logo
ضغوط الداخل وعزلة الخارج.. نتنياهو يبحث عن النجاة بإطلاق "عربات جدعون 2"
عملية عربات جدعون 2المصدر: إرم نيوز
العالم العربي

ضغوط الداخل وعزلة الخارج.. نتنياهو يبحث عن النجاة بإطلاق "عربات جدعون 2"

تتجه الحرب الإسرائيلية مع حركة حماس نحو مرحلة يصفها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بأنها "الحسم العسكري"، مع دخول نحو 130 ألف جندي للسيطرة على "عاصمة" القطاع، مدينة غزة.

وتجسّد العملية العسكرية الواسعة، وفق تقارير غربية، ذروة المأزق السياسي الذي يعيشه نتنياهو، من ضغوط داخلية بين المعارضة وذوي الرهائن، إلى الضغط الغربي الذي أوصل إسرائيل إلى "الدولة المعزولة" وفق وصف رئيس الوزراء نفسه.

وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن"، فإن نتنياهو يدفع بخطته قدماً، لما لها من فائدة واحدة على الأقل غير مُعلنة، وهي أنها تمنحه وقتاً للكفاح من أجل بقائه السياسي، ومع شركائه الحاليين في الائتلاف اليميني المتطرف، يعني ذلك إطالة أمد الحرب. 

وأحبط حلفاء نتنياهو، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وأجهضوا أي تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار من خلال التهديد بانهيار حكومته إذا انتهت الحرب.

والخطة التي تمّ إعدادها منذ 20 أغسطس/ آب الماضي، وهي المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون" التي أطلقت في مايو/ أيار الماضي، تستجيب بشكل كامل لرغبات بن غفير وسموتريتش، شركاء نتنياهو في الائتلاف، باتجاه احتلال كامل للقطاع المحاصر كخطوة أولى لإعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة، وفي نهاية المطاف ضمها.

أخبار ذات علاقة

بنيامين نتنياهو

نتنياهو: نمضي نحو "الحسم العسكري" في غزة

 وفي 31 أغسطس، عقد نتنياهو اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الإسرائيلي لمناقشة خطة لـ"الاستيلاء على غزة"، وهي خطوة وُصفت بأنها "غزو كامل" قد لا يبدأ إلا بعد أسابيع، مع خطط لإخلاء المدنيين أولاً، ورصدت حينها وكالة رويترز تكثيفاً لعمليات الجيش في ضواحي غزة.

وتجاهل نتنياهو، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية، "تحذيرات عُليا" من رؤساء الأركان العسكريين من مخاطر الاحتلال الكامل للقطاع، كان أبرزها من رئيس الأركان العام، اللواء إيال زامير، خلال اجتماع مع قادة كبار، من أن "الغزو الكامل سيعزل الجيش داخل غزة ويعرض الرهائن المتبقين للخطر".

ويسيطر الجيش الإسرائيلي حالياً على نحو 75% من غزة بعد نحو عامين من القتال، لكن الخلاف يبرز "انشقاقاً متزايداً بين القيادة العسكرية والمستوى السياسي"، حيث يفضل العسكريون الدبلوماسية لإنهاء الحرب، بينما يسعى نتنياهو وائتلافه إلى أهداف حربية قصوى، وفق "سي إن إن".

وعلى مدار نحو شهر تعمّد نتنياهو تحديد موعد نهائي فضفاض نسبياً لبدء العملية، إذ كشف في أحد التصريحات أنها قد تبدأ بعد شهرين، أي في أكتوبر/ تشرين الأول، تاركاً الباب مفتوحاً أمام جهد دبلوماسي آخر لإعادة إطلاق صفقة إطلاق نار بشأن الأسرى وإلغاء العملية برمتها.

إلا أن مراقبين يعتقدون أنّ نتنياهو قدّم موعد العملية العسكرية الشاملة نحو أسبوعين، لاستغلال حالة الزخم التي بدأها الأسبوع الماضي عندما قصف في عملية "استثنائية" العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفاً وفد حماس في مفاوضات وقف إطلاق النار. 

وهي خطوة، بحسب "سي إن إن" تخدم نتنياهو نفسه في المقام الأول، فهي تمنحه مزيداً من الوقت لتجنب الخيار الحتمي بين وقف إطلاق نار حقيقي قد ينقذ الرهائن، أو تصعيد عسكري شامل يُرضي ائتلافه. 

واعتبرت الشبكة الإخبارية الأمريكية أن بدء المرحلة الثانية من "عربات جدعون" أكثر من مجرد خطوة استراتيجية، بل "مناورة تقليدية أخرى من نتنياهو لإطالة أمد الحرب، مع إدامة الأذى والمعاناة لسكان غزة والرهائن الإسرائيليين على حد سواء"، معتبرة أن كل ذلك من أجل "بقائه السياسي". 

عداء للجميع

ما أن وُضعت خطة الاستيلاء على غزة قبل شهر، حتى تفاقمت العزلة الدولية غير المسبوقة على إسرائيل، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فرغم الحرية المطلقة التي منحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنتنياهو في حرب غزة، إلا أن المجاعة المتفاقمة وأزمة الجوع قد أضعفت بالفعل الشرعية العالمية لحرب إسرائيل.

 وكانت التداعيات الإضافية لقرار إسرائيل في المضي باحتلال كامل القطاع سريعة وواضحة، إذ أعلنت ألمانيا، ثاني أهم حليف استراتيجي لتل أبيب بعد الولايات المتحدة، تعليق بعض صادراتها العسكرية إلى إسرائيل، مما مهّد الطريق أمام دول أخرى في الاتحاد الأوروبي لمزيد من تخفيض مستوى العلاقات.

واعتبرت "هآرتس" أن خطة نتنياهو للسيطرة على كامل القطاع لا ترضي أحداً، من حلفاء إسرائيل في الخارج، إلى قيادته العسكرية، ثم الجمهور الإسرائيلي الذي يريد إنهاء الحرب من ناحية، ومن ناحية أخرى، شركاؤه المتشددون الذين يشعرون بعدم الرضا، ويعتقدون أن الحرب لا تذهب بعيداً بما فيه الكفاية.

"انتصار ظاهري"

فيما ترى صحيفة "نيويورك تايمز" أن نتنياهو وعبر انتقاله من مرحلة إلى أخرى خلال أطول حرب في تاريخ إسرائيل، إنما يبحث عن "انتصار ظاهري"، بعدما سوّى الصراع معظم الأراضي بالأرض، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 60 ألف غزي.

 كما اعتبرت الصحيفة الأمريكية أن نتنياهو "يقامر" باستمرار الحرب التي تشهد ولأول مرة منذ 8 عقود، تحوّل التعاطف العالمي الذي حظيت به إسرائيل في أعقاب أعنف هجوم على اليهود منذ الهولوكوست، في الحرب العالمية الثانية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC