حماس: ندعو المجتمع الدولي لإدانة تصريحات نتنياهو ووقف عدوانه على غزة
تسعى روسيا إلى قتله وفق تقارير، ويدير شركة دفاعية تسلح أوكرانيا، حتى بات أهمّ مورّد للأسلحة إلى كييف، وهو ما جعل الألماني، أرمين بابرجر، هدفاً لأكثر من عملية اغتيال "فاشلة حتى الآن".
حقق بابرجر (62 عاماً) ثروة طائلة في عمله بتوريد السلاح، وتُقدّر الآن بحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، بنحو 12 مليار دولار.
في أبريل/نيسان عام 2024، تعرّض بابرجر لمحاولة اغتيال حيث يقيم في حي سكني أنيق في هيرمانسبورغ، وهي قرية ألمانية يبلغ عدد سكانها حوالي 8 آلاف نسمة، إذ أشعل المهاجمون النيران في المنزل الخشبي، مستهدفين الرئيس التنفيذي لشركة راينميتال إيه جي، أكبر شركة دفاع في ألمانيا.
ولم يكن بابرجر، وهو مهندس ممتلئ الجسم ذو شعر أبيض، في المنزل في ذلك الوقت، فقد جعلته حرب أوكرانيا مشغولاً على الدوام، "يحوّل عملاقًا صناعياً نائماً إلى آخر دفاعي دولي يضعه على المسار الصحيح لتحقيق 11.6 مليار دولار".
ووفق "بلومبيرغ"، فقد جاءت محاولة اغتيال بابرجر، بعد أن زوّدت شركته أوكرانيا بمركبات مدرعة وشاحنات عسكرية وذخيرة، ثمّ أتبعها بإعلانه عن خطط لإنشاء أربعة مواقع لإنتاج الأسلحة داخل البلاد.
وسرعان ما ظهرت رسالة مجهولة المصدر على منصة إنترنت يسارية، تعلن مسؤوليتها عن الحريق المتعمد، إذ هاجمت الرسالة شركة راينميتال بشدة لتربحها من الحرب الروسية الأوكرانية، وكتب الجناة المجهولون عن بابرجر: "مكانه غير آمن".
بعد بضعة أشهر، كشفت شبكة "سي إن إن" أن وكالات الاستخبارات الأمريكية حذّرت ألمانيا في وقت سابق من العام من أن روسيا تُعدّ لاغتيال بابرجر، وهي الخطة الأكثر تطوراً ضمن سلسلة من الخطط لاغتيال مسؤولين تنفيذيين في قطاع الدفاع في جميع أنحاء أوروبا.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أكد جيمس أباثوراي، الذي ترأس استجابة حلف الناتو للحرب الهجينة، علناً خلال جلسة للبرلمان الأوروبي، أن روسيا كانت تخطط لقتل بابرجر. وقال "جميع الدلائل تشير إلى أن الروس لديهم رغبة أكبر بكثير في المخاطرة بأرواح مواطنينا، ورد فعل قوي للغاية من جانبنا لتحقيق أهدافهم".
يصف تقرير "بلومبيرغ"، بابرجر بأنه "أبرز هدف معروف في العصر الجديد"، مشيراً إلى دوره المحوري في جهود أوروبا لتسليح أوكرانيا، كما أنه المستفيد الرئيس من أكبر استثمار للقارة في مجال الدفاع منذ عقود.
وبينما حرص المسؤولون التنفيذيون المنافسون على البقاء في منازلهم، كان يقود حملة إعادة التسليح الأوروبية بصخب، ويشتري المنافسين، ويزيد الإنتاج، بل ويرحب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف.
وقد أدى هذا، إلى جانب إعلان الحكومة الألمانية الأخير عن أنها ستزيد الإنفاق الدفاعي بشكل كبير، إلى جنون المستثمرين، فقد ارتفع سهم راينميتال بأكثر من 18 ضعفاً منذ بدء الحرب، وهي الآن شركة الدفاع الأكثر قيمة في أوروبا، بقيمة سوقية تبلغ حوالي 81 مليار يورو.
أعرب بابرجر عن أسفه لتجاهل المستثمرين لصناعة الدفاع لسنوات. وقال لمجلة بيزنس ويك: "أصبحنا الآن لاعبين رئيسيين في دورة صناعة الدفاع العالمية، كنا دائماً على أهبة الاستعداد، وهذا يؤتي ثماره الآن".
على مدار العامين الماضيين، استثمرت راينميتال، أكبر شركة لإنتاج الذخيرة في أوروبا، أكثر من 8 مليارات يورو في صفقات وإنتاج جديد، وأوضح بابرجر أن شركته بصدد بناء أو توسيع 10 مصانع بشكل كبير.
يعتبر بابرجر نفسه مدافعاً عن النظام الدولي القائم على القواعد. وقال: "لطالما كان واضحاً لنا أن المجتمعات الحرة يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها. فالسلام والحرية لا يأتيان مجاناً".
قبل خمس سنوات، بدت راينميتال وكأنها شركة آفلة في مجالات غير موفقة تماماً، ففي ذلك الوقت، لم يكن أحد لينصح بالاستثمار في الذخيرة التي "أصبحت من الماضي"، بحسب وصف فرانسيس توسا محرر مجلة "ديفينس أناليسيز".
انضم بابرجر إلى الشركة عام 1990 كمهندس في إدارة مراقبة الجودة، وتدرج في المناصب بثبات. في عام 2010، ارتقى إلى مجلس إدارة وحدة الدفاع، ثم تولى منصب الرئيس التنفيذي عام 2013، وأعاد هيكلة الشركة لتعزيز سيطرته.
ويقول المطلعون إنه يدير راينميتال كما لو كانت شركة عائلية، ويتخذ القرارات الكبيرة والصغيرة بمجلس إدارة مكون من أربعة أعضاء.
يرتدي بابرجر عادة ملابس غير رسمية، الجينز والقميص بأزرار، ويتجول أحياناً في مصانع الشركة للحديث عن عملية الإنتاج والتواصل مع العمال واللحامين. يُعرف بصراحته، لكنه يفقد صبره أحياناً إذا شعر أن المديرين يضيعون وقته في اجتماعات الاستراتيجية، كما يقول أشخاص على دراية بأسلوبه.
وهو مدمن عمل، يرسل أحياناً رسائل بريد إلكتروني في الرابعة صباحًا يقول فيها: "أحتاج إلى س و ص". وبأسلوب رواد الأعمال، يطرح أسئلة على العمال من جميع المستويات الإدارية: "لو كانت هذه أموالكم، فهل ستستثمرونها في هذا؟".