صحة غزة: تسجيل 4 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية ليرتفع إلاجمالي إلى 440
في ليلة يستهل فيها نادي النصر مشواره القاري المنتظر، يجد نفسه في مواجهة مفارقة غريبة. على الورق، تبدو مباراة استقلول دوشنبه الطاجيكستاني مجرد محطة عبور سهلة نحو ثلاث نقاط أولى في دوري أبطال آسيا 2.
لكن في الواقع، يخيم على المشهد ظل ثقيل من القلق بسبب غياب رجل واحد: كريستيانو رونالدو، هذا الغياب يحوّل المباراة من مجرد مواجهة فنية إلى اختبار حقيقي لهوية الفريق وقدرته على الوقوف شامخا عندما يغيب مصدر قوته الأكبر، وهو اختبار تكشف لغة الأرقام عن مدى صعوبته.
النصر برونالدو.. سيمفونية انتصارات متكاملة
حين يطأ كريستيانو رونالدو أرض الملعب بقميص النصر، تبدو الأمور مختلفة تماما. تبعث في الفريق ثقة وهيبة تجعله يبدو كقوة لا تُقهر. هذه الثقة لم تأتِ من فراغ، فالأرقام على مدار 109 مباريات شارك فيها "الدون" ترسم صورة لسيمفونية متكاملة من الانتصارات، حيث تقفز نسبة فوز الفريق إلى 74.3%، في حضرته، لا يفوز النصر فحسب، بل يفرض شخصيته ويقدم أداء بطل حقيقي لا يرضى إلا بحصد النقاط.
النصر دون رونالدو.. هوية تبحث عن الحسم
وفجأة، بغياب رجل واحد، تتبدل الملامح وتتغير الهوية. فالأرقام خلال 18 مباراة غاب عنها رونالدو تكشف عن فريق آخر، فريق جيد ولكنه يكافح ويفقد "غريزة الحسم" التي تميز الكبار.
تنخفض نسبة الانتصارات إلى 44.4%، لكن الإحصائية الأكثر دلالة هي ارتفاع نسبة التعادل بشكل هائل إلى 38.9%. هذا الرقم يروي قصة فريق يصل إلى منطقة الخصم، يسيطر ويهدد، لكنه يفتقد اللمسة الأخيرة والقدرة على ترجمة الأفضلية إلى انتصار، ليخرج في كثير من الأحيان بنقطة واحدة كانت في متناول اليد أن تكون ثلاثًا.
الكابوس الآسيوي.. الإحصائية الأكثر دلالة
وإذا كانت الأرقام العامة تثير القلق، فإن السجل الآسيوي تحديدا يحول هذا القلق إلى كابوس حقيقي. على المسرح القاري، حيث تزداد الضغوط وتتطلب المواجهات شخصية خاصة، يتعمق تأثير غياب رونالدو بشكل مخيف.
على مدار ست مواجهات قارية خاضها الفريق من دونه، بدا النصر وكأنه تائه يبحث عن قائده، فلم يتمكن من تحقيق الفوز سوى في مناسبة يتيمة كانت ضد الدحيل، أما بقية المشوار فكان سلسلة من التعثرات، بهزيمة وأربعة تعادلات محبطة، لتستقر نسبة الفوز الآسيوية من دونه عند 16.7% فقط، وهو رقم لا يعكس أبدا طموحات الفريق القارية.
ختاما، لم تعد مواجهة استقلول الليلة مجرد مباراة في دور المجموعات، بل أصبحت إجابة منتظرة لسؤال جوهري: هل النصر فريق عظيم يضم لاعبا أسطوريا، أم أنه فريق يعيش فقط في ظل أسطورته؟ ينتظر الجمهور ليس فقط النقاط الثلاث، بل يبحث عن أداء يثبت أن المنظومة قادرة على الإبداع والحسم، وأن "العالمي" يستطيع أن يلمع بقوة، حتى في غياب شمسه الكبرى.