يكاد لا يمضى يوم أو يومين أو أسبوع أو حتى شهر لتفتح تطبيق توصيل معين لشراء المقاضي من السوبرماركت أو الأكل من المطاعم أو احتياجات الصيدلية، ومما لا شك فيه أنه يجب أن نعترف أن تطبيقات التوصيل وفرت علينا المجهود الكبير، وعناء الطلب والدفع، وانتظارك دورك ناهيك عن المشوار.

وتتفنن التطبيقات وتتميز من حيث عدد الخدمات بين تطبيق وآخر، فبعض التطبيقات تصل خدماتها إلى تغيير أنبوبة الغاز، وأيضًا إيصال أغراض من محافظة إلى محافظة أخرى، وهذه المنافسة لتميز تطبيق عن آخر هي من الإيجابيات للعميل، وبالتأكيد ان هذه التطبيقات ثورة تقنية ادخلت للعميل الراحة والرفاهية ولكن لا يخلو الموضوع من السلبيات.

ولا يخفى على أحد أن أكبر السلبيات هي فرق الأسعار الكبير جدًا بين تطبيق وآخر، فمثلا عند مقارنة الطلب من تطبيق (أ) صنف معين بسعر 7 ريال وهو السعر الأصلي للصنف نجد أن نفس الصنف في تطبيق (ب) بسعر 9 ريال، ونفس الصنف أيضًا في تطبيق (ت) بسعر 12 ريال، بذلك يكون السعر بالتطبيق الأول للصنف بسعره الأصلي بالمطعم بينما التطبيق الثاني بزيادة تقريبية 28.57% والتطبيق الثالث بزيادة 71.5%؜ وهذا على صنف واحد، كيف بباقي الأصناف من زيادات، خصوصًا ذات الطلب العالي، ولا ننسى أن نضيف على البيعة رسوم التوصيل.


وفي ظل المنافسة القوية بسوق التطبيقات سيكون البقاء للمميز من حيث وجود عدد الخدمات بالتطبيق، والعمولة الأقل، والتوصيل الأسرع، نظرًا لوعي وثقافة العميل من التجارب السابقة، فتجده يفتح أكثر من تطبيق، والأمر الطبيعي سوف يذهب إلى التطبيق الموفر له في أسعار الأصناف، والأقل بعمولة التوصيل.

هل نرى يوم ما وجود تطبيق توصيل بنفس أسعار المتجر بدون زيادة أو بزيادة طفيفة 3%؜ من قيمة الطلب سواء كان السوبرماركت أو المطاعم أو الصيدليات ويكون سعر التوصيل لايزيد عن 15%؜ من قيمة الطلب.

في اعتقادي أن هذا النموذج من العمل ذو هامش ربح قليل ولكن مستدام بحيث يضمن للتطبيق أخذ حصة كبيرة بالسوق وقادر على كسب العميل وسحب البساط عن التطبيقات الأخرى، خاصة إذا توفرت الخدمات المختلفة، والتوصيل السريع، وخدمة العملاء المميزة، لا شك أنه سوف يجذب العملاء من التطبيقات الأخرى ولعل نرى يومًا ما هذا النموذج التشغيلي.