة من برية القدس وجبال البحر الميت، في تسجيل يعد من الأندر على الإطلاق لهذا النوع في المنطقة.
ثعلب مراوغ يعيش في الظل
يُعد الثعلب الأفغاني من أصغر أنواع الثعالب وأكثرها خجلًا وتخفيًا، ويتميز بقدرته الفائقة على التسلل والتعايش في البيئات الصحراوية الصعبة. يعيش هذا النوع في المناطق الجافة وشبه الجافة الممتدة من الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى، ويتركز وجوده في فلسطين بشكل خاص في المناطق الوعرة والصخرية جنوب البلاد، لا سيما صحراء النقب وبرية القدس، حيث تساعده التضاريس المنحدرة على الاختباء من المفترسات.
سبب التسمية: الثعلب “الملوكي”
يرتبط اسم "الثعلب الملوكي" بأسطورة قديمة مفادها أن فراء هذا الثعلب وذيله الكثيف الجميل كانا يُقدّمان كهدية للملوك وليس للطعام، ما أضفى عليه هالة من الندرة والقيمة الرمزية. ويُعتبر فراؤه من أجمل فراء الثعالب، وهو أحد الأسباب التي جعلت صيده هدفًا في بعض المناطق.
السلوك والسمات الفريدة
هذا الثعلب ليلي وانفرادي، ونادرًا ما يُشاهد في النهار. ومن أبرز سماته قدرته الاستثنائية على تسلق الصخور والمنحدرات، وهي ميزة غير مألوفة لدى فصيلة الكلبيات، مما يمكّنه من العيش في البيئات الوعرة والتسلل بين الكهوف والشقوق الصخرية.
وقد تم توثيقه حديثًا عبر كاميرات مراقبة في مناطق عين جدي والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى أودية البحر الميت، في مؤشر واضح على استقراره في بيئته الطبيعية رغم التحديات.
النظام الغذائي
يتغذى الثعلب الأفغاني على تشكيلة واسعة من الأغذية، تشمل ثمار القبار، التمر، الحشرات، السحالي، القوارض الصغيرة، وغيرها. ويعتمد في تغذيته على ما يتوفر موسميًا، مما يجعله كائنًا انتهازيًا عالي التكيف.
التهديدات وحالته في فلسطين
يُصنّف الثعلب الأفغاني من بين أندر الثدييات في فلسطين، ويواجه تهديدات متعددة أبرزها فقدان الموائل، الصيد غير القانوني، والتوسع العمراني. ولا تزال المعلومات العلمية حول أعداده محدودة، ما يزيد من أهمية أي توثيق جديد له.
أهمية التوثيق
يُعتبر هذا التوثيق العلمي إنجازًا مهمًا للباحثين في مجال التنوع البيولوجي، ويؤكد الحاجة إلى تكثيف الجهود البحثية لحماية هذا النوع وغيره من الكائنات النادرة في فلسطين. كما يفتح الباب أمام مزيد من الدراسات حول سلوك وتوزيع هذا الثعلب الغامض، ويدعم الخطط الوطنية لحماية الحياة البرية.
في ختام هذا العمل، نتقدم بجزيل الشكر والامتنان للزميل عمر رشايدة على جهوده المخلصة ودعمه المتواصل في مجال حماية ودراسة التنوع الحيوي في براري القدس, إن مساهماته العلمية والميدانية تشكل ركيزة أساسية في جهود الحفاظ على الإرث الطبيعي الفريد لهذه المنطقة الحيوية.
تم توجيه شكر عمر الرشايدة على جهوده المخلصة ودعمه المتواصل في مجال حماية ودراسة التنوع الحيوي في برية القدس، والتي أسهمت بشكل مباشر في توثيق هذا الاكتشاف النادر. إن مساهماته العلمية والميدانية تشكل ركيزة أساسية في جهود الحفاظ على الإرث الطبيعي الفريد لهذه المنطقة الحيوية