خلفيات إزالة العلم الإسباني من جزيرتين محتلتين قبالة المغرب

ط.غ

 

 

جدل كبير وتساؤلات عدة رافقت إقدام السلطات الإسبانية على إزالة العلم الإسباني من جزيرتي “البر” و”البحر” (Islas de Tierra y de Mar)، الواقعتين قبالة سواحل مدينة الحسيمة، على البحر الأبيض المتوسط، خاصة أن الجزيرتين تعتبران ضمن المناطق الواقعة تحت السيطرة العسكرية أو الإدارية الإسبانية.

 

 

وتقع كل من جزيرتي “البر” و”البحر” على بعد أقل من كيلومترين من السواحل المغربية، وتحديدا قبالة مدينة الحسيمة، وتخضعان كغيرهما من الجزر الصغيرة (مثل جزيرة ليلى/تورة)، لسيطرة إسبانية منذ قرون، لكنها ليست ذات كثافة سكانية دائمة أو أهمية استراتيجية كبرى بالمقارنة مع سبتة ومليلية.

 

 

في هذا الصدد، فإن إزالة العلم الإسباني قد يُفهم بحسب متابعين أنه يأتي في إطار تخفيف الرمزية السيادية على هذه الجزر، في ظل حساسية العلاقات مع المغرب، خاصة أن هذه الرموز تُعد بمثابة “استفزاز صامت” في نظر بعض الأطراف المغربية.

 

 

صحيفة الفارو الإسبانية قالت إن قرار إزالة العلم الاسبانية من الجزيرتين تزامن مع تواجد الملك محمد السادس في مدينة تطوان لاحياء ذكرى عيد العرش. فتطوان قريبة من الحسيمة المحاذية للجزر، وهو ما اعتبرته مصادر الصحيفة تفضيلا إسبانيًا من أجل تفادي الإحراج السياسي مع المغرب.

 

 

تقارير اسبانية اعتبرت أنه منذ أزمة جزيرة ليلى سنة 2002 والتوترات اللاحقة بشأن قضية الهجرة وملف الصحراء المغربية، أدركت مدريد أهمية التنسيق مع الرباط لتأمين مصالحها في شمال إفريقيا. لكن التطور الأهم كان في عام 2022، حين غيّرت إسبانيا موقفها التقليدي بخصوص قضية الصحراء المغربية، معترفة بمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب.

 

 

وتشير المعطيات إلى أن إزالة العلم من الجزيرتين يفيد برغبة إسبانيا في تجنّب أية خطوات رمزية قد تعيق تطبيع العلاقات أو إعادة بنائها، خصوصا في ملف السيادة على الجزر الصغيرة.

 

وبحسب خبراء، فإن إسبانيا أرادت إرسال اشارات إلى المغرب، بأن مدريد مستعدة لإعادة النظر في بعض الرموز غير الجوهرية للسيادة، بما لا يمس المصالح الجوهرية، في سبيل تحسين العلاقات الثنائية.

 

 

كما أنها رسالة إلى الداخل الإسباني، بضرورة تجنب إثارة الجدل في الداخل بشأن مناطق غير مأهولة قد تُعد عبئا رمزيا في مرحلة تطبيع إقليمي ودولي.

 

 

رسالة أخرى بعثتها مدريد إلى الاتحاد الأوروبي من خلال هذه الخطوة، مفادها أن إسبانيا ملتزمة بخطاب سياسي هادئ ومنفتح تجاه الجنوب المتوسطي، بما ينسجم مع استراتيجية أوروبية تعتمد على “الاستقرار عبر التعاون”.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق