في محاولة لمداراة الصدمة، صدمة تجديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في برقية إلى الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء، ودعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي “باعتباره الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة لهذا النزاع”؛ انبرت جبهة “البوليساريو” من خلال بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبة عليها، إلى تداول وثيقة مزيفة منسوبة إلى “البيت الأبيض” تدعي نفي صحة الرسالة التي توصل بها الملك من لدن رئيس أمريكا.
وتزعم الوثيقة المكتوبة بأسلوب ركيك وباستعمال لغة بعيدة في شكلها ومضمونها عن بروتوكول المراسلات التي يكون البيت الأبيض عادة هو مصدرها، أن ترامب لم يبادر إلى إعادة تأكيد موقف بلاده الراسخ إزاء مغربية الصحراء، باعتبار “المقترح المغربي للحكم الذاتي، الجاد وذا مصداقية والواقعي، الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة لهذا النزاع”.
وتندرج هذه المحاولة الفاشلة في إطار الدعايات الزائفة وممارسات التضليل السافرة التي تمارسها جبهة “البوليساريو” وراعيتها الجزائر باستمرار تجاه ملف الصحراء المغربية، خاصة في ظل الزخم الدولي، الذي أطلقه الملك محمد السادس، منذ سنوات، من أجل الطي النهائي لهذا النزاع وفقا لما يطمح إليه المغرب، أي إقرار الحكم الذاتي في الأقاليم الجكنوبية تحت السيادة المغربية.
الدعم الدولي المتنامي لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب منذ عام 2006، ما فتئ يتعزز بسحب الاعترافات بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة، وتوسيع دائرة الدعم لمغربية الصحراء ولمبادرة الحكم الذاتي، فضلا عن استمرار الدينامية القائمة ميدانيا، في وقت يصطف فيه أزيد من 80 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى جانب المغرب في قضيته، مما يوسع دائرة الدعم لمغربية الصحراء ولمبادرة الحكم الذاتي إلى 116 بلدا عبر العالم، بينما 85 في المائة من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة لا تعترف بالكيان الوهمي.