كم تملك الولايات المتحدة
من قواعد عسكرية حول العالم؟




ستجد إجابات غامضة تراوح ما بين 120 وصولاً إلى نحو 800 قاعدة.
أرقام هائلة وفرق شاسع، حتى إن البعض يقول إن وزارة الدفاع نفسها لا تملك العدد اليقين لقواعدها المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
ما الذي نعرفه إذاً عن القوات الأميركية في الخارج، أين تقع أهم قواعدها العسكرية، ماذا فيها، وماذا تريد واشنطن منها؟
هنا، اكتشف التفاصيل.
أقوى جيوش العالم
وزارة الدفاع الأميركية هي أقدم وأكبر الوزارات في الولايات المتحدة، مع موازنة سنوية هائلة تتجاوز موازنات دول بأسرها بأشواط وقد بلغت عام 2025 أكثر من 849 مليار دولار.
بحسب التقرير المالي لوزارة الدفاع عن عام 2023، تدير الوزارة أكثر من 667 ألف أصل في العالم، تشمل المباني والهياكل والمرافق بما في ذلك الطرق والأسوار، على مساحة أكثر من 104 آلاف كيلومتر مربع، في أكثر من 4686 موقعاً في العالم داخل الولايات المتحدة وخارجها في ما لا يقل عن 40 دولة. كل ذلك، يضع الولايات المتحدة في صدارة دول وجيوش العالم.

أقوى جيوش العالم



أكبر جيوش العالم
(قوات في الخدمة الفعلية)
1- الصين 2,035,000
2- الهند 1,455,550
3- الولايات المتحدة 1,328,000
4- كوريا الشمالية 1,320,000
5- روسيا 1,320,000
6- أوكرانيا 900,000
7- باكستان 654,000
8- إيران 610,000
9- كوريا الجنوبية 600,000
10- فيتنام 600,000
أكبر موازنات الدفاع في العالم
المصدر: موقع "Global Fire Power"
القوات الأميركية: من هم وأين؟
تضم القوات الأميركية أكثر من 1.3 مليون عسكري في الخدمة الفعلية وينتشرون داخل وخارج الولايات المتحدة، إضافة إلى أكثر من 324 ألف عسكري في الحرس الوطني وأكثر من 437 ألفاً في قوات الاحتياط وأكثر من 727 ألف مدني متعاقد مع وزارة الدفاع.
القوات المسلحة الأميركية
المصدر: تقرير مركز بيانات وزارة الدفاع الأميركية حتى 31 ديسمبر 2024

خريطة الانتشار الخارجي
بحسب آخر الإحصاءات الرسمية المنشورة في ديسمبر (كانون الأول) 2024، التي تعرض البيانات غير السرية فحسب، فإن 1,128,974 عسكرياً يخدمون في الولايات الأميركية الـ50 والعاصمة واشنطن، فيما ينتشر 172 ألف جندي في الخدمة الفعلية في مراكز خارج البلاد بينهم أكثر من 80 في المئة في 10 دول فقط و13795 في أماكن "غير محددة"، بحسب التقرير.
إضافة إلى هؤلاء، ينتشر 30541 أميركياً من الحرس الوطني وقوات الاحتياط، و34962 مدنياً متعاقداً مع وزارة الدفاع، في قواعد ومهام خارج الولايات المتحدة.
