مع تعدد الاشتراكات الرقمية، من خدمات البث والألعاب إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي والساعات الذكية، بات من السهل التغاضي عن رسوم التخزين السحابي التي تُسحب شهريًا من بطاقات المستخدمين.
وفي ظل المساحات المجانية المحدودة التي توفرها كبرى شركات التكنولوجيا مثل أبل، وغوغل، ومايكروسوفت، يلجأ كثيرون إلى شراء باقات تخزين إضافية لضمان حفظ صورهم وملفاتهم والوصول إليها من مختلف أجهزتهم، لكن السؤال الأهم هو: ماذا يحدث لكل تلك البيانات إذا قررت إلغاء اشتراكك؟
وهنا نستعرض آلية تعامل 4 من أبرز خدمات التخزين السحابي مع بيانات المستخدم عند توقفه عن الدفع، وما الذي يجب فعله قبل إلغاء الاشتراك لضمان عدم ضياع الملفات.
وتقدم Apple سعة تخزين تبدأ من 50 غيغابايت مقابل 0.99 دولار شهريًا، إلى جانب مزايا إضافية مثل خاصية "إخفاء البريد الإلكتروني"، إلا أن إلغاء الاشتراك يُعيد المستخدم إلى المساحة المجانية الأساسية البالغة 5 غيغابايت فقط، في هذه الحالة، تتوقف مزامنة البيانات وإنشاء النسخ الاحتياطية الجديدة إلى حين تفريغ مساحة.
ورغم أن أبل لا توضح بشكل صريح مصير بياناتك بعد الإلغاء، تشير وثائق الدعم الفني إلى أنها قد تحذف النسخ الاحتياطية، بما فيها الصور والفيديوهات، إذا لم تتم مزامنة الجهاز لمدة 180 يومًا. بمعنى آخر، قد تُفقد البيانات بعد نحو 6 أشهر من الإهمال، وقد لا تُفقد، لذلك، يُوصى بنقل نسخة احتياطية من البيانات إلى موقع بديل قبل إلغاء اشتراك iCloud.
ويمنحك Google One سعة 100 غيغابايت مقابل 1.99 دولار شهريًا، تتوزع بين Gmail، وGoogle Drive، وGoogle Photos، وعند إلغاء الاشتراك، يعود الحساب إلى الحد المجاني البالغ 15 غيغابايت فقط.
وما لم يتم تحرير المساحة، سيتعطل إرسال واستقبال الرسائل عبر Gmail، وتتوقف إمكانية حفظ ملفات جديدة في Google Drive وPhotos، وبحسب غوغل، يمكن حذف المحتوى المخزن إذا بقي الحساب متجاوزًا الحد لمدة تصل إلى عامين.
ومع أن الملفات لا تُحذف مباشرة، إلا أن تعطّل الخدمات يجعل الحساب شبه غير قابل للاستخدام، لذلك، من الأفضل نسخ البيانات احتياطيًا باستخدام خدمة Google Takeout قبل إلغاء الاشتراك.
في OneDrive، تبدأ المساحة المجانية من 5 غيغابايت، بينما تمنح الباقة الأساسية المدفوعة 100 غيغابايت مقابل 1.99 دولار شهريًا، وتشمل مزايا مثل الوصول إلى حزمة Microsoft Office.
وإذا ألغيت اشتراكك، ستعود إلى المساحة المجانية، وأي ملفات تتجاوز الحد ستبقى محفوظة، لكنها ستتحول إلى "وضع القراءة فقط"، ما يمنع تعديلها أو مزامنة ملفات جديدة. كما يتأثر Outlook وTeams، فلا يمكن إرسال أو استقبال رسائل البريد الإلكتروني والمرفقات.
وتمنحك مايكروسوفت مهلة 6 أشهر لاتخاذ قرار بشأن بياناتك، وإن لم يتم تخفيض الحجم أو تجديد الاشتراك، ستبدأ الشركة في حذف الملفات، بعد إرسال تحذير مسبق.
وتجدر الإشارة إلى أن تخزين البريد الإلكتروني يعالج بشكل منفصل عن OneDrive، ويوفر Outlook مساحة 15 غيغابايت مجانًا، تزيد إلى 100 غيغابايت مع باقة مدفوعة.
ويبدأ Dropbox بخطة مجانية بسعة 2 غيغابايت، وترتفع إلى 2 تيرابايت في الباقات المدفوعة التي تبدأ من 9.99 دولار شهريًا، وإذا تجاوزت المساحة المجانية ثم ألغيت اشتراكك، فإن الملفات القديمة لن تُحذف، بل ستبقى في حسابك وفي الأجهزة المتزامنة.
مع ذلك، لن تتمكن من إضافة ملفات جديدة أو مزامنة التعديلات مع السحابة، لكن بخلاف الخدمات الأخرى، لا تضع Dropbox تاريخ انتهاء صلاحية محدد للملفات، في محاولة على ما يبدو لتشجيع المستخدمين على العودة للاشتراك لاحقًا، وتبقى ملفاتك قابلة للتنزيل أو المزامنة، ما لم تُحذف يدويًا من جهازك أو من السحابة.
ويختلف مصير بياناتك بين خدمة وأخرى عند إلغاء الاشتراك، لكن القاعدة العامة هي: توقُّف المزامنة الفوري، وتحذيرات لاحقة بالحذف، مع احتمالية فقدان الملفات بعد فترة تتراوح بين 6 أشهر إلى عامين.
لذا، إذا كنت تفكر بإلغاء خدمة تخزين سحابي، احرص على: نقل ملفاتك إلى بديل مجاني أو مدفوع، واستخدام أدوات التصدير (مثل Google Takeout أو تطبيق OneDrive)، التأكد من عدم تجاوز الحدود المجانية بعد الإلغاء، والاستعداد المسبق هو مفتاح الحفاظ على بياناتك الرقمية من الضياع.
