بناء منى لمواجهة تزايد الحجاج
مشاركة
المتابع لأعمال وأنشطة معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة يلحظ حرصه على التعاون مع القطاعات الحكومية والأهلية لإعداد دراسات وبرامج تستهدف تطوير منظومة الحج وخدمات الحجاج، وهذا ما رأيناه متمثلا في العديد من الدراسات والبحوث والمشاريع التي تم تنفيذها.

وسعي المعهد خلال الفترة الحالية للعمل على دراسة تطوير المرافق والخدمات في منظومة الحج والعمرة والزيارة، وزيادة أعداد المرافق والخدمات في كامل رحلة ضيوف الرحمن بما يتلاءم مع زيادة الطاقة الاستيعابية لمواسم الحج والعمرة والزيارة التي تستهدفها رؤية المملكة 2030، يفتح المجال للدعوة بالعودة للدارسات والأفكار التي طرحت من قبل للمساهمة في حل مشاكل إسكان الحجاج في مشعر منى المحددة مساحته.

ومن بين هذه الأفكار ما طرحه الأستاذ علي حسن أبو العلا -رحمه الله- والذي شغل منصب سكرتير لجنة الحج العليا، ورئيس لجنة توزيع أراضي منى، إذ كانت فكرته تدور حول إنشاء طابقين فوق مسطح منى الحالي وتبقى الشوارع الحالية كمساقط للنور، بحيث يتم التسقيف بأعمدة ضخمة تصلح كأساسات لإقامة طوابق متعددة مستقبلا. ويخترق كل طابق الأرضي والأول والثاني طريق خاص في الوسط لنقل أعداد الحجاج من منازلهم التي ستوجد بين الأعمدة يمينا وشمالا إلى منطقة الجمرات بحيث يخصص هذا الطريق للذهاب ويتم عمل دائرة حول كل جمرة يصل إليها الحجاج. وأشار إلى أنه يمكن استغلال المساحات الجبلية بعمل طريق دائري يحيط بالمشروع ويستمر الطريق الدائري متجها إلى مزدلفة وعرفة على طابقين أسوة بالطريق التي شاهدناها باليابان.

وأوضح أنه يمكن توفير 6 مسارات عرضية تختلف اتجاهاتها يمينا وشمالا وترتبط بالطرق الدائرية على الجبال ولإمكانية إيصال وادي منى الرئيس مع منطقة حجاج البر وطريق المعيصم لا بد أن تفتح في المناطق الجبلية بمحاذاة كل طابق أنفاق تمكن المشاة من العبور بين الطوابق المتعددة إلى منطقة حجاج البر.

وبين أنه يمكن بتوفير الكهرباء إنشاء شبكة قطارات كهربائية على منحدرات وجسور معلقة تساعد في حركة نقل الحجاج بين مكة والمشاعر والعكس.

ولم تكن المقترحات التي طرحها أبو العلاء إلا وليدة خبرات وممارسات عملية، فارتباطه العملي بلجنة الحج العليا، وممارسة لخدمات الحجاج كمطوف أوجدت لديه طرحا مثل هذه الأفكار.

وبين أن وزارة المواصلات - وزارة النقل حاليا