الدول التي تستضيف
أكبر عدد من القوات الأميركية
1.اليابان
52603
2.ألمانيا
34949
3. كوريا الجنوبية
23291
4.إيطاليا
12456
5.المملكة المتحدة
10063
6.البحرين
3440
7.إسبانيا
3586
8.تركيا
1696
9. بلجيكا
1032
10. كوبا
578
القوات الأميركية في الشرق الأوسط
البحرين
3440
تركيا
1696
الكويت
523
السعودية
277
قطر
223
مصر
166
المصدر: تقرير مركز بيانات وزارة الدفاع الأميركية حتى 31 ديسمبر 2024، بما يشمل الجنود في الخدمة الفعلية من دون المدنيين المتعاقدين
إسرائيل
104
"المدمرات مقابل القواعد"
قبل الغوص أكثر في أماكن انتشار القوات الأميركية وأهم قواعدها في الخارج، لا بد من العودة أولاً إلى كواليس بداية التوسع العسكري الأميركي، فعلى مدى عقود قبل الحرب العالمية الثانية، التزمت الولايات المتحدة الحياد إزاء الأزمات العالمية ورفضت التدخل عسكرياً في الصراعات الخارجية، حتى إن قادتها رفضوا الدخول في عصبة الأمم التي تشكلت في أعقاب الحرب العالمية الأولى لاعتبارات كثيرة. غير أن المشهد تبدل تماماً في غضون أعوام قليلة، فمع اندلاع الحرب العالمية الثانية واحتدام الصراع، تحولت الولايات المتحدة من قوة نائمة إلى أقوى دولة في العالم مع أساطيل عسكرية منتشرة في كل أنحاء الكرة الأرضية. فكيف بدأ هذا التوسع الأميركي؟
رسالة تشرشل الأولى
عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، كانت بريطانيا تملك أقوى أسطول بحري في العالم، لكن تقدم الألمان شكل تهديداً كبيراً للحلفاء، لا سيما جراء الغواصات الألمانية التي عرفت باسم "U-boats " وكانت تستخدمها برلين لاستهداف السفن التجارية التي تحمل الغذاء والبضائع والإمدادات للدول المعادية لا سيما بريطانيا. شكل ذلك تهديداً كبيراً للندن التي أرادت الحفاظ على تفوقها البحري وحماية سفنها والتصدي لأي توغل ألماني محتمل، لذلك كانت في أمس الحاجة إلى المدمرات بعدما فقدت 11 مدمرة من أصل 179 تملكها وبينما يستغرق تصنيعها ما لا يقل عن عام.
في ضوء الواقع المأزوم، أرسل رئيس الوزراء البريطاني ونستن تشرشل رسالة إلى الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، يسأله فيها تزويد بلاده بـ40 أو 50 مدمرة من بين الأقدم في الأسطول الأميركي، على أن يكون ثمنها بمثابة دين إذ لم تكن للندن حينها القدرة على السداد.
الموقف الأميركي
سريعاً ومن دون تردد رفض فرانكلين الطلب البريطاني لعدة أسباب، بما فيها التزام الولايات المتحدة الحياد والخشية من إثارة غضب الرأي العام الرافض للتدخل في حروب الآخرين لا سيما والبلاد على أعتاب انتخابات رئاسية، فضلاً عن أن العدد المطلوب يمثل نحو 20 في المئة من مدمرات البحرية الأميركية، وهي سفن ستكون الولايات المتحدة في حاجة شديدة إليها لحماية نفسها من أي هجوم ألماني محتمل إذا تصاعد الصراع، خصوصاً أن الرئيس الأميركي كان يعتقد أن بريطانيا ستعجز عن وقف الغزو النازي، ومن ثم ماذا سيحصل للولايات المتحدة إذا أرادت برلين الانتقام من الأميركيين بسبب مساندتهم للندن؟
عملية المنجنيق
في الـ14 من يونيو (حزيران) 1940، وجدت بريطانيا نفسها في موقف حرج عسكرياً إذ دخلت القوات الألمانية في ذلك اليوم إلى باريس مما دفع فرنسا إلى طلب هدنة فورية، فخسرت لندن بذلك أحد أبرز حلفائها وضاقت الخيارات أمامها. أمام واقع الأمر، أطلق تشرشل في الثالث من يوليو (تموز) "عملية المنجنيق"، وهي عملية سعت فيها القوات البريطانية إلى مصادرة أصول فرنسا البحرية طوعاً أو بالقوة وإلا تدميرها، كي لا تقع بأيدي الألمان وللمحافظة على تفوق الأسطول البريطاني الذي كان قد خسر 18 مدمرة إضافية.
