2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
لماذا أقصى بنشعبون عاصمة وسط المملكة من مهرجان الشواطئ؟

أطلقت شركة اتصالات المغرب النسخة الحادية والعشرين من مهرجان الشواطئ، الذي يُعدّ أحد أضخم التظاهرات الفنية الصيفية في المملكة، حيث يجوب المدن الساحلية في الفترة الممتدة من 15 يوليوز إلى 21 غشت، بمشاركة عشرات الفنانين المغاربة والدوليين، وبتنظيم أكثر من 113 حفلًا موسيقيًا مجانيًا في الفضاء ات المفتوحة.
وإذا كان المهرجان يلقى إشادة لكونه يرسّخ مبدأ الثقافة الجماهيرية المجانية ويمنح فضاءات موسيقية للمصطافين خلال فترة الصيف، فإن غياب مدينة أكادير بشكل متكرر عن البرنامج الرسمي للمهرجان، طرح أكثر من علامة استفهام.
ست مدن فقط اختارتها شركة الإتصالات هذه السنة، كلها متمركزة في السواحل الشمالية للمملكة؛ المضيق، طنجة، الحسيمة، مرتيل، السعيدية والناظور. بينما تم إقصاء تام للمدن الساحلية بوسط وجنوب المغرب، وعلى رأسها أكادير، التي لا تقل من حيث البنيات التحتية السياحية والشاطئية عن نظيراتها.
وفيما عبّر عدد من سكان مدينة أكادير على مواقع التواصل الاجتماعي عن امتعاضهم من هذا الإقصاء المتكرر، أعاد فاعلون محليون التذكير بأن الملك محمد السادس نفسه وصف أكادير بعاصمة وسط المملكة في خطاب رسمي، داعيًا إلى إحداث نهضة شاملة بها.
ولا يُخفى على أحد أن أكادير تمتلك أحد أجمل الشواطئ في المغرب، بشريط ساحلي يمتد لأزيد من 7 كيلومترات، واحتضانها سنويًا لمئات الآلاف من الزوار، ما يجعلها مؤهلة لاحتضان مثل هذه التظاهرات الجماهيرية الكبرى.
ورغم ذلك، فإن مهرجان الشواطئ لم يدرج المدينة في أي نسخة طيلة 21 سنة من عمره، ما يعطي الانطباع بأن هناك “سياسة تمييز جغرافي ضمنية في اختيار المدن المستفيدة من مبادرات ثقافية وطنية” وفق متتبعين.
وتُطرح عدد من التساؤلات حول الإداراة العامة لاتصالات المغرب ومدى مسؤوليتها في تهميش مدينة بحجم أكادير من نشاط وطني ضخم تُنفق عليه ملايين الدراهم سنويًا، منها هل تغييب أكادير عن خارطة مهرجان اتصالات المغرب يرجع إلى اختيارات تسويقية ضيقة؟ أم أنه قرار تقني غير مدروس؟ أم أن هناك اعتبارات جهوية أو إدارية أخرى خلف هذا التوزيع؟
ومع تزايد الأصوات المحلية المطالبة بإنصاف المدينة، ترتفع المطالب بتوسيع قاعدة المدن المستفيدة من المهرجان، خصوصًا أن الجهات الجنوبية والوسطى للمملكة بحاجة ماسة إلى أنشطة ثقافية وفنية تسهم في إنعاش السياحة الداخلية وتثمين الفضاء العمومي.
المسألة واضحة…اخنوش يعرف ثلتي الناس المتحكمة في الإقتصاد…وبالتالي هو يعطي درساً لخصومهه في سوس
اذا كان الأمر كذلك ، وتم إقصاء المدينة كل هذه المدة، فإنني مجبر على وداع هذه الشركة، التي تستنزفني لسنوات.
في الوقت الذي تشهد أقسام المستعجلات و المستشفيات العمومية نقصا حادا في التجهيزات الطبية و الأدوية بحجة نقص السيولة المالية نجد مهرجانات الغناء و الرقص و الخلاعة التافهة تتمتع بتدفق غزير لأموال دفعها الشعب ضرائب من عرق جبينه يتصرف فيها كائنات لا يهمهم رضى الرحمان بقدر ما يهمهم رضى أولياء النعمة.