بيت ساحور /PNN/ أظهر استطلاع للرأي أن خطة إسرائيلية مطروحة لإنشاء "إمارة" محلية في الخليل تحظى برفض شعبي جارف، وسط قلق واسع من أن يؤدي المشروع إلى تعميق الانقسام الداخلي وتقويض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
الاستطلاع، الذي أجراه المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي بإشراف الدكتور نبيل كوكالي بين 10 و13 أيلول/سبتمبر، شمل عينة عشوائية من 200 مواطن من مختلف أنحاء محافظة الخليل.
ووفق النتائج، فإن 71% من المشاركين يرفضون المشروع بشكل قاطع، مقابل 2% فقط أيدوه بالكامل. كما عبّر 70.5% عن غضب أو قلق من الإعلان الإسرائيلي، فيما اعتبر 73% أن الخطوة ستقود إلى تقسيم الضفة الغربية.
حكم العائلات أسوأ من السلطة
رأى 70.5% من المستطلَعين أن حكم العائلات سيكون أسوأ من إدارة السلطة الفلسطينية، بينما اعتبر 5% أنه سيكون أفضل، و10.5% قالوا إنه لن يحدث فرقًا. كما أبدى 61.8% تفضيلهم بقاء السلطة الفلسطينية كمرجعية حاكمة، مقابل 4.1% فقط أيّدوا خيار "الإمارة" برعاية إسرائيلية.
ردود فعل غاضبة
أفاد 37% من المشاركين بأنهم شعروا بالغضب والرفض الشديد، و33.5% بالقلق والتحفّظ، فيما أبدى 3.5% فقط ترحيبًا بالفكرة.
دوافع إسرائيل
رأى 45.5% أن الهدف الأساسي لإسرائيل من المشروع هو تقسيم المجتمع الفلسطيني، بينما أشار 20.5% إلى تعزيز السيطرة السياسية، و21.5% إلى اعتبارات أمنية.
تهديد مباشر لحل الدولتين
قال 51.5% إن إنشاء الإمارة سيؤدي حتمًا إلى تقسيم الضفة الغربية، فيما أكد 54% أنه يقضي نهائيًا على حل الدولتين. بالمقابل، اعتبر 18% فقط أن المشروع لن يؤدي بالضرورة إلى تقسيم.
وعلى الصعيد المعيشي، توقع 76% من المشاركين تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مقابل 6.5% فقط رأوا أنه قد يحسّن الظروف.
خيارات المواجهة
أظهر الاستطلاع انقسامًا في الثقة بقدرة الفلسطينيين على مواجهة المشروع: 27% عبروا عن ثقة كبيرة، مقابل 30.5% لا يملكون أي ثقة. وفي ما يخص أنسب الوسائل للتعامل معه، شدد 41.5% على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية، و18.5% رجحوا الضغط الدبلوماسي، بينما أيّد 17% المقاومة الشعبية السلمية.
الولايات المتحدة غير محايدة
توقّع 72.5% من المستطلَعين أن تدعم الولايات المتحدة إسرائيل بشكل كامل إذا مضت بالمشروع، في مؤشر إلى غياب الثقة بالحياد الأميركي.
الهجرة كخيار اضطراري
قال ثلاثة من كل عشرة مشاركين إنهم قد يفكرون بالهجرة إذا فُرض المشروع، ما يعكس قلقًا عميقًا من انعكاساته الأمنية والمعيشية.
توزيع العينة والمنهجية
شملت العينة سكان مدينة الخليل (16.5%)، يطا (13%)، دورا (10.5%)، حلحول (9%)، إضافة إلى بلدات ومخيمات أخرى في المحافظة. وقد شكّل الرجال 67.5% من المشاركين مقابل 32.5% من النساء.
تم جمع البيانات عبر مقابلات هاتفية باستخدام نظام إلكتروني (CATI)، وبلغ معدل الاستجابة 62%، وهو معدل مرتفع نسبيًا في الدراسات الهاتفية.
كوكالي: رفض شعبي كاسح
من ناحيته قال د. نبيل كوكالي إن النتائج تكشف عن "رفض شعبي واسع لمشروع إمارة الخليل"، مشددًا على أن الغالبية ترى فيه محاولة إسرائيلية لتكريس الانقسام الداخلي وإضعاف التطلعات الفلسطينية نحو الاستقلال.
وبحسب كوكالي تؤكد نتائج الاستطلاع أن مشروع "إمارة الخليل" يفتقر إلى الحاضنة الشعبية، إذ يُنظر إليه كخطر مباشر على وحدة الضفة الغربية ومستقبل الدولة الفلسطينية، وسط قناعة متزايدة بأن الوحدة الوطنية تبقى الخيار الأجدى لمواجهته.