الاتفاق التاريخي
في الـ31 من يوليو، جدد تشرشل مساعيه مع الأميركيين للحصول على مدمرات برسالة جديدة إلى روزفلت قال له فيها، "سيدي الرئيس، بكل احترام، نظراً إلى تاريخ العالم الطويل هذا شيء يجب إتمامه الآن". هذه الرسالة تزامنت مع تبدل في الموقف الأميركي، فبعد سقوط فرنسا أصبحت إدارة روزفلت أكثر اقتناعاً بأنه من الأفضل تزويد بريطانيا بالمدمرات حتى تتمكن من هزيمة الألمان وإلا سيوجه هتلر جيوشه من ثم إلى الولايات المتحدة. انطلاقاً من هذه القناعة، بدأت واشنطن البحث عن اتفاق مربح للطرفين تتمكن أميركا من خلاله من الحصول على قواعد في المحيط الأطلسي ومنطقة الكاريبي تتيح لها تعزيز أمنها، مقابل حصول بريطانيا على مدمرات أميركية قديمة تعود لحقبة الحرب العالمية الأولى لكنها تمثل إضافة عسكرية مهمة للغاية بالنسبة إلى البريطانيين.
بالفعل، نجح تشرشل في إبرام الاتفاق مع روزفلت، فتسلمت بريطانيا المدمرات الأميركية محملة بالذخائر والطعام وغيرها من الإمدادات، فيما تسلمت الولايات المتحدة قواعد في كل من المستعمرات البريطانية الثمانية نيوفاوندلاند وبرمودا وباهاماس وجامايكا وسانت لوسيا وترينيداد وأنتيغا وغوانا البريطانية، ومنحها الاتفاق السيطرة عليها لمدة 99 عاماً.
شكلت هذه القواعد حصوناً ساعدت الولايات المتحدة في حماية أراضيها من أي هجوم نازي، فضلاً عن حماية المستعمرات البريطانية وقناة بنما وشمال وجنوب القارة الأميركية. وعلى رغم أن هذا الاتفاق الذي عرف بـ"صفقة المدمرات مقابل القواعد" (Destroyers for bases deal)، جاء قبل نحو عام من دخول الولايات المتحدة رسمياً في الحرب العالمية، فإنه شكل نقطة البداية في تخلي الولايات المتحدة التدريجي عن حيادها وأطلق عصر التوسع العسكري الأميركي في العالم.

انتشار عالمي
على مر السنين، تبدلت أماكن انتشار القوات الأميركية في الخارج وحجم انتشارها بحسب الحاجة والظروف والمصالح، فخلال الحرب الباردة مثلاً كان هناك نحو 400 ألف جندي أميركي في أوروبا لمواجهة توسع الاتحاد السوفياتي، وعقب انهيار الاتحاد عام 1991 بدأت أعداد القوات الأميركية في القارة تتراجع.
اليوم، وفق تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي في يوليو 2024 تحت عنوان "القواعد العسكرية الأميركية في الخارج: الخلفية والقضايا المطروحة أمام الكونغرس"، تدير وزارة الدفاع الأميركية أو تستخدم ما لا يقل عن 128 قاعدة عسكرية في ما لا يقل عن 51 دولة.
يطرح صانعو السياسات الأميركية عدداً من الأسباب الاستراتيجية لإقامة هذه القواعد والحفاظ عليها، تلخص عموماً بثلاثة أهداف رئيسة:
قيادات أميركية عالمية
تدير وزارة الدفاع الأميركية قواتها حول العالم وتنسق مهامها عبر هيكلية تضم 11 قيادة موحدة تشمل القيادة السيبرانية والقيادة الفضائية وقيادة العمليات الخاصة والقيادة الاستراتيجية وقيادة النقل، إضافة إلى قيادات لست مناطق جغرافية ، موزعة وفق ما يلي.
القيادة الشمالية الأميركية
USNORTHCOM
مهمتها قيادة جهود وزارة الدفاع والتصدي للتهديدات الأمنية داخل الولايات المتحدة وفي مناطق شمال القارة الأميركية. بذلك تشرف هذه القيادة على العدد الأكبر من القوات الأميركية الموجودة في قواعد بمختلف أنحاء البلاد.
القيادة الجنوبية الأميركية
USSOUTHCOM
تشرف على مناطق جنوب القارة الأميركية باستثناء باهاماس التابعة للقيادة الشمالية.
