بيت لحم / PNN / على جداران منازل المخيم بشكل خاص وعلى جدار الفصل العنصري المحاذي لمخيم عايدة للاجئين بمدينة بيت لحم والذي يفصلها عن مدينة القدس بضع أمتار ، تتزين هذه الجدران بلوحات فنية تارة تحاكي الواقع الفلسطيني من حصار ورغبة بالعودة الى الديار الاصلية ومعاناة اهالي الاسرى وتارة تحاكي الامل بمستقبل افضل في جداريات فنية تمثل رسالة للعالم اجمع بان معاناة الشعب الفلسطيني يجب ان تتوقف.
الفن من افضل الادوات لايصال الرسالة
يركز عبدالله حمّاد بشكل أساسي في أعماله على الهوية الوطنية الفلسطينية وعلى الذاكرة وعلى رموز من تراثنا وأرضا ، تارة تكون رسوماته سياسية وفي أوقات أخرى تكون رسومات فنية وبصرية ، دائما ما تحمل جدارياته طابعا فلسطينيا ، فكل لوحة لها حكايتها الخاصة وكل جدار يحمل قصة مختلفة
ومن خلال هذه اللوحات والجداريات والرسومات التي تحاكي واقع المخيم ومعاناته يجد الرسام الفلسطيني عبد الله حماد من الذي ولد ونشا في المخيم من خلال هذه الرسومات ومن خلال الفن مساحة ينقل عبرها ثقافة شعبية تتجذر من الثقافة والحضارة الفلسطينية وتجسد معاناة الحصار الذي يعيشه الفلسطينيون على أرض الواقع بسبب سياسات الاحتلال الاسرائيلي الممعنة بفصل المدن والمخيمات عن مدينة القدس وعن بعضها البعض.
البدايات: الرسم على جدران منزله
يقول الفنان الشاب عبدالله حماد انه بدأ مشواره الفني من خلال رسومات خطها مع أصدقائه على جدارن منزله ومنازل مخيطة به داخل المخيم.
واضاف انه بدأ برسومات بسيطة عن حق العودة وعن قريته الاصلية علار التي اجبر الاحتلال اجداده على الرحيل منها عام 1948 موضحا ان هذه اللوحات لازالت موجودة، أثرت على اقاربه واصدقائه واهلي المخيم وحتى على المواطنين الذين يعيشون في محيط المخيم.
عند بناء الاحتلال جدار الفصل العنصري أصبح الفنان حماد يجد في جدار الفصل العنصري ، مكانا ومساحة كبيرة يستخدمها للتعبير ، ومعرضا يعرض فيه لوحاته وجدارياته المختلفة بشكل دائم ومجاني مشيرا الى ان هناك الالاف من المواطنين ومن المتضامنين والسياح الاجانب الذين يزورون المخيم وبالتالي لا بد لهم ان يعرفوا واقعه واللوحات والجداريات الفنية هي احدى ادوات ايصال رسالة شعبنا الفلسطيني.
تعاون مع مؤسسات المخيم
كما اشار الفنان حماد الى ان المؤسسات بالمخيم وعلى راسها اللجنة الشعبية للخدمات التي تدير شؤون المخيم والتي تمثل المخيم محليا ودوليا عبرت عن اعجابها بما يقوم به ولذلك طلبت منه رسم لوحات وجداريات لمدن فرنسية . بهدف تقوية علاقات التوأمة القائمة بين المخيم ومدن عدة في فرنساكما ان مركز شباب عايدة الاجتماعي والثقافي والرياضي تعاون معه في مجال الرسومات الوطنية التي تعكس وتجسد الواقع الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون كما قضايا الاسرى الفلسطينين وعائلاتهم.
الفن رسالة على الجيل الشاب تذوقها
يقول حماد ان الفن رسالة وهو يحاول ايضا ان يعرف اللاجئون في المخيم على تفاصيل فنية فمثلا يقول ان لوحاته تشترك بعنصر أساسي يعتمد فيها على القمح الأسود ، ويريد حماد أن يتعرف الجميع على القمح الأسود الذي كثير من ابناء الشعب الفلسطيني لا يعرفون هذا النوع من القمح ، ومن خلال الفن يريد أن يعرفه الناس مشددا على اهمية ان يعرف الاهالي تفاصيل فنية خصوصا الجيل الشاب الذي يامل ان يتذوق الفن ويتعرف على تفاصيله ليصبح اداة بين اياديهم للتعبير عن حقوقهم وحياتهم.
حماد يوصل رسالته بأن الفن لايوجد فقط داخل اللوحات أو المعارض ، فالفن يجب أن يكون بين الناس ، وعلى الشوارع ، بين الناس حتى يبقى قريب منهم ويعبر عنهم ولهذا يسعى دوما لتعريف الاجيال الصغيرة بالفن كما يسعى لتدريبهم على الرسم والاعمال الفنية كلما سنحت له فرصة لذلك.
يتحدى العقبات والعوائق بالرسم
ويقول عبدالله حماد أن من أكثر العوائق التي واجهها ويواجهها كرسام في مخيم للاجئين هي قلة الإمكانيات والدعم سواء أدوات رسم أو حتى المساحات التي ممكن أن يعمل فيها ، وأحيانا هناك صعوبة من الناس الذين لايتقبلون أي رسمة جديدة .
ويضيف انه يتغلب على هذه العقبات بالاصرار و بالتعاون ، دائما ما يعمل الفنان بيديه ويستغل أي فرصة ليرسم فيها، فالفن بالنسبة لنه هو ليس مجرد رفاهية بل هو وسيلة للبقاء والتعبير.
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.