فرنسا تندد بمشروع إسرائيلي لبناء وحدات استيطانية في الضفة الغربية
يتزايد القلق من مؤشرات نشاط خطير لتنظيم داعش في المثلث الحدودي المشترك بين موريتانيا ومالي والسنغال، مع تصاعد مفاجئ في العمليات الدموية منذ نحو شهر.
ومنذ نهاية 2024، بدأت التحذيرات الاستخباراتية الأمريكية، من عودة كبيرة لتنظيم داعش في إفريقيا، خصوصًا في ما بات يُعرف بـ "مثلث الموت الإفريقي"، كما قال بريت هولمغرين، رئيس المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب، في تصريحات سابقة لصحيفة "بوليتيكو".
ويلفت هولمغرين إلى أن فروع داعش في إفريقيا تشكل في الوقت الحالي "تهديدات محلية في الغالب" تركز على نشر أيديولوجيتها، واستغلال الانقسامات العرقية والاجتماعية في الأراضي التي تعاني من سوء الحكم للحصول على المزيد من السلطة والإطاحة بالحكومات المحلية.
لكنه حذَّر من أن "هذه الجماعات إذا تُركت دون رادع، فإنها يمكن أن تسعى إلى تحقيق طموحات أكبر بمرور الوقت، وهذا ما تفعله حقًّا".
وأجرى هولمغرين ومسؤولون أمنيون ومحللون غربيون آخرون مقارنات بين كيفية سيطرة مجموعات داعش على الأراضي في منطقة الساحل في إفريقيا، مع الصعود البارز للمجموعة في الشرق الأوسط قبل نحو عقد من الزمن.
فيما قال تشارلز ليستر، خبير مكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط، إن حجم عمليات داعش وتهديدها في إفريقيا يُذكّر "بشكل مخيف"، بما جرى في العراق وسوريا بين عامي 2013 و2014. وأضاف "هناك جيش من داعش يزحف بحرية عبر منطقة الساحل ويستولي على قواعد عسكرية".
وأصبحت منطقة المثلث الساحلي من أكثر مناطق العالم اضطرابًا، وقد ازدادت تعقيدًا بفعل صراعات النفوذ الجيوسياسي بين منافسي الولايات المتحدة، مثل: روسيا.
وأطاحت الانقلابات بحكومات ذات ميول غربية في مالي بالسنوات الأخيرة. وطردت المجالس العسكرية التي تولت السلطة في تلك الانقلابات القوات الأمريكية والفرنسية، في انتكاسة كبيرة للغرب، واختارت بدلًا من ذلك استقدام مرتزقة موالين لروسيا لدعم حكوماتها.
وانتقد ج. بيتر فام، المبعوث الأمريكي الخاص السابق لمنطقة الساحل في إدارة ترامب الأولى، سِجّل إدارة بايدن في هذه القضية. وقال: "رغم كل تباهيها بعودة الدبلوماسية، فإن سجل إدارة بايدن في منطقة الساحل كان مؤسفًا. لم تُعيّن خلفًا لي كمبعوث خاص لمنطقة الساحل".
وعندما سُئل عن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش في أفريقيا، قال فام: "ليس لدي شك في أنه مع مرور الوقت، سوف يحققون طموحاتهم في ضرب أهداف أبعد، بما في ذلك أوروبا وحتى أمريكا".
تنشط في المثلث جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وهي تحالف تابع لتنظيم القاعدة، الذي يعد الأقوى حاليًّا في المنطقة، كما ينشط داعش تحت مسمّى "تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى"، وإن كان بشكل أضعف من الجماعات الأخرى.
يتمدد تنظيم داعش من شمال ووسط مالي إلى غربها، كما رُصدت تحركات متزايدة على الحدود مع السنغال، قرب نهر فاليمي، وأخرى في صحراء موريتانيا، في شمال نارا ووادي الأفعى.
يحذر خبراء من أن النشاط المتنامي لداعش في المثلث الإفريقي من شأنه أن يهدد بشكل كبير الطرق التجارية، وأهمها بين داكار باماكو، وطريق نواكشوط باماكو.
كما سيشكل خطرًا كبيرًا على التجنيد المحلي مع عودة استهداف الرموز الدينية، فيما ستتمدد شبكات التهريب والتمويل عبر الحدود؛ ما يصّعب على أي دولة مواجهتها بشكل منفرد.