logo
العالم

تيليغرام في خطر.. روسيا تتجه للسيطرة "المطلقة" على الإنترنت

تيليغرام في خطر.. روسيا تتجه للسيطرة "المطلقة" على الإنترنت
روس يستخدمون هواتفهم المحمولةالمصدر: نيويورك تايمز
04 أغسطس 2025، 12:21 م

يرى تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن روسيا تصعّد من جهودها الرامية إلى تقييد الحرية على الإنترنت، وتتخذ خطوات جديدة نحو شبكة خاضعة لسيطرة الدولة بشكل صارم، في ظل أنباء عن قرب حظر عدد آخر من التطبيقات، خصوصاً "تيليغرام الذي يحظى بشعبية واسعة في البلاد.

وتُضيّق السلطات الخناق على الحيل التي يستخدمها الروس للوصول إلى التطبيقات الأجنبية والمحتوى المحظور، بما في ذلك من خلال قوانين جديدة وقّعها الرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي. كما تُعيق موسكو عمل خدمات شركات التكنولوجيا الأمريكية، مثل يوتيوب.

أخبار ذات علاقة

كيف استخدمت إيران رسائل "تيليغرام" لتجنيد جواسيسها في إسرائيل؟ (فيديو إرم)

كيف استخدمت إيران رسائل "تيليغرام" لتجنيد جواسيسها في إسرائيل؟ (فيديو إرم)

 في الوقت نفسه، يُنشئ الكرملين منظومة محلية لبدائل روسية سهلة المراقبة والرقابة لمنتجات التكنولوجيا الغربية. ويشمل ذلك خدمة رسائل جديدة معتمدة من الدولة، تُسمى "ماكس، والتي ستُثبّت مسبقاً بموجب القانون على جميع الهواتف الذكية الجديدة المباعة في روسيا بدءًا من الشهر المقبل.

يقول الخبراء إن الفكرة هي هجرة المزيد من الروس من إنترنت مفتوح تهيمن عليه منتجات شركات التكنولوجيا الغربية العملاقة إلى بيئة إلكترونية خاضعة للرقابة، حيث يستخدم الروس البرمجيات بشكل أساسي تحت إشراف الدولة وتأثيرها، وقد أحرزت هذه الجهود تقدماً ملحوظاً.

بخلاف الصين، حيث قُيّد المستخدمون منذ فجر الإنترنت، لطالما تباهت روسيا بواحدة من أكثر بيئات الإنترنت انفتاحاً وحرية. بفضل عملهم دون أي عوائق تقريباً، توافد ملايين الروس على منصات التكنولوجيا الغربية، ونشروا أخباراً ناقدة، وعبّروا عن آرائهم بحرية على الإنترنت.

أخبار ذات علاقة

ميدفيديف.. "السيف النووي" لبوتين من الرئاسة إلى الإنترنت

ميدفيديف.. "السيف النووي" لبوتين من الرئاسة إلى الإنترنت

 ومنذ العقد الأول من حكم بوتين، كانت موسكو تبلور رؤية لما أسمته إنترنت "سيادي" من شأنه أن يفصل روسيا قدر الإمكان عن بقية العالم الإلكتروني، وينتزع السلطة من شركات التكنولوجيا الأجنبية، التي لم تستسلم دائماً لمطالب الكرملين.

لكن الحرب في أوكرانيا عام 2022 أعطت الحكومة الفرصة لتسريع الخطة، إذ سيطرت الدولة بشكل غير مباشر على " VK" وهي أكبر شبكة تواصل اجتماعي في البلاد، مستغلة منصة تضم ملايين المستخدمين الحاليين للترويج لبدائل روسية للمنتجات التقنية الغربية. 

وفي المقابل حظرت موسكو فيسبوك وإنستغرام وتويتر بشكل تام، كما اتخذت خطوات أدت إلى تعطيل تطبيق تيك توك في روسيا، وأقرّ المشرعون قوانين صارمة تُخنق حرية التعبير في الشوارع وعلى الإنترنت.

مع إطلاق تطبيق ماكس، أشارت السلطات إلى أنها قد تستهدف تطبيقات المراسلة الأجنبية، وخاصة واتساب، المملوك لشركة ميتا، والذي يضم ما يقرب من 100 مليون مستخدم شهرياً في روسيا، وقد يكون تيليغرام هدفاً أيضاً.

قال أنطون ف. جوريلكين، نائب رئيس لجنة تكنولوجيا المعلومات في مجلس النواب الروسي، الشهر الماضي، إن على واتساب "الاستعداد لمغادرة السوق الروسية". وأضاف أن الروس سيستبدلون التطبيق بـ MAX.

في منتدى اقتصادي عُقد في يونيو/حزيران، وصف السيد جوريلكين تطبيق تيليجرام، ومقره الإمارات العربية المتحدة والمملوك لرجل الأعمال الروسي المولد بافيل دوروف، بأنه "كيان يُقلق الدولة". لكنه صرّح سابقًا بأن التطبيق لن يُحظر.

وقال ميخائيل كليماريف، رئيس جمعية حماية الإنترنت، وهي منظمة روسية منفية تدافع عن الحقوق الرقمية: "أخشى بشدة أن يتم حظر وسائل الاتصال الأخرى".

أخبار ذات علاقة

لا واتساب ولا تيليغرام.. مع هذه التطبيقات ستكون رسائلك خاصة تمامًا

لا واتساب ولا تيليغرام.. مع هذه التطبيقات ستكون رسائلك خاصة تمامًا

 إلى جانب الرسائل، يتيح تيليغرام للروس الوصول إلى محتوى الصحفيين والنشطاء والفنانين المنفيين، الذين ينشرون عبر قنواتهم، كما يستخدم الكرملين التطبيق لنشر دعايته الخاصة، مما يمنح التطبيق فرصة للاستمرار.

وأشار كليماريف، رئيس منظمة الحقوق الرقمية في المنفى، إلى أن روسيا حاولت سابقاً الترويج لتطبيقات المراسلة الخاصة بها وفشلت. كما أعرب عن شكوكه في أن الروس، المطلعين على مراقبة الحكومة، سيبدأون في التحدث أو المراسلة أو النشر بحرية على تطبيق ماكس.

وقال كليماريف إنه في حال حجب واتساب وتيليغرام، فسيظل بإمكان الروس الوصول إليهما باستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN)، وهي خدمات تُعيد توجيه حركة مرور الإنترنت للالتفاف على القيود. 

ولا يزال العديد من الروس يستخدمون يوتيوب وإنستغرام وفيسبوك عبر شبكات VPN، على الرغم من أن الحجب قد أثر بشكل كبير على حركة مرور البيانات الروسية إلى هذه الخدمات.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC