وأظهرت الأدوية التي تنشط هذا المسار نتائج واعدة في العلاج المناعي للسرطان، لكنها واجهت حتى الآن مشكلة كبيرة؛ إذ يمكن أن تسبب إذا تم تنشيطها في الأنسجة السليمة، آثارًا جانبية ضارة وخطيرة أحيانًا. ولحل هذه المشكلة، صمم الباحثون في جامعة كامبريدج نظامًا دوائيًا ذا جزأين (Two-part 'prodrug' system)، يتكون من مكونين غير ضارين لا ينشطان إلا عندما يلتقيان داخل الورم. وتم "حبس" أو تعطيل أحد مكونات الدواء بحيث يظل غير نشط حتى يصادف إنزيما محددة موجودة في الأورام يسمى "β-glucuronidase"، وهو نادرًا ما يوجد في الأنسجة السليمة؛ بحيث يتم تحرير المكون المعطل عندما يلتقي بهذا الإنزيم داخل الورم، ليتفاعل مع المكون الثاني، ليشكل الجزءان معًا منشطًا قويًا لمسار "STING"، مما يُشغل الجهاز المناعي فقط في مكان وجود السرطان، في حين صممت الجزيئات لتتعرف على بعضها بعضًا وتلتصق بكفاءة، لذلك يحدث التفاعل بسرعة وبشكل انتقائي داخل الأورام.
ووصف البروفيسور جونكالو برنارديز، من قسم كيمياء يوسف حميد في كامبريدج، الذي قاد البحث، الذي نشرت نتائجه في مجلة "Nature Chemistry"، النظام قائلًا: "هذا يشبه إرسال طردين آمنين إلى الجسم لا يفتحان ويجتمعان إلا عندما يصادفان البيئة الكيميائية الفريدة للورم، والنتيجة هي دواء قوي لتنشيط المناعة يظهر فقط حيث الحاجة إليه".
وأظهرت التجارب المعملية أن المكونين الدوائيين لا يظهران أي نشاط منفردين، لكن عندما التقيا في ظروف مشابهة للورم، تكون المركب النشط وأدَّى إلى تفعيل "STING" بنجاح بتركيزات منخفضة جدًا.