ملخص
أصبح ويتكوف مبعوث الرئيس دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور قطاع غزة منذ بدء الحرب، وتفقد عمليات مؤسسة غزة الإنسانية اليوم الجمعة.
نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" شريط فيديو لرهينة إسرائيلي محتجز في غزة، بعد ساعات من زيارة أجراها ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس دونالد ترمب للشرق الأوسط إلى القطاع.
وفي المقطع المصور، قالت "القسام" عن وضع الأسرى الإسرائيليين، "كان من المفترض أن يخرجوا في صفقة لكن حكومة الاحتلال قررت تجويعهم".
وأصبح ويتكوف مبعوث الرئيس دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور قطاع غزة منذ بدء الحرب، وتفقد عمليات مؤسسة غزة الإنسانية اليوم الجمعة.
وتقول الأمم المتحدة إن مؤسسة غزة الإنسانية شريكة في المسؤولية عن سقوط قتلى في القطاع في أثناء محاولة تلقي المساعدات.
وزار ستيف ويتكوف موقعاً تديره مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة، برفح في محاولة لوضع خطة مساعدات جديدة للقطاع الذي مزقته الحرب.
وبعد ساعات من زيارة ويتكوف، قال مسعفون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص ثلاثة فلسطينيين قرب أحد مواقع المؤسسة في المدينة الواقعة على الطرف الجنوبي لقطاع غزة. ولم يتسن لـ"رويترز" بعد التحقق مما إذا كان الموقع المذكور هو الموقع ذاته الذي زاره ويتكوف.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ما زال ينظر في الواقعة التي أطلق فيها الجنود طلقات تحذيرية على ما وصفه بأنه "تجمع للمشتبه فيهم" اقترب من قواته على بعد مئات الأمتار من موقع المساعدات.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 1000 قتلوا خلال محاولتهم الحصول على مساعدات في قطاع غزة منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملها هناك في مايو (أيار) الماضي، وقتل معظمهم برصاص القوات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات قرب مواقع المؤسسة.
ورفضت الأمم المتحدة العمل مع المؤسسة التي تقول إنها توزع المساعدات بطرق خطرة بطبيعتها وتنتهك مبادئ الحياد الإنساني، مما يؤجج أزمة الجوع في أنحاء القطاع.
وتقول المؤسسة إن نقاط توزيع المساعدات التابعة لها لم تشهد سقوط قتلى وإنها تقوم بعمل أفضل من الأمم المتحدة في حماية عمليات تسليم المساعدات.
100 مليون وجبة
ونشر السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، الذي رافق ويتكوف إلى قطاع غزة اليوم، على "إكس" صورة تظهر سكان غزة الجائعين خلف أسلاك شائكة مع ملصق لمؤسسة غزة الإنسانية مع علم أميركي كبير كتب عليه "سلمنا 100 مليون وجبة".
وقال تشابين فاي المتحدث باسم المؤسسة في بيان، "الرئيس ترمب يدرك الأخطار في غزة وأن إطعام المدنيين، وليس ’حماس’، يجب أن يكون الأولوية" وأرفق البيان بصور لويتكوف وهو يرتدي قميصاً رمادياً مموهاً وسترة واقية من الرصاص وقبعة بيسبول كتب عليها "اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى" ومطرز عليها اسم ترمب. وأضاف فاي "من دواعي سرورنا أن نطلع وفده على عملياتنا ونشاركهم ما تم فيها ونوضح لهم تأثير تقديم 100 مليون وجبة لمن هم في أمس الحاجة إليها".
وقال ويتكوف على "إكس" إنه التقى أيضاً وكالات أخرى. وأضاف، "تمثل الهدف من الزيارة في إعطاء (ترمب) فهماً واضحاً للوضع الإنساني والمساعدة في صياغة خطة لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى سكان غزة".
وتأتي زيارة ويتكوف إلى غزة بعد يوم من وصوله إلى إسرائيل للضغط من أجل إجراء مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار، وفي وقت تتعرض فيه إسرائيل لضغوط دولية متزايدة بسبب تدمير قطاع غزة وتزايد المجاعة بين سكانه البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة.
وإضافة إلى القتلى الثلاثة قرب موقع مؤسسة غزة الإنسانية في رفح، قال مسعفون إن 12 فلسطينياً آخرين في الأقل قتلوا في غارات جوية على أنحاء قطاع غزة اليوم.
وأدت حرب غزة إلى مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني، وقتل معظمهم في غارات جوية إسرائيلية. واندلعت الحرب بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل التي تقول إن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1200 واحتجاز 251 رهينة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وانتهت محادثات وقف إطلاق النار في قطر الأسبوع الماضي من دون تحقيق انفراجة.
