موجة صراخ ومشهد فوضوي وأكياس أدوية علاج نفسي ترمى على الطاولات وتتطاير هنا وهناك..
هكذا كانت أجواء اجتماع لجنة العمل في الكنيست الإسرائيلي الذي كان مخصصا لبحث سبل مواجهة ظاهرة الانتحار بين الجنود الحاليين وقدامى المحاربين، لكن سرعان ما تحول الاجتماع إلى منبر للصراخ استنكر فيه الحاضرون التقاعس الحكومي في مواجهة هذه الأزمة المتفاقمة خاصة مع اقتراب موسم الأعياد الذي يشكل بالنسبة للكثيرين فترة صعبة نفسياً تعيد ذكريات لآلام الماضي..
منذ بداية الحرب في غزة، ارتفعت نسبة الانتحار بين صفوف الجنود بشكل واضح وسط غياب أي حلول لمعالجة من تعرضوا لصدمات الحرب، حيث أصبحت أدوية العلاج النفسي جزءا من الحياة اليومية لكثيرين، وهذا ما تحدث عنه المشاركون في الاجتماع، واللافت أن حالات الانتحار امتدت لتشمل المجتمع المدني أيضا، وهو ما أشارت إليه رئيسة اللجنة ميخال فولديغر قائلة إن الحرب الأخيرة قد فاقمت من حدة الأزمة النفسية، وإن هناك "ثغرات كبيرة" في مجالات الكشف المبكر والوقاية والعلاج التي لم تتم معالجتها بالشكل الكافي.