الجيش الإسرائيلي: قضينا أمس على المطلوب حسين سيفو شريف في منطقة بعلبك بلبنان
تواصل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تدريباتها العسكرية المشتركة في إطار جهود لتعزيز الردع ضد التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة من كوريا الشمالية والصين، في خطوة تعتبرها سيول أساسية لأمنها الإقليمي، فيما تصفها بيونغيانغ بأنها "عرض قوة متهور".
وتشير مصادر دبلوماسية، لـ"إرم نيوز"، إلى أن هذه التدريبات تهدف إلى تكييف القوات مع التطورات المستمرة في كوريا الشمالية، التي ركزت على تطوير ترسانتها النووية وقدراتها الخاصة.
وتتضمن التدريبات ثلاثة برامج رئيسة: Freedom Edge، وIron Mace، وResolute Dragon.
من جانبه، يقول الدكتور ساتورو ناغاو، زميل غير مقيم في معهد هدسون، والخبير الياباني، إن "التاريخ العسكري لشبه الجزيرة الكورية يؤكد أهمية هذه التدريبات؛ إذ إن التفوق الاقتصادي والعسكري لكوريا الجنوبية على الشمال دفع الأخيرة للتركيز على تطوير ترسانتها النووية وقدراتها الخاصة".
ويضيف ناغاو، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "كوريا الجنوبية تسعى لتطوير قدرات ضربة دقيقة بما يشمل صواريخ طويلة المدى وطائرات مقاتلة شبحية، بهدف الحفاظ على الردع دون إشعال صراع مباشر مع الصين".
ويشير ناغاو إلى أن "التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية أصبح ضرورة، خاصة مع تحالف كوريا الشمالية مع روسيا؛ ما يزيد من احتمالات مواجهة متعددة الجبهات تشمل الصين وكوريا الشمالية وروسيا".
وبحسب المصادر الدبلوماسية، فإن تمرين Freedom Edge يركز على التدريبات الجوية والبحرية، لتعزيز التنسيق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان عند الحاجة لضربات محتملة على كوريا الشمالية.
أما Iron Mace فهو يختص بالتدريبات النووية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، لمواجهة الترسانة النووية لكوريا الشمالية.
في حين يتيح Resolute Dragon تدريبات برية وصاروخية مشتركة بين الولايات المتحدة واليابان لاستهداف المدن في كوريا الشمالية والصين بصواريخ طويلة المدى من الأراضي اليابانية، تشير المصادر إلى أن هذه التدريبات تتكامل مع تدريبات أخرى تشمل الفلبين وأستراليا، لتشكيل استراتيجية تشغيلية واسعة النطاق للمنطقة.
وفيما يتعلق بتصريحات كيم يو جونغ، المسؤولة في كوريا الشمالية، حول أن التدريبات "عرض قوة متهور"، يرى الخبير الياباني أن "مثل هذه التصريحات أصبحت مألوفة، ولا تُغير من النهج الذي تتبناه الدول الإقليمية"، موضحا أن "الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية يميل نحو سياسة أكثر اعتدالا تجاه الشمال؛ ما يقلل من احتمالات رد فعل تصعيدي".
أما بالنسبة لموقف الأمريكيين بعد تصريحات الرئيس ترامب التي طالبت كوريا الشمالية بتسليم أسلحتها النووية، يقول ناغاو: "الطلب منطقي من الناحية النظرية، لكنه غير قابل للتحقيق على أرض الواقع، وهو يعكس شكوكا حول الدور الطويل الأمد للولايات المتحدة في آسيا".
وتؤكد مصادر دبلوماسية، لـ"إرم نيوز"، أن الهدف الرئيس لهذه التدريبات يتمثل في الردع؛ كما أن الرسالة واضحة: أي هجوم من كوريا الشمالية على كوريا الجنوبية سيكون غير مجدٍ ويؤدي إلى نتائج عكسية على الشمال.
في السياق ذاته، أوضح محمد صلاح الدين، الخبير في الشؤون الآسيوية، أن "المناورات بشكل أساسي تركز على مواجهة التهديدات من كوريا الشمالية، وليس ضد روسيا أو الصين، وهي امتداد للمناورات التي جرت في عهد الرئيس السابق، كما أنها تعكس استمرار سياسة التقارب والتعاون مع اليابان والولايات المتحدة على مستوى التدريبات".
وأضاف صلاح الدين، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "الرئيس الجديد لي جاي ميونغ أكد من خلال أولى زياراته الخارجية لطوكيو ثم واشنطن، التزامه بالتعاون الثلاثي، مع وضع الخلافات التاريخية جانبا والتركيز على التعاون الأمني والاقتصادي".
وأشار صلاح الدين إلى أن "وجود سلاح نووي لدى كوريا الشمالية يعني أن الدول الثلاث الأخرى تعتبر التدريبات ضرورة لمواجهة هذا التهديد، وأن كوريا الجنوبية تعمل أيضا على تطوير قدرات نوعية خاصة بها لتكون أقل اعتمادا على الولايات المتحدة".
ويختتم صلاح الدين حديثه بالقول، إن "التعاون الثلاثي والتنسيق بين سيول وطوكيو وواشنطن يعكس إدراك هذه الدول أن الردع لمواجهة كوريا الشمالية لا يقتصر على القوة العسكرية، بل يشمل أيضا تطوير القدرات الذاتية لكوريا الجنوبية، مع استمرار الانفتاح على الشركاء الإقليميين".