تضم هذه المنطقة ثلاث قواعد عسكرية ثابتة وثلاث قواعد أخرى للقوات الأميركية حق الوصول إليها وهي موجودة فيها، وينتشر في مجملها نحو 1650 عسكرياً في الخدمة الفعلية (حتى مارس 2024).
تشكل مكافحة تجارة المخدرات والمنظمات الإجرامية العابرة للحدود، وتوسع النفوذ الروسي والصيني، أبرز مصالح أميركا في المنطقة.
القيادة الأميركية في أوروبا
EUCOM
تشرف على مناطق القارة الأوروبية بما فيها روسيا.
تضم هذه المنطقة 31 قاعدة عسكرية ثابتة للقوات الأميركية و19 قاعدة أخرى للقوات الأميركية حق الوصول إليها وهي موجودة فيها، وينتشر في مجملها نحو 67 ألف عسكري في الخدمة الفعلية (حتى مارس 2024)، وهو عدد عاد وارتفع لاحقاً ليبلغ نحو 80 ألفاً.
تشكل روسيا التحدي الأكبر للمصالح الأميركية في أوروبا، فضلاً عن التزامات واشنطن تجاه حلف شمال الأطلسي.
القيادة المركزية الأميركية
CENTCOM
تشرف على دول الشرق الأوسط وغرب آسيا.
تضم هذه المنطقة 8 قواعد عسكرية ثابتة و11 قاعدة أخرى للقوات الأميركية حق الوصول إليها وهي موجودة فيها، وينتشر في مجملها نحو 5400 عسكري في الخدمة الفعلية (حتى مارس 2024)، وهو عدد عاد وارتفع لاحقاً ليبلغ نحو 6100.
من أهم مصالح واشنطن في المنطقة، ردع إيران، مكافحة المنظمات الإرهابية، والمنافسة مع الصين وروسيا.
القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ PACOM
تشرف على دول منطقة المحيطين الهندي والهادئ، باستثناء هاواي وغوام وجزر ماريانا الشمالية.
تضم هذه المنطقة 24 قاعدة عسكرية ثابتة و20 قاعدة أخرى للقوات الأميركية حق الوصول إليها وهي موجودة فيها، وينتشر في مجملها نحو 81 ألف عسكري في الخدمة الفعلية (حتى مارس 2024).
تعد هذه المنطقة المسرح الأساس لوزارة الدفاع الأميركية ومركز الجغرافيا السياسية في القرن الـ21 بسبب مساعي الولايات المتحدة لاحتواء الصين.
القيادة الأميركية في أفريقيا USAFRICOM
تشرف على دول القارة الأفريقية.
تضم هذه المنطقة قاعدتين عسكريتين ثابتتين وسبع قواعد أخرى للقوات الأميركية حق الوصول إليها وهي موجودة فيها، وينتشر في مجملها نحو 1150 عسكرياً في الخدمة الفعلية (حتى مارس 2024)، وهو عدد يرتفع مع إضافة الموفدين في مهام محددة.
تشكل مكافحة المنظمات الإرهابية ومواجهة توسع النفوذ الروسي والصيني في المنطقة، أبرز مصالح أميركا في أفريقيا.
القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في أنحاء العالم تجعل الولايات المتحدة قادرة على ضرب أعدائها في أي بقعة كانوا.
القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في أنحاء العالم تجعل الولايات المتحدة قادرة على ضرب أعدائها في أي بقعة كانوا.
الدول التي تستضيف أكبر عدد من القواعد العسكرية الأميركية
1. اليابان
2. الفيليبين
3. كوريا الجنوبية
4. إيطاليا
5.بابوا نيو غينيا
6.ألمانيا
7.بريطانيا
8.بولندا
9.الكويت
10.أستراليا
مصدر البيانات: تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي في يوليو 2024 تحت عنوان "القواعد العسكرية الأميركية في الخارج: الخلفية والقضايا المطروحة أمام الكونغرس".
لماذا اختارتها واشنطن؟
بعد كل ما تقدم، يتضح بلا ريب أن الانتشار العسكري الأميركي في العالم كبير جداً وأوسع من أن يتم حصره أو الكشف عن جميع خباياه وكواليسه لاعتبارات أمنية واستخباراتية عديدة، غير أن كبرى القواعد الأميركية في العالم لا يمكن إخفاؤها، وفي ما يلي أهمها.
