جذور الحركة القومية العربية في العراق.. معطيات ومبادئ ...
مشاركة
سعد ناجي جواد: بدأت الأفكار القومية في العراق بالتبلور في بداية القرن الماضي، متأخرة نوعا ما عما كان يجري في بلاد الشام ومصر (فيسبوك)

ومع مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، الذي دشنته الثورة التونسية، عادت الحياة مجددا إلى الفعل السياسي وتجدد السجال

بين التيارات الرئيسية التي شكلت ولا تزال محور الحياة السياسية العربية، أي القوميين والإسلاميين واليساريين، بالإضافة لتيار تكنوقراط يحسب نفسه على الوطنية ناشئا على هامش هذا السجال.

، تفتح ملف القومية العربية، أو التيارات القومية العربية بداية من المفاهيم التي نشأت عليها، وتجاربها والدروس المستفادة من هذه التجارب، بمشاركة كتاب ومفكرين عرب من مختلف الأقطار العربية، والهدف هو تعميق النقاش بين مكونات العائلات الفكرية العربية، وترسيخ الإيمان بأهمية التعددية الفكرية وحاجة العرب والمسلمين إليها.

الأستاذ الدكتور سعد ناجي جواد، عن تاريخ القوميين في العراق وتوجهاتهم الرئيسية، ننشرها في حلقات.

مرت مراحل تبلور الوعي القومي العربي الفطري، والذي تحول بعد ذلك إلى حركة قومية عربية واضحة المعالم بأربع مراحل:

في هذه المرحلة أيضا بدأ الشباب الواعي وخاصة الذين درسوا في الجامعات الغربية وتأثروا بالأفكار القومية الأوروبية (في ألمانيا وإيطاليا) يكتبون ويثيرون الروح القومية لدى الناس. هذه الكتابات ظهرت بين كُتّاب مسيحيين، في سوريا ولبنان، وانتقلت جدواها إلى العراق ومصر.

كما أن هذه المرحلة شهدت وضع الأسس الفكرية لهذه الحركة من خلال أفكار وكتابات وأحاديث الشخصيات الإصلاحية التنويرية الأولى، مثل جمال الدين الأفغاني وعبد الرحمن الكواكبي ورفاعة الطهطاوي ومحمد عبده ورشيد رضا، ومن جاء من بعدهم من كُتّاب المشرق العربي الذين ركزوا على فكرة القومية العربية.

إن تجربة محمد علي في مصر، وبالذات تجربة ولده إبراهيم باشا، صاحب الكلمة المشهورة (جئت إلى مصر صبياً، ومن ذلك الحين مصرتني شمسها وغيرت من دمي وجعلته دماً عربياً)، وعمله على توحيد بلاد الشام مع مصر، كانت التجربة الأكثر إلهاما للوعي العربي

هذه المرحلة شهدت ظهور أو انتشار حركات ذات نزعة قومية في المشرق العربي أهمها حزب البعث في سوريا والعراق، وحزب الاستقلال في العراق، هذه الأحزاب والتحركات القومية استطاعت أن تحقق نجاحات على المستوى الشعبي وعلى حساب الحركة والأحزاب الشيوعية التي كانت، في السابق تتفوق عليها، وذلك بسبب مواقف الأحزاب الشيوعية المؤيدة لعملية تقسيم فلسطين.

في العراق تعرضت حملة الشعور أو الوعي القومي العربي إلى اضطهادين مختلفين، الأول من قبل السلطات العثمانية في البداية، والثاني من قبل الاحتلال البريطاني.

وكانت وجوه هذه المكونات تشترك في الاحتفالات والمناسبات الدينية التي يقيمها كل مكون وخاصة في بغداد، حيث أن الوجوه الدينية والمدنية الشيعية كانت تحضر الاحتفالات التي تقام في مرقدي الإمام عبد القادر الكيلاني والإمام أبو حنيفة النعمان، وبالمقابل كانت الوجوه السُنية تحضر المآتم التي يقيمها الشيعة بمناسبة استشهاد الإمام الحسين في الكاظمية، حيث مرقد الإمامين الكاظمين، (موسى الكاظم وحفيده محمد الجواد). ونفس الشيء كانت الوجوه الإسلامية تقوم به تجاه الطائفتين المسيحية واليهودية، وكانت وجوه الطائفتين الأخيرتين تبادل المسلمين أفعالهم تلك.

مشاركة

قد يعجبك

Akhbar Algérie - أخبار الجزائر، التطبيق الإخباري الأول في الجمهورية