الخبرات الميدانية أم الشهادات الجامعية الأهم في أسواق العقار ؟

الخبرات الميدانية أم الشهادات الجامعية الأهم في أسواق العقار ؟

الخبرات الميدانية أم الشهادات الجامعية الأهم في أسواق العقار ؟

مع تصاعد التحديات التي يواجهها جيل زد في سوق العمل، خصوصا مع موجة الذكاء الاصطناعي التي تهدد وظائف حيوية مثل البرمجة والاستشارات، أصبح السؤال الأكثر إلحاحا بين الشباب: ماذا أدرس في الجامعة، وهل يستحق دفع تكاليف الدراسة المرتفعة؟ لحسن الحظ، هناك مهنة واحدة لا تتطلب شهادة جامعية ويمكن أن تؤدي إلى نجاح بملايين الدولارات: العقار.

فريدريك إكلوند نجم برنامج Million Dollar Listing وفريق العقارات المعروف يقدم مثالا حيّا على ذلك. فقد وصل إلى الولايات المتحدة قادما من ستوكهولم بلا وظيفة أو علاقات أو شهادة عقارية، وبدأ حياته المهنية ببيع السندويشات على الشارع، قبل أن يشق طريقه إلى قمة عالم العقار.

في 2023، حقق إكلوند مبيعات بقيمة 3.77 مليار دولار في نيويورك وكاليفورنيا وفلوريدا وتكساس. وهو فخورٌ حاليا بقيادة شركة عقارية عملاقة تبلغ قيمتها 15 مليار دولار، وتضم نحو 100 وكيل في 10 أسواق عالمية، مع فريق إكلوند-غوميز التابع له في شركة دوغلاس إليمان الفاخرة.

يوضح إكلوند في مجلة فورتشن أن الشهادة الجامعية قد تساعد على تعلم كيفية معالجة البيانات وفهم الأرقام، لكنها لا تمنح المهارات الجوهرية التي يحتاجها العاملون في العقار، مثل التواصل والتفاوض ومعرفة تفاصيل كل شارع وسوق وكل مبنى. يقول: "لكل عقار عنوان، ولكل مبنى مجلس إدارة، ولكل سعر نقطة محددة، وهذه ليست أشياء تتعلمها في الجامعة. ما تحتاجه هو التعلم من الميدان، ومن الناس ذوي الخبرة."

نجاح إكلوند لم يكن سريعا. وفق قوله، استغرق الأمر خمسة أعوام ليصل إلى مستوى الاحتراف، وكان عليه مواجهة سوق شديد التنافس في نيويورك، حيث كان هناك نحو 82 ألف وكيل عقاري نشط حتى أبريل 2023.

يؤكد أن الخبرة العملية في الشوارع هي أفضل وسيلة للتعلم، إلى جانب الانضمام لفريق عقاري مكتمل لتبادل المعرفة والخبرة. "إنها فن وحرفة، والطريقة الوحيدة لتعلمها هي مواجهة التحديات والممارسة العملية"، كما يقول إكلوند لفورتشن.

يشعر جيل زد بالإحباط من الشهادات الجامعية - لسبب وجيه. فتكاليف الدراسة ترتفع إلى مستويات يصعب السيطرة عليها، ومسارات تعليمية كانت مستقرة في السابق، مثل علوم الحاسوب، أصبحت الآن في وضع صعب بفضل أتمتة الذكاء الاصطناعي، ولم تعد الشهادة تضمن راتبا مرتفعا.

تشير دراسة “ريسوم جينيوس" إلى أن 23% من جيل زد يندمون على الالتحاق بالجامعة، و13% كانوا يفضلون اختيار مهنة حرفية أو بدون شهادة، بينما فقط 32% سعداء بمسارهم التعليمي. كذلك، وفق تقرير من "كيكريسوم"، يبقى 58% من الخريجين الجدد يبحثون عن أول وظيفة بعد التخرج خلال العام الأول، ما يعكس صعوبة التوظيف في ظل المنافسة المتزايدة مع الذكاء الاصطناعي.

كثير من المهن التي تتطلب التفاعل الإنساني المباشر، مثل الرعاية الصحية والعقار، تقدم مسارات أكثر أمانا مقارنة بالوظائف المكتبية التي قد تختفي أمام الذكاء الاصطناعي. فوظائف مثل التمريض وتعقيم المعدات تعتبر ملاذا آمنا من تأثير الأتمتة والركود الاقتصادي، بينما يوفر العقار فرصا كبيرة لأولئك المستعدين للعمل بجد.

النجاح في العقار، بحسب إكلوند، يتطلب الصبر والمثابرة. الطريق ليس سهلاً، لكن المكافأة كبيرة لمن يلتزم بالعمل الجاد والخبرة الميدانية. بالنسبة لجيل زد الذي يبحث عن بدائل للشهادات الجامعية المكلفة وغير المضمونة، يوفر العقار فرصة حقيقية لتحقيق الثروة والنجاح، مع إمكانية تجاوز العقبات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي وسوق العمل المتقلب.

الأكثر قراءة