قاعدة "بيتوفيك"، غرينلاند الدنمارك
تأسست عام 1951 وكانت تعرف باسم قاعدة تولي الجوية (Thule Air Base) قبل أن يصبح اسمها قاعدة بيتوفيك الفضائية (Pituffik Space Base)، وهو يعني بلغة غرينلاند "المكان الذي نربط فيه كلابنا".
هي واحدة من أكثر المنشآت العسكرية النائية على وجه الأرض، حيث تبعد أقرب مستوطنة إليها أكثر من 110 كيلومترات ويقطنها أقل من 650 شخصاً. في الشتاء، تختفي الشمس عنها طوال أسابيع وتنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 34 درجة مئوية تحت الصفر، وعلى رغم ذلك يبقى مطارها مفتوحاً على مدار العام ليستقبل الطائرات، بما فيها الطائرة الوحيدة في الجيش الأميركي المزودة بزلاجات، وهي من طراز "LC-130". أما السفن، فلا يمكنها الوصول إلى القاعدة إلا خلال فترة قصيرة من الصيف يتراجع خلالها الجليد البحري بصورة موقتة.
تتبع القاعدة لقوة الفضاء الأميركية في جزيرة غرينلاند الدنماركية، وتعد واحدة من أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية في العالم، فهي تقع مباشرة بين شمال الولايات المتحدة وشمال روسيا، وتتيح للأميركيين من خلال جهاز رادار الإنذار المبكر الموجود فيها، رصد الصواريخ الباليستية في اللحظات الأولى من انطلاقها وحساب مسارها وتفعيل أنظمة الدفاع الصاروخي، مما يجعل القاعدة لا غنى عنها.
يتمركز فيها نحو 150 فرداً من القوات الجوية وقوة الفضاء الأميركية بصورة دائمة ليديروا برامج الدفاع الصاروخي ومراقبة الفضاء، فضلاً عن استضافتها لبعثات علمية.
قاعدة روتا، إسبانيا
قاعدة بحرية تقع في أقصى جنوب غربي إسبانيا، وتعد إحدى أهم القواعد العسكرية الأميركية في العالم بسبب موقعها الاستراتيجي، إذ تعد بمثابة بوابة الأميركيين إلى البحر الأبيض المتوسط.
تأسست عام 1953 بموجب اتفاق بين أميركا وإسبانيا، وتقع عند خليج قادس بين مدينتي روتا وإل بويرتو دي سانتا ماريا. تحتل مساحة تبلغ 24.6 كيلومتر مربع، وتضم أكبر منشآت الأسلحة والوقود للقوات الأميركية في أوروبا.
توفر القاعدة دعماً لوجيستياً وإدارياً للقوات البحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا الوسطى والأسطول السادس الأميركي وقوات "الـناتو"، وتضم مرفأ ومطاراً.
تشرف قوات الأمن الإسبانية على المداخل الأربعة للقاعدة، فيما تتولى فرق أمنية تابعة للبحرية الإسبانية والأميركية تأمين القاعدة من الداخل، حيث تنتشر قوات من البحرية ومن مشاة البحرية ومن القوات الجوية ومن الجيش الأميركي.
قاعدة إنجرليك، تركيا
قاعدة جوية استراتيجية في محافظة أضنة بتركيا، تستخدمها بصورة رئيسة القوتان الجويتان التركية والأميركية، فضلاً عن قوات تابعة لـ"الناتو" ودول حليفة.
تبلغ مساحتها نحو 13.35 كيلومتر مربع، وتبعد نحو 32 كيلومتراً عن ساحل البحر الأبيض المتوسط. هي مقر السرب الـ39 في القوات الجوية الأميركية، وتضم مدرجين للطائرات، وحظائر تستوعب 57 مقاتلة حربية. وإلى جانب المنشآت العسكرية، تضم القاعدة مدينة متكاملة للعاملين فيها وعائلتهم.
