لندن ـ «القدس العربي»: كشفت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» عن بدلة فضاء جديدة وغير مسبوقة مخصصة للسيدات ومن المقرر أن ترتديها أول امرأة ستهبط على سطح القمر في العام 2025.

وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» إن وكالة «ناسا» دخلت في شراكة مع شركة الفضاء «أكسيوم» لتصميم المعدات الجديدة التي تهدف إلى تحسين الحركة، مقارنة ببدلات أبولو الضخمة التي تسببت في سقوط رواد الفضاء أثناء المشي على سطح القمر.

ويمكن لرواد الفضاء المشي في بدلة الفضاء الجديدة من وحدة التنقل خارج المركبة «أكسيوم» وليس قفزة الأرنب مثل أسلافهم، مما يسمح لهم بالانحناء والتقاط الأشياء فوق رؤوسهم.

وتتميز المعدات المبتكرة، المصنوعة من Mylar و Kevlar بوجود «فقاعة خوذة» جديدة، أحذية مصنوعة بشكل واضح للسير على سطح القمر ونظام دعم الحياة المحمول الذي يشبه خزان الغوص الرائع ومكيف الهواء معاً.

وشهد الحدث تصميماً باللون الأزرق الداكن يسير عبر المسرح لإخفاء مكونات الملكية، لكن «أكسيوم» قالت إن الطبقة الخارجية ستكون بيضاء عندما يرتديها رواد الفضاء لأول مرة في عام 2025.

وقال مايك سوفريديني، الرئيس والمدير التنفيذي، في بيان «نحن نحمل إرث ناسا من خلال تصميم بدلة فضاء متقدمة تسمح لرواد الفضاء بالعمل بأمان وفعالية على القمر».

وأضاف: «ستكون بدلة الفضاء المخصصة لمهمة أرتيموس 3 من شركة أكسيوم سبيس جاهزة لمواجهة التحديات المعقدة للقطب الجنوبي للقمر والمساعدة في تنمية فهمنا للقمر من أجل تمكين وجود طويل الأمد هناك».

وحصلت «اكسيوم» على عقد بقيمة 228.5 مليون دولار لتصميم البدلة، والتي يمكن أن تعمل لمدة تصل إلى ثماني ساعات في المرة الواحدة.

وقالت «أكسيوم» في الإعلان: «ستوفر بدلة الفضاء لرواد الفضاء قدرات متقدمة لاستكشاف الفضاء مع تزويد ناسا بأنظمة بشرية مطورة تجارياً ضرورية للوصول إلى القمر والعيش والعمل فيه وحوله».

وأضافت: «تضمن بدلة الفضاء المتقدمة أن رواد الفضاء مجهزين بأداء عالي ومعدات قوية ومصممة لاستيعاب مجموعة واسعة من أفراد الطاقم».

ووفقاً لشركة «أكسيوم» ووكالة «ناسا» فإن الخطوة التالية هي اختبار البدلة الجديدة في مختبر الطفو المحايد التابع لمركز جونسون للفضاء في هيوستن.

وقالت لارا كيرني، التي تشرف على البرنامج في وكالة ناسا وتضمن أن أكسيوم تلبي المتطلبات: «هذه الملابس الخاصة سوف تعطينا مؤشراً رائعاً حقاً عن مدى قدرة البدلة على الحركة ونوع التعب، إذا كان هناك أي شيء سيشعر به أفراد الطاقم بعد العمل لست أو سبع ساعات».

وحسب تقرير «دايلي ميل» فقد استخدمت أكسيوم أيضاً التكنولوجيا الحديثة لتصميم وصناعة البدلة مع قواطع ليزر لتقطيع القماش وطابعات ثلاثية الأبعاد لبناء مكونات معينة.

وتعمل «ناسا» حالياً على إطلاق مهمة «أرتيموس 3» والتي ستشهد سفر رواد الفضاء إلى القمر وحوله في عام 2024.

وسيتم الكشف عن ثلاثة أمريكيين وكندي في 3 نيسان/أبريل المقبل حيث يستعدون ليصبحوا أول بشر يسافرون إلى القمر منذ عام 1972.

والطاقم – الذي من المقرر أن ينطلق إلى الفضاء في غضون 18 شهراً – سيكون قد شرع بالفعل في التدريب على المهمة، لكن هوياتهم ظلت سرية للغاية قبل إعلان ناسا.

ومهمة «أرتيموس 3» هي المرحلة الأخيرة من برنامج القمر، والتي ستشاهد أول امرأة وشخص ملون يمشيان على سطح القمر. حيث حتى الان ثمة 12 شخصاً فقط، جميعهم من الرجال البيض، وطأت أقدامهم القمر. وستشهد هذه المهمة أيضاً هبوط البشر على القطب الجنوبي للقمر لأول مرة.

وشهد الجزء الأول من برنامج «أرتيموس» عودة كبسولة غير مأهولة إلى الأرض بعد مهمة استمرت أكثر من 25 يوماً، والتي اختبرت تقنيات «Orion» لضمان سلامة رواد الفضاء.

وتم إطلاق «أرتيموس 1» في 16 تشرين ثاني/نوفمبر 2022 مما يشير إلى المرحلة الأولى من هدف وكالة الفضاء الأمريكية لإعادة الناس إلى سطح القمر لأول مرة منذ نصف قرن. ومع ذلك، فقد واجه البرنامج العديد من التأخيرات التي دفعت بيانات الإطلاق الأولى إلى الوراء منذ آب/أغسطس.

وتحمل نظام الإطلاق الفضائي الذي تبلغ تكلفته أربع مليارات دولار مخاوف تسرب الوقود، ومشكلات في المحرك، ونجا من براثن ليس إعصاراً واحداً بل إعصارين.

لوبوان: التعديل الوزاري في الجزائر تميز ببعض “الصواعق” التي عكست “المناخ” داخل قصر الرئاسة

فورين بوليسي: انحياز واشنطن لإسرائيل نزع عنها أي مصداقية في الشرق الأوسط و”اختراق” الصين يحرجها