رسائل اجتماع وزراء خارجية الصين وباكستان وأفغانستان
مشاركة
عقدت الصين وباكستان وأفغانستان اجتماعاً ثلاثياً في كابول، خلص إلى الدعوة لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي، ومكافحة الأنشطة الإرهابية العابرة للحدود، مع تأكيد بكين على رفض التدخلات الخارجية.

" للدراسات الجيوسياسية ثلاث مقاربات رئيسية: السياسة الصينية تجاه أفغانستان، ورؤية باكستان لدورها الاستراتيجي، وأولويات الحكومة الأفغانية في البحث عن الاستقرار والشرعية. ويحلل كيف يمكن للمنصة الثلاثية أن تسهم في إعادة ترتيب التوازنات الإقليمية، وسط تنافس القوى الكبرى وتراجع الحضور الأميركي.

تحقيق: تطبيق إسرائيلي على هواتف سامسونج لا يمكن حذفه.. يجمع معلوماتك ويستهدف المستخدمين بالشرق الأوسط 

أزمة طاقة وشيكة في إسرائيل.. تحذيرات من نفاد مخزونات الغاز ومطالب بوقف التصدير إلى مصر والأردن

اختفاء العلاج المجاني في مصر عبء جديد على الفقراء.. 8 أسرة لكل 10 آلاف مريض بالمستشفيات الحكومية و”الطوارئ” بلا ميزانيات

طارق متري لـ “عربي بوست”: خطة الجيش لحصر السلاح تلتزم بتجنب المواجهة مع أي فئة، وارتياح لبناني لخطاب الشرع

تمثل الاجتماعات الثلاثية بين الصين وباكستان وأفغانستان منصة مركزية لتخفيف التوترات، وتعزيز ترتيبات الأمن الإقليمي، وحماية المشاريع الاقتصادية الكبرى، ما يجعلها أداة لإعادة صياغة التوازنات الإقليمية، خاصة أن الصين وباكستان معنيتان بقطع الطريق على توغل النفوذ الهندي إلى أفغانستان.

تبني الصين سياستها تجاه أفغانستان على تعزيز التعاون الاقتصادي، خاصة الاستفادة من ثروات البلاد المعدنية، وربط كابول بمبادرة "الحزام والطريق" عبر الممر الاقتصادي الصيني–الباكستاني، ومكافحة الإرهاب بما يضمن استقرار حدود الصين الغربية وحماية استثماراتها.

في المقابل، ترى باكستان صعود طالبان "انتصاراً استراتيجياً" سرعان ما انعكس توتراً بسبب خلافات تاريخية كخط ديوراند وتزايد هجمات طالبان باكستان، ما دفع إسلام آباد لاستخدام الضغوط العسكرية والاقتصادية واللاجئين كورقة ضغط على كابول، ما أدى إلى تدهور العلاقات. فيما تسعى الحكومة الأفغانية، من جهتها، إلى فرض شرعية دولية وبناء شبكة علاقات إقليمية متنوعة، مستفيدة من الانفتاح الصيني والتنسيق الثلاثي مع بكين وإسلام آباد لتأمين الاستقرار وجذب الاستثمارات.

تشترك الصين مع أفغانستان في حدود قصيرة نسبياً يبلغ طولها 92 كيلومتراً، تتقاطع عند منطقة جيلجيت-بلتستان الباكستانية. وتُعدّ أفغانستان نقطة جيوسياسية محورية في مبادرة "الحزام والطريق"، إذ تقع عند ملتقى ثلاث مناطق استراتيجية: جنوب آسيا، وآسيا الوسطى، وغرب آسيا (الشرق الأوسط). ومن ثم فهي ضرورية لإحكام نفوذ الصين الجيوسياسي على عدة مناطق، بما في ذلك ربط غرب الصين بجنوب ووسط آسيا وإيران والخليج.

أولاً، دمج أفغانستان في مبادرة "الحزام والطريق" عبر مدّ الممر الاقتصادي الصيني–الباكستاني (CPEC) إلى الأراضي الأفغانية، وذلك ضمن توجّه أوسع تسعى الصين فيه إلى ملء الفراغ الذي خلّفه انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، والعمل على منع عودة كابول إلى دائرة النفوذ الغربي.

ثانياً، تعزيز التعاون الاقتصادي، خاصة أن لدى أفغانستان فرصاً واعدة للاستثمار في قطاع الموارد الطبيعية، بما في ذلك المعادن، إلى جانب إمكانات أسواقها الناشئة.

وثالثاً، مكافحة الإرهاب؛ إذ يتطلب تنفيذ مشاريع الربط الإقليمي، وضخ الاستثمارات، وتطوير البنية التحتية، تحقيق مستوى أعلى من الاستقرار، ومكافحة الجماعات المتطرفة مثل فرع تنظيم الدولة الإسلامية "ولاية خراسان"، الذي سبق أن استهدف مصالح صينية في أفغانستان، بالإضافة إلى مكافحة الجماعات البلوشية التي تستهدف المواطنين الصينيين العاملين في مشروع الممر الاقتصادي الصيني–الباكستاني، وأخيراً المجموعات الإيغورية المتواجدة في أفغانستان، التي تخشى بكين تنفيذها هجمات داخل إقليم شينجيانغ "تركستان الشرقية".

