البيان الختامي لـ"كونفرانس مكونات شمال وشرق سوريا": الإعلان الدستوري الراهن لا يلبّي تطلعات الشعب
تحفل مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، اليوم الثلاثاء، بتفاعل لافت من جمهور الفنان السعودي الراحل طلال مداح، الذي لا يمرّ يوم ميلاده بهدوء حتى بعد ربع قرن على وفاته.
وبعبارات مؤثرة، ومقاطع من أغانيه، وصور قديمة من مناسبات مختلفة، يحيي عشّاق "صوت الأرض" كما يسمّيه محبوه الكثر في السعودية، يوم 5 آب/ أغسطس، في وفاءٍ يتجدّد كل عام.
لا بل يبدو إحياء ذكرى طلال مداح في تزايد عامًا بعد آخر، حيث تُنظَّم ندوة فنية حول أغانيه وألحانه في عام، وتُعرض أفلام وثائقية عنه في عام آخر، بينما أطلقت السعودية العام 2019 اسمه على أحد المسارح.
وبدا أن العام 2023 شهد أكبر إحياء واحتفاء بطلال مداح، عندما شارك كبار فناني العالم العربي في حفل غنائي نظمته السعودية تحت اسم "ليلة صوت الأرض"، لكن جمهور مداح الكبير يُصرّ على تقديم الجديد والمزيد كل عام.
وكتب أحد المدونين السعوديين عبر "إكس" في إحياء ذكرى ميلاد طلال مداح: "الغائب الحاضر، ألف رحمة ونور يا صوت الأرض".
واختار آخر عرض أغنيته الشهيرة "تسافر تغيب" التي تُعطي صوت طلال مداح الدافئ والقوي في آن، والذي ميّزه طوال رحلته الفنية التي امتدت لنحو أربعة عقود.
وكتب الدكتور عبدالله المدني، كاتب صحفي ومؤرخ موسيقي، في ذكرى ولادة مداح: "اليوم في تاريخ الطرب السعودي: في مثل هذا اليوم الموافق للخامس من أغسطس من العام 1940، أشرقت في مكة المكرمة شمس هذا الفتى الذي سيصبح نغمًا عابرًا لحدود بلاده، وصوتًا للأرض التي عشقها وتغنّى بأمجادها. رحم الله فقيد الفن طلال مداح".
وُلد طلال بن عبد الشيخ بن أحمد بن جعفر الجابري، في 5 أغسطس 1940، بمكة المكرمة، وعاش يتيم الأم منذ كان طفلًا.
وحمل طلال لقب مداح من زوج خالته التي ربّته، وهو علي مداح، وخلال تلك السنوات، لفت الصبي الصغير كل محبّي الأغاني والموسيقى بصوته المميز، قبل أن يصبح في العشرينات من عمره مطربًا له أغانٍ مسجّلة.
وتُعدّ أغنية "يا زارع الورد"، 1958، أولى أعماله الغنائية الخاصة، وأتبعها بعدد كبير من الأغاني التي لا يزال بعضها حاضرًا كما لو أنها صدرت للتو.
وتضم قائمة أغاني مداح الشهيرة: "تسافر تغيب"، "أغراب"، "ما أطولك يا ليل"، "غربة وليل"، "تعب الطريق"، "العشق"، "نام الطريق"، "الموعد الثاني"، وغيرها من الأغنيات، بجانب أغنيته الأشهر "مقادير".
ويُحسب لطلال مداح نجاحه وتأسيسه لنمط غنائي في محيط لم يشجّع تلك النزعة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بجانب نجاحه في حقبة كان فيها الغناء العربي يبدأ وينتهي في مصر، حيث عمالقة مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب.
وخلال مسيرته الفنية الطويلة، قدّم طلال مداح أغانٍ من ألحانه أو تعاون مع شعراء وكُتّاب وملحنين سعوديين ومصريين كبار، بجانب تلحينه أغانٍ لمشاهير أيضًا مثل فايزة أحمد، ووردة الجزائرية، وسميرة سعيد، وعبادي الجوهر، قبل أن يُفارق الحياة على المسرح وهو يُغنّي برفقة عوده في مشهد خالد بتاريخ الفن.