الخارجية الفلسطينية: ندين إرهاب المستوطنين المتواصل ونعتبره نتيجة لتحريض الحكومة الإسرائيلية
قال مدير مركز JSM للأبحاث والدراسات في روسيا، آصف ملحم، إن روسيا قد تلجأ إلى رد صادم "لتأديب" حلف شمل الأطلسي "الناتو".
وأكد أن دعوة موسكو لجولة مفاوضات جديدة تأتي ضمن "حرب إعلامية" تسعى من خلالها لإظهار رغبتها في السلام، مقابل خطاب غربي يحمّلها مسؤولية التصعيد العسكري.
وأشار ملحم، في حوار مع "إرم نيوز"، إلى أن روسيا تُدرك محدودية قدرة الإدارة الأمريكية على وقف الدعم العسكري لكييف، وتحاول كسب الرأي العام الدولي والروسي.
وأضاف ملحم أن القوة الدافعة التي تطالب بها أوكرانيا قبل الدخول في أي مفاوضات قد تعني الحصول على أسلحة نوعية أو تحقيق اختراق ميداني يعزز موقفها التفاوضي، مشيرًا إلى تحركات أوكرانية محتملة باتجاه محور بريانسك؛ ما دفع روسيا لتكثيف قصفها على مقاطعة تشيرنيهيف.
وأوضح أن نقل صواريخ JASSM بعيدة المدى إلى أوكرانيا قد يغير طبيعة الصراع ويضع واشنطن في موقع المشارك المباشر في استهداف العمق الروسي، وأن هذا التصعيد قد يدفع موسكو للرد بخيارات عسكرية غير تقليدية.
وتاليا تفاصيل الحوار:
روسيا تُدرك أن التصعيد العسكري الأخير في كييف يُستخدم غربياً لتصويرها كطرف يرفض السلام، ولهذا تسعى لإثبات العكس عبر دعوة جديدة للتفاوض.
وما تفعله موسكو ليس مبادرة سلام خالصة، بل خطوة سياسية محسوبة ضمن معركة إعلامية ونفسية موازية للحرب الميدانية، هدفها الأول نفي رواية الغرب وإثبات أن روسيا لا تمانع السلام، بل تريده بشرط معالجة جذور النزاع.
من وجهة نظر روسية، كييف تضع شروطا مسبقة للعودة إلى طاولة التفاوض، وتنتظر لحظة ميدانية مواتية لتحسين أوراقها. وإن ما يُسمى بـ"القوة الدافعة" قد يكون اختراقا عسكريا جديدا أو تسليحا نوعيا يُمكّن أوكرانيا من فرض إيقاعها على المفاوضات.
وهذا حدث من قبل حين استهدفت أوكرانيا مطارات روسية قبل جولات سابقة، وتتصاعد التوقعات الآن حول تحرك باتجاه محور بريانسك؛ وهو ما جعل موسكو تشن ضربات مركزة على مقاطعة تشيرنيهيف لتقويض أي نوايا أو استعدادات هجومية أوكرانية.
بالتأكيد، الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن تطال مشارف موسكو تعد تصعيدا كبيرا، وتُظهر انخراط واشنطن في تقديم أسلحة هجومية. وهذه الخطوة قد تدفع روسيا لردود قاسية، وربما خيارات استراتيجية أكثر حدة مثل استخدام صواريخ "أوريشنيك" أو الأسلحة النووية التكتيكية.
موسكو تأخذ هذا التهديد على محمل الجد، رغم أن فاعلية هذه الصواريخ محدودة تقنيا، خاصة أن المشكلة ليست فقط في "توروس" بل في المنطق الذي يبرر استهداف العمق الروسي ويقلل من خطورته. وهناك حالة تراكمية من التجاوزات الغربية، من القرم إلى كورسك، واليوم تتوسع الضربات وتغض الدول الغربية الطرف.
لذا، قد تلجأ روسيا إلى رد صادم "لتأديب" حلف الناتو، وفق تعبير بعض المحللين في موسكو، وقد يكون ذلك خارج أوكرانيا، في منشآت عسكرية لدولة مشاركة في التصعيد.
العقوبات تزعج موسكو ولكنها لا تشلها، خاصة أن روسيا لجأت لتطوير بدائل وممرات مستحدثة مثل الممر الشمالي، وأثبتت قدرتها على الالتفاف على الحصار المالي والتجاري. التحدي الأكبر أمام أوروبا الآن ليس فرض العقوبات، بل مراقبة تنفيذها.
ولا يملك الاتحاد الأوروبي الأجهزة ولا الخبرات الكافية لضبط حركة الأموال والنفط والعقود العابرة للمحيطات، لهذه الأسباب قد تبقى العقوبات رمزية أكثر منها فاعلة، وغالبا ما تعود بضرر اقتصادي على بعض الدول الأوروبية نفسها.
ما تفسيرك لمهلة الخمسين يوما التي منحها ترامب لبوتين لإنهاء الحرب؟
في تقديري، المهلة ليست موجهة إلى موسكو بقدر ما هي مهلة للاتحاد الأوروبي لإعادة ترتيب أوراقه. ترامب يُدرك أن أوروبا مترددة في تحمل تكلفة تسليح أوكرانيا بالكامل، فالخمسون يوما أقرب لتوقيت تفاوضي مع الشركاء الأوروبيين وليست إنذارا عسكريا لروسيا، التي لن تغير قواعد لعبتها بهذه السرعة، بل تواصل الهجوم وتُحضّر لجبهات جديدة في خاركيف وأوديسا وربما دنيبروبتروفسك.
الوضع البشري كارثي، وهناك تعتيم على الأرقام ومخاوف مالية من دفع تعويضات لعائلات الجنود القتلى. وقد دفع فقدان النخبة القتالية القيادة إلى سد النقص بعناصر غير مدربة، لذلك فإن الغضب الشعبي يتصاعد وبدأت التظاهرات تنتشر في شوارع كييف. وروسيا قد تستخدم هذا الملف لإحداث شرخ سياسي يضعف حكم زيلينسكي.