ولذلك، اعتمدت بكين سياسة "الانفتاح المحسوب" تجاه الحكومة الأفغانية الجديدة؛ فكانت أول دولة تعيّن سفيراً لها لدى كابول، وأول دولة تقبل اعتماد سفير لطالبان. غير أنها أحجمت عن الاعتراف الرسمي بالحكومة لتجنب الكلفة السياسية، فيما سبقتها موسكو لتكون أول دولة تعترف بطالبان رسمياً في يوليو/تموز 2025، وهو تطور قد يشجّع الصين على اتخاذ خطوة مماثلة قريباً.

اقتصادياً، أبرمت شركة شينجيانغ للبترول والغاز في آسيا الوسطى (CAPEIC)، وهي شركة تابعة لشركة البترول الوطنية الصينية الحكومية (CNPC)، اتفاقية لاستخراج النفط من حوض أمو داريا بأفغانستان عام 2023، تمتد إلى 25 عاماً، وبقيمة استثمارات 540 مليون دولار، وهو أول اتفاق دولي بارز في قطاع النفط توقّعه الحكومة الأفغانية. كما تبدي الصين اهتماماً بالاستثمار في احتياطيات الليثيوم، والقطاعات الزراعية، والبنية التحتية، ومشاريع الطاقة والمناطق الصناعية.

كما شكّل تصاعد نشاط حركة طالبان باكستان بعد أغسطس/آب 2021 تحدياً أمنياً بالغ الخطورة لإسلام آباد، ما جعل "مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2025" يصنّفها ثاني أكثر دول العالم تضرراً من الإرهاب بين 163 دولة. وتتهم السلطات الباكستانية طالبان باكستان باستخدام الأراضي الأفغانية كمنصات للتدريب والتجنيد والتخطيط، والتزوّد بأسلحة متطورة من مخلفات الجيش الأمريكي. أما كابول فتنفي هذه الاتهامات، وترفض الانخراط في حرب نيابة عن إسلام آباد.

وأمام هذا الوضع، لجأت باكستان إلى الرد العسكري المباشر عبر شنّ غارات جوية على قادة طالبان باكستان ومعسكراتهم داخل الأراضي الأفغانية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات حدودية متكررة وتبادل للقصف بين الجانبين.

أمام هذه التوترات المتصاعدة، تراجعت وتيرة بناء علاقة ثنائية مستقرة بين كابول وإسلام آباد، ودفع ذلك الحكومة الأفغانية إلى الانفتاح على جهات بديلة، مثل الهند ودول آسيا الوسطى، والترحيب بالمشاركة في "ممر الشمال–الجنوب" برعاية روسيا والهند وإيران. وفي هذا السياق، برز الدور الصيني كوسيط يسعى إلى تهدئة الأجواء بين الجارتين، وتوفير منصة ثلاثية للتنسيق وحل القضايا الخلافية.

تسعى كابول إلى تنويع بدائلها عبر نسج شبكة واسعة من العلاقات مع الدول المجاورة والفاعلة إقليمياً لا تقتصر على الصين وباكستان، مثل روسيا وأوزبكستان والهند والإمارات وتركيا وربما ماليزيا وإندونيسيا. وتُركّز الحكومة الأفغانية أولويتها الخارجية على انتزاع اعتراف رسمي يمنحها شرعية دولية، ويعزّز قدرتها على جذب الاستثمارات وبناء شراكات اقتصادية تمكّنها من إطلاق مشاريع إعادة الإعمار التي تحتاجها البلاد بشدة.

على الصعيد الأمني، تعمل أفغانستان بشكل وثيق مع جيرانها في ملف مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يشنّ هجمات دامية داخل أراضيها، كما استخدم التنظيم الأراضي الأفغانية لتنفيذ عمليات في موسكو وكابول وإسطنبول. وهو ما يجعل الاستقرار الأفغاني أولوية إقليمية مشتركة، ويزيد من أهمية ترسيخ سلطة الحكومة القائمة لضمان عدم تحوّل البلاد إلى منصة تهديد أمني عابر للحدود.

تقدر شركة إنتغرال ميديا الاستشارية المحدودة خصوصيتك وتعلم جيدًا كم هي مهمة لك وأنك تهتم بكيفية استخدام بياناتك الشخصية.

نحترم ونقدّر خصوصية جميع من يزورون موقع عربي بوست، ولا نجمع أو نستخدم بياناتك الشخصية إلا على النحو الموضح في سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط، ولأغراض تحسين المحتوى المقدم وتخصيصه بما يناسب كل زائر؛ بما يضمن تجربة إيجابية في كل مرة تتصفح موقعنا.

تعتبر موافقتك على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط أمرًا واقعًا بمجرد استمرار استخدامك موقعنا. يمكنكم الموافقة على جميع أغراض ملفات الارتباط بالأسفل، وكذلك يمكنكم تخصيص الأغراض والبيانات التي يتم جمعها. يرجى العلم بأنه حال تعطيل كافة الأغراض، قد تصبح بعض مزايا أو خصائص الموقع غير متاحة أو لا تعمل بشكل صحيح.

مشاركة

Error category videos cards

قد يعجبك

قد يعجبك

تابعونا على تويتر انضم إلينا على الفيسبوك
Akhbar Algérie - أخبار الجزائر، التطبيق الإخباري الأول في الجمهورية