القاعدة التي بدأ بناؤها عام 1951 تحت إشراف واشنطن على أن تستخدم بصورة مشتركة من الأتراك والأميركيين، لعبت على مر الأعوام دوراً محورياً، إذ شكلت مركز تخزين إقليمي للجيش الأميركي ونقطة انطلاق لعديد من الحملات العسكرية والعالم، نظراً إلى موقعها في قلب الشرق الأوسط وعلى مقربة من روسيا وآسيا.
خلال الحرب الباردة، اتخذت القوات الأميركية من أنجرليك قاعدة لاحتواء الاتحاد السوفياتي وللاستجابة لأزمات المنطقة، حيث كانت تنطلق منها طائرات التجسس الأميركية لتحلق فوق أجواء الدول التابعة للسوفيات، وخزنت فيها نحو 150 رأساً نووياً كجزء من سياسة الردع.
ومن قاعدة إنجرليك نفسها، نقلت الطائرات القوات الأميركية إلى لبنان عام 1958، ومنها انطلقت مقاتلات التحالف الدولي لضرب القوات العراقية التي اجتاحت الكويت عام 1991، ومنها أقلعت الطائرات الأميركية لقصف مواقع تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" في أفغانستان عقب هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول) 2001 ومواقع "داعش" في سوريا عام 2015.
أكثر من ذلك، تستخدم القوات الأميركية هذه القاعدة لتنفيذ مهام خاصة، وإعادة التزود بالوقود ودعم القوات المنتشرة في المنطقة، فضلاً عن تخزين نحو 50 رأساً نووياً فيها حالياً، وفق التقارير.
القاعدة البحرية الأميركية، البحرين
تعرف أيضاً باسم قاعدة الجفير البحرية. هي مقر القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية ومقر الأسطول الخامس الأميركي.
أنشأت القوات البريطانية القاعدة عام 1935 واستحوذت عليها الولايات المتحدة عام 1992 بموجب اتفاق مع البحرين.
ترعى المصالح الأميركية في الخليج العربي لا سيما عبر ضمان أمن السفن والطائرات والمنشآت والمقيمين في القاعدة، ويعيش فيها نحو 8300 شخص من العسكريين وموظفي وزارة الدفاع المدنيين وعائلاتهم.
قاعدة العديد، قطر
واحدة من أهم القواعد العسكرية الأميركية في منطقة الخليج وأكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط. تضم قاعدة العديد الجوية المقار الرئيسة لكل من القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية والجناح الـ379 للبعثات الجوية والمجموعة 319 الاستكشافية الجوية.
في عام 2000، وضعتها تحت تصرف الولايات المتحدة، وهي تضم اليوم أطول ممر للهبوط الجوي في منطقة الخليج بطول خمسة كيلومترات. تتمركز فيها أكثر من 120 طائرة ما بين قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية، ودبابات ووحدات للدعم العسكري وعتاد وآلات عسكرية متقدمة، فضلاً عن مخازن أسلحة ووقود وورشات صيانة للأسلحة والطائرات. كل ذلك جعل بعض العسكريين يصنفونها أنها أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة.
في بداية العملية العسكرية الأميركية في أفغانستان، اتخذت مقاتلات "أف 16" وطائرات المراقبة من قاعدة العديد مقراً ومحطة رئيسة للتزود بالوقود. وفي عام 2016، انطلقت من هذه القاعدة قاذفات "B-52" لتضرب أهدافاً تابعة لتنظيم "داعش" في العراق وسوريا.
تضم القاعدة اليوم نحو 11 ألف أميركي ما بين عسكريين ومدنيين وعائلاتهم، بحسب التقارير.
قاعدة رامشتاين، ألمانيا
تقع قرب مدينة كايزرسلاوترن في ولاية رينانيا بلاتينا في ألمانيا، وتعد مقراً للقوات الجوية الأميركية في أوروبا، حيث إنها مقر الجناح الجوي رقم 86 في القوات الجوية الأميركية، ومقر جناح العمليات الجوية الأرضية 435 وجناح عمليات التنقل الجوي 521.
