مراسل "إرم نيوز": غارات إسرائيلية عنيفة على حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة
قالت مصادر ميدانية وسياسية في شمال شرق سوريا، إن القوات الروسية بدأت أمس تدريبات عسكرية مكثفة في مطار القامشلي، في أول تحرك من نوعه منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأشارت المصادر إلى أن روسيا عززت خلال الشهر الأخير قواتها، وأعادت تسيير دورياتها البرية والجوية في شمال شرق سوريا، في مؤشر على تزايد النفوذ الروسي وتوسّعه، وخاصة بعد الزيارة الأخيرة لنائب رئيس الوزراء الروسي إلى دمشق قبل نحو أسبوع.
وقال مصدر سياسي عربي في شمال شرق سوريا لـ "إرم نيوز" إن روسيا بدأت تستعيد حضورها تدريجيًّا في شمال شرق سوريا، في محاولة لمنع التصعيد في مناطق سيطرة "قسد"، مرجحًا أن تكون هذه التحرّكات منسّقة مع أنقرة، في سياق اتفاق بين الجانبين على نشر الجيش السوري إلى جانب نقاط مراقبة روسية على امتداد الحدود السورية - التركية، وتسيير دوريات مشتركة لمراقبة تطبيق الاتفاق، فيما يشبه "اتفاق سوتشي" بين أنقرة وموسكو في عهد نظام الأسد.
وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن العودة الروسية إلى الحسكة، قد تمهد الطريق للعب موسكو دور الوسيط بين الحكومة الانتقالية في دمشق و"قسد"، مشيرًا إلى أن الزيارة الأخيرة التي أجراها نائب رئيس الوزراء الروسي إلى دمشق، ناقشت ما يمكن لموسكو أن تفعله من أجل الوساطة بين السلطات السورية و"قوات سوريا الديمقراطية".
ووفقًا للمصدر، تعكس خطوة تسيير دورية عسكرية روسية قبل يومين في مدينة القامشلي بروز الدور الروسي من جديد، حيث تحركت الدورية الروسية، برفقة مروحيتين، في استعراض لافت كون هذه المرة الأولى التي تظهر فيها تحركات ميدانية روسية علنية منذ سقوط النظام المخلوع، نهاية العام الماضي؛ ما أوحى بوجود تنسيق مباشر مع الحكومة السورية الجديدة، وفق المصدر.
وشملت الدوريات مدن محافظة الحسكة الشمالية والحدودية مع تركيا في كلّ من القامشلي والقحطانية والجوادية والمالكية، بالتزامن مع تحليق مروحيات روسية في أجواء المنطقة.
المصدر الميداني كشف لـ "إرم نيوز" أن هذا الحراك الروسي، تزامن مع نشاط كثيف وتغييرات عسكرية شهدتها القاعدة الروسية في مدينة القامشلي، مشيرًا إلى إعادة تموضع روسي في القاعدة التي احتفظت بها موسكو إلى جانب قاعدتيها الرئيسيتين في حميميم وطرطوس بالمنطقة الساحلية.
ويؤكّد المصدر العسكري أن موسكو زادت عديد جنودها في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد"، بعد تقليصه عقب سقوط النظام"، لافتًا إلى أن "الحضور العسكري الروسي بدأ يشهد تحولًا مع ظهور الجنود الروس بشكل علني في المنطقة، بالتزامن مع استعادة موسكو لنشاطها التدريجي هناك".
وكانت موسكو قلصت وجودها العسكري في شمال شرق سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد، ونقلت معظم قواتها وعتادها إلى قاعدتيها في الساحل، لتعود منذ أكثر من شهر وتعيد توسيع هذا الحضور .
ويلفت المصدر إلى أن "الجنود الروس استعادوا حركتهم الاعتيادية، وبدؤوا يتجوّلون في أسواق القامشلي للحصول على أثاث جديد لفرش مزيد من الغرف داخل القاعدة"، مرجّحًا أن "يكون هناك توسيع في المقرّات وأماكن العمل والإقامة داخل القاعدة وفيلات المطار".
ويكشف المصدر أن "روسيا احتفظت بعدد من المروحيات القتالية في قاعدة مطار القامشلي، وعدد من الرادارات وأنظمة دفاع جوي مع تعزيزها في الفترة الأخيرة"، مؤكدًا أن طائرات الشحن الروسية تواصل رحلاتها بين قاعدة حميميم ومطار القامشلي، محملة بالأسلحة والذخائر واللوجستيات اللازمة لقواتها".
المصدر السياسي السوري رأى من جانبه، أن روسيا تعيد تثبيت حضورها في سوريا، سواء في الساحل أو في شمال شرق البلاد، وسيكون لها حضور بارز في الجنوب في محافظات درعا والسويداء، بالتنسيق مع دمشق وإسرائيل.
وكانت موسكو أعربت عن استعدادها لاستخدام علاقاتها التي بنتها في سوريا خلال السنوات السابقة، للمساعدة في "دعم الاستقرار في البلاد وتجنّب الفوضى".
وفي هذا السياق، قال سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، في حديث إلى وكالة "إنترفاكس"، إن "الوضع لا يزال غير مستقرّ في سوريا، وموسكو مستعدّة للعمل على تحقيق الاستقرار".