تفشي الجوع
ويقول مسعفون في غزة إن عشرات ماتوا بسبب سوء التغذية في الأيام الأخيرة مع تفشي الجوع، وذلك بعد قطع إسرائيل جميع الإمدادات عن القطاع لثلاثة أشهر تقريباً من (مارس) آذار إلى (مايو) أيار وتقييد الإمدادات منذئذ.
وتقول إسرائيل إنها تتخذ خطوات للسماح بإدخال مزيد من المساعدات، بما في ذلك وقف القتال لجزء من اليوم في بعض المناطق والإعلان عن طرق محمية.
وأقرت بأن قواتها قتلت بعض الفلسطينيين الساعين إلى الحصول على المساعدات، وتقول إنها أمرت قواتها بأوامر جديدة لتحسين استجابتهم.
ودفعت الأزمة الإنسانية المتفاقمة فرنسا وبريطانيا وكندا إلى الإعلان عن خطط للاعتراف المحتمل بالدولة الفلسطينية، وهي خطوة اتخذتها بالفعل معظم الدول، لكن قوى الغرب الكبرى لم تتخذها.
جوع حتى الموت
تنحي إسرائيل باللائمة على "حماس" والأمم المتحدة في عدم وصول الغذاء إلى الفلسطينيين هناك. وتظهر إحصاءات الجيش الإسرائيلي أن نحو 140 شاحنة مساعدات في المتوسط دخلت غزة يومياً خلال فترة الحرب، أي نحو ربع ما تقول الوكالات الإنسانية الدولية إنه يلزم دخوله.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إن الأمم المتحدة ومنظمات أخرى وزعت 200 شاحنة مساعدات أمس، فيما تنتظر مئات الشاحنات الأخرى تسلمها من المعابر الحدودية داخل غزة.
وتقول الأمم المتحدة إن لديها آلاف من الشاحنات المنتظرة، إذا سمحت إسرائيل بدخولها من دون الإجراءات الأمنية المشددة التي تقول منظمات الإغاثة إنها منعت دخول المساعدات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها طوال فترة الحرب.
وأعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني الجمعة أن الأمم المتحدة لديها نحو 6 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية عالقة خارج غزة، في انتظار الحصول على الموافقة لدخول القطاع الذي يتضور سكانه جوعاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال لازاريني في منشور على منصة "إكس"، "'الأونروا' لديها 6 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات عالقة خارج غزة وتنتظر الضوء الأخضر للدخول"، مشدداً على ضرورة إيصال المساعدات عبر الطرق البرية بدلاً من إسقاطها جواً.
وأوضح أن "إسقاط المساعدات جواً يكلف في الأقل 100 مرة أكثر من كلفة الشاحنات"، مشيراً إلى أن الشاحنات "تنقل مساعدات بحجم يعادل ضعفي الكمية التي تنقلها الطائرات". وأضاف "إذا توفرت الإرادة السياسية للسماح بإسقاط المساعدات جواً، على رغم أنها مكلفة للغاية وغير كافية وغير فعالة، فمن المفترض أن تكون هناك إرادة سياسية مماثلة لفتح المعابر البرية"، من دون أن يذكر إسرائيل التي تسيطر على مداخل غزة.
وأشار لازاريني إلى أن "الأمم المتحدة كانت قادرة على إدخال ما بين 500 و600 شاحنة يومياً خلال فترة وقف إطلاق النار" في مطلع العام، قبل أن يُعلن انتهاء هذه الفترة بقرار إسرائيلي في الـ18 من مارس الماضي. وأكد أن تلك المساعدات "كانت تصل إلى جميع سكان غزة بأمان وكرامة، ومن دون أي انحراف عن وجهتها"، مشدداً على أن "أي بديل آخر عن الاستجابة المنسقة بقيادة الأمم المتحدة لم يحقق نتائج مماثلة".
واختتم لازاريني قائلاً "دعونا نعود إلى ما كان ينجح واتركونا ننجز عملنا. هذا ما يحتاج إليه سكان غزة اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى جانب وقف دائم لإطلاق النار".
صاروخ حوثي
من ناحية أخرى، قال الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة إنه اعترض صاروخاً أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، ما أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار في عدة مناطق.
وتطلق جماعة الحوثي اليمنية صواريخ على إسرائيل وتشن هجمات على خطوط الشحن البحري فيما تقول إنه تضامن مع الفلسطينيين في حرب غزة.
واعترضت إسرائيل معظم الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها الجماعة أو سقطت قبل أن تصل إلى أهدافها. ونفذت إسرائيل سلسلة من الهجمات رداً على ذلك.