من قاعدة رامشتاين، تطلق أميركا عمليات عسكرية في الشرقين الأدنى والأوسط، ومنها تتحكم بالطائرات المسيرة التي تستخدمها القوات الأميركية لاستهداف التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
تخدم القاعدة أيضاً كمنشأة تابعة لحلف شمال الأطلسي وتستضيف قوات من دول عدة في الحلف.
أُنشئت ما بين عامي 1949 و1952 وهي جزء من المجموعة العسكرية في كايزرسلاوترن، حيث يعيش أكثر من 54 ألف أميركي من عسكريين ومتعاقدين مدنيين وعائلاتهم، مما يجعل هذا الموقع في رينانيا بلاتينا أكبر موقع عسكري أميركي خارج الولايات المتحدة.
معسكر همفريز، كوريا الجنوبية
يعد إحدى أهم القواعد العسكرية الأميركية في منطقة آسيا والمحيط والهادئ، بسبب موقعه الاستراتيجي على مقربة من كوريا الشمالية ومضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي.
يحتل مساحة تتجاوز 13.9 كيلومتر مربع، وفي عام 2017، وصف الجيش الأميركي معسكر همفريز بأنه "أكبر منصة لإبراز القوة في منطقة المحيط الهادئ".
يضم مطار ديسيديريو العسكري، وهو أكثر مطارات الجيش الأميركي ازدحاماً في آسيا، مع مدرج بطول 2476 متراً. في المعسكر أيضاً عديد من وحدات الدعم المباشر والنقل والوحدات التكتيكية في الجيش الأميركي، بما في ذلك لواء الطيران القتالي وفرقة المشاة الثانية.
يعيش فيه نحو 43 ألف أميركي من الجنود والعاملين مع وزارة الدفاع الأميركية وعائلاتهم في المعسكر.
قاعدة كادينا، اليابان
هي مركز القوة الجوية في المحيط الهادئ ومقر الجناح الـ18 في القوات الأميركية، أحد أكثر الأجنحة القتالية العملياتية تعقيداً وأكبرها خارج الولايات المتحدة من حيث عدد الطائرات المخصصة له.
تعد القاعدة "حجر الزاوية في المحيط الهادئ" بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي على بعد نحو 750 كيلومتراً فقط من شنغهاي في الصين، وعلى مقربة من تايوان والكوريتين الشمالية والجنوبية وبحر الصين الجنوبي. تقود القوات الموجودة في القاعدة عمليات استطلاع ومراقبة عبر تقنيات عالية التقنية بما فيها الطائرات المسيرة.
تضم القاعدة نحو 18 ألف أميركي بين جنود ومتعاقدين مدنيين وعائلاتهم، وأكثر من 4 آلاف موظف ومتعاقد ياباني، ويقدر الأثر الاقتصادي للقاعدة على اقتصاد مدينة أوكيناوا اليابانية بأكثر من 700 مليون دولار سنوياً.
قاعدة أندرسن، جزيرة غوام الأميركية
القاعدة تقع في جزيرة أميركية لكنها من أهم القواعد العسكرية الأميركية في العالم، فهي الوحيدة في غرب المحيط الهادئ التي يمكن أن تستقبل قاذفات استراتيجية مثل "بي 1" و"بي 2" و"بي 52" بصورة دائمة.
تعود نشأتها إلى أوائل الحرب العالمية الثانية عام 1944، ولعبت دوراً مهماً خلال حرب فيتنام.
اليوم، تضم القاعدة مستودعات ضخمة لتخزين الوقود والذخيرة ومدرجات طويلة، وهي مركز مهم للدعم اللوجيستي للعمليات التدريبية وعمليات الطوارئ في جميع أنحاء منطقة جنوب غربي المحيط الهادئ والمحيط الهندي.

جيش في جاهزية دائمة
120 قاعدة وأكثر...
عشرات آلاف الجنود...
انتشار عسكري من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وقدرة على ضرب الخصوم في كل بقاع الأرض...
الانتشار العسكري الأميركي ليس مجرد وجود… بل جاهزية دائمة للرد في أي لحظة.
كتابة وإعداد
إيليانا داغر
التنفيذ والغرافيك
عمر المصري
مريم الرويغ
رئيس التحرير
عضوان الأحمري
