دور المعلم المحوري في إلهام أجيال المستقبل
مهنة التعليم تحمل في طياتها رسالة نبيلة ومسؤولية عظيمة، إلا أن التقدم التكنولوجي يتطلب إعداداً خاصاً للمعلم، حيث يجب أن يكون قادراً على التكيف مع التغيرات المستمرة في المناهج وطرق التدريس، واستخدام التكنولوجيا بشكل فعال في الفصل الدراسي، للإسهام في بناء مستقبل المجتمع من خلال تأهيل النشء وتعليمهم المهارات الضرورية للنجاح في الحياة العملية.
إن تطوير التعليم هو رحلة مليئة بالتحديات، لكنها أساسية لنهضة الوطن، ومن الضروري أن تؤمن مدارسنا بأن دور المعلمين يكمن في العمل على تحفيز الطلاب وإلهامهم وتشجعيهم على تحقيق أحلامهم وتطوير مهاراتهم. فمواكبة التقدم والتكنولوجي السريع بات ضرورة ملحة، وهنا يأتي دور المعلمين في قيادة هذه الرحلة، وتعزيزها بأساليب تدريس مبتكرة، تُراعي الفروق الفردية، وتمكّن كل طالب من تحقيق إمكاناته الكامنة.
الدور المحوري للمعلمين لا يقتصر على تعزيز نمو الطلاب الذين بلغوا بالفعل التوقعات الأكاديمية، بل الدور الأهم لهم هو رعاية أولئك الذين لم يصلوا إلى تلك المراحل بعد، ومعالجة وتصحيح الفجوات في المعرفة التي يعاني منها الطلبة، وتنمية التفكير النقدي والإبداعي في جميع المستويات التعليمية، ليكون الطلبة جميعاً متسلحين بالمعرفة والقيم والصفات القيادية التي تمكنهم من المساهمة بشكل فعال في تنمية الوطن.
وعلى الجانب الآخر، يجب تقدير ودعم هذه الفئة المهمة من المجتمع، وتوفير البيئة المناسبة لهم للقيام بمهامهم بكفاءة وفعالية، من خلال الاستثمار في التعليم، ودعم التدريب المستمر للمعلمين، إضافة إلى تعزيز النظرة المجتمعية لمهنة التدريس، والحفاظ على هيبة المعلم.
لقد اهتمت الإمارات بالتعليم، وخصصت له يوماً سنوياً للاحتفاء به باعتماد الـ28 من شهر فبراير من كل عام «اليوم الإماراتي للتعليم»، وذلك احتفاءً بأهمية التعليم في الإمارات، ودوره المحوري في تنميتها وتقدمها وبناء أجيالها ومجتمعها والإسهام في نهضتها الحضارية، كما توسعت في إنشاء الجوائز التعليمية لتكريم المتميزين منهم، والتعبير عن إيمانها الراسخ بقيمة المعلم ودوره الأساسي في نهضة الأمم والمجتمعات وتقدمها.
وختاماً، ستظل مهنة التعليم هي أم المهن، وقوام نهضة الأمم، كما سيظل المعلم المواطن هو حارس المبادئ والقيم والثقافة التي تشكل هوية المجتمع وجوهر حضارته.
*محامٍ ورائد أعمال اجتماعية
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه