جماعة إيغود…حين ينهض التاريخ من تحت التراب مهرجان يعيد الحياة إلى مهد الإنسانية

إقليم اليوسفية/ إدريس محراش

في إطار الاستعدادات المكثفة لتنظيم النسخة الأولى من مهرجان جبل إيغود الثقافي والسياحي المقرر تنظيمه من 4 إلى 6 شتنبر 2025، تشهد جماعة إيغود بإقليم اليوسفية حركية غير مسبوقة تعكس حجم الرهان على هذا الحدث الذي يُعد الأول من نوعه في المنطقة، ويطمح إلى ترسيخ إيغود كمحطة سنوية للاحتفاء بالهوية المغربية المتجذرة.

في تصريح خصّ به جريدة _الأحداث أكد السيد هشام الهاشمي رئيس جماعة إيغود، أن هذا المهرجان يشكل فرصة مميزة لإبراز مؤهلات المنطقة، سواء من حيث أهميتها العالمية أو من حيث غناها الثقافي، مشيرا إلى أن الاستعدادات تجري على قدم وساق بتنسيق مع مختلف الشركاء المؤسساتيين، وعلى رأسهم وزارة الثقافة، المكتب الوطني المغربي للسياحة والمجلس الجهوي للسياحة.
وأضاف الهاشمي أن الجماعة خصصت ميزانية مهمة لإنجاح هذه التظاهرة، إلى جانب دعم مالي ولوجستي من جهات متعددة مع انخراط فاعلين اقتصاديين محليين في دعم الحدث، مما يعكس روح التضامن المجتمعي والوعي بأهمية الاستثمار في التراث الثقافي والسياحي. وضمن فقرات هذا المهرجان تحظى عروض التبوريدة.بمكانة مركزية، باعتبارها من أبرز مظاهر الفروسية التقليدية التي تجسد روح الأصالة المغربية. وقد تم الإعلان عن لائحة السربات المدعوة للمشاركة، والتي تضم نخبة من الفرق الفلكلورية القادمة من مختلف الجماعات الترابية، من بينها

ــ سربة الشيخ شرف الحرواني رئيس جمعية المجد بتنسيق مع سعيد أعمار.
ــ سربة غزال القريشي، من جماعة أيت سدرات السهل الغربية وهي من أبرز الفرق المعروفة بإتقانها لفنون التبوريدة
ــ سربة الطالماوي عبد الرحيم ممثلة لجماعة الحود والتي تشارك بعدد كبير من الفرسان، ما يعكس الحضور القوي للمنطقة في هذا الحدث.
وفي نفس السياق فإن هذه السربات ستقدم عروضا يومية طيلة أيام المهرجان ضمن فضاء مخصص للفروسية التقليدية حيث ستتنافس في إبراز مهاراتها في التحكم بالخيل التنسيق الجماعي وإحياء طقوس التبوريدة التي تعود لقرون من التاريخ المغربي وإلى جانب التبوريدة يتضمن برنامج المهرجان ندوات علمية زيارات ميدانية لموقع جبل إيغود الأثري، سهرات موسيقية وكرنفالات شعبية مما يجعله حدثًا متكاملًا يجمع بين الثقافة السياحة الفن، والتاريخ. وقد أكد المكتب الوطني المغربي للسياحة انخراطه كشريك استراتيجي في الترويج لهذا الحدث مع التزامه باستقطاب مؤثرين وفاعلين إعلاميين لتعزيز صورة إيغود كوجهة سياحية ذات بعد عالمي.

وللإشارة فإن هذا المهرجان ليس مجرد إحتفال بل هو إعلان عن ولادة جديدة لجماعة إيغود، التي تسعى من خلاله إلى تحويل إرثها التاريخي إلى رافعة للتنمية المستدامة وإلى جعل جبل إيغود ليس فقط مهدًا للإنسانية بل منارة للإشعاع الثقافي المغربي.