الشريط الاخباري

مع الأسرى.. ضد الإبادة والاحتلال اسمي ربيع بقلم بهاء رحال

نشر بتاريخ: 02-08-2025 | أفكار
News Main Image

يصادف اليوم الأحد الثالث من آب، اليوم الوطني والعالمي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال، ويأتي هذا اليوم في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة واشتداد معاناة الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب ولأقسى أشكال التنكيل، وهم في كل لحظة يستصرخون الضمائر الحية في هذا العالم، لنصرتهم والدفاع عن حقهم في الحياة وعن حريتهم المنشودة، وعودتهم إلى بيوتهم وعائلاتهم، وإطلاق سراحهم من قبور الموت وزنازين العزلة وسجون القهر والقمع.

اسمي ربيع، معتقل منذ نيسان ٢٠٠٤، وأمضيت حتى اليوم ٢١ عامًا وأربع أشهر، أتوق للعودة إلى بيتي وعائلتي وإلى وحضن أمي وأبي، وهذا حقي، فلست مجرمًا كما يدعي المحتل، بل مناضلًا سعيت لأجل حرية بلادي ووطني وشعبي، وناضلت من أجل ذلك الحق الذي كفلته كل شرائع الأرض والسماء، لكنه زمن الاحتلال الآثم، الذي حاصر أيامنا وأحلامنا وقتل أوقاتنا وضحكاتنا، ويمنعنا من العيش بحرية وكرامة كبقية شعوب الأرض.

اسمي ربيع، كنت متفوقًا في دراستي ومستعدًا لبلوغ حلمي في إتمام تخرجي من الجامعة، بيد أن المحتل زجّ بي في غياهب الاعتقال، وتهمتي فلسطين التي أحبها حرة، مستقلة، ومستقرة، فأخذني حبيس الاعتقال، وكثيرًا ما زج بي داخل زنازين لا تدخلها شمس ولا يمر منها الهواء.

اسمي ربيع، أحنّ لبيتنا في مخيم الدهيشة، حيث ولدت لعائلة تم تهجيرها من بلدة دير الهوى إبان النكبة الكبرى، فهوت بنا الأقدار لنحطّ لاجئين في مخيم الدهيشة التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين.

اسمي ربيع، أحببت البلاد كما تحبون، وعشقت تراب الوطن كما تعشقون، وتقدمت ساحة الفداء والتضحية، وصنعت من فرط الهوى لدير الهوى ألف محاولة للعودة، وحفظت نشيد البلاد في دمي وروحي وجسدي.

اسمي ربيع، أتطلع للخروج من هذا السجن المؤبد، ومن أقبية الاعتقال وزنازين الموت، وأواصل حمل الأمل في قلبي رغم عتمة الزنازين، وأُبقي شعلة الإيمان بالحرية مشتعلة مهما طال الظلم وتعمّق القيد. إن صوتي من خلف القضبان ليس نداء استسلام، بل صرخة حق لا يموت، ووصية حب لوطنٍ لا يُنسى. أؤمن أن فجر الحرية آتٍ، وأن شعبي الذي صمد في وجه الإبادة والاحتلال لن يخذل أسراه، فنحن لسنا أرقامًا في سجون العدو، بل حكايات نضال سترويها الأجيال.

اسمي ربيع، لم تكسرني محاولات السجان، ولم تهزمني كل أدوات التنكيل والعذاب، قاومت ذلك بعنفوان الحر الصادق،صاحب الحق الذي لا ولن يُهزم، يسكنني الأمل بالحرية القادمة، فلا غرفة التوقيف باقية ولا قيد السلاسل.

شارك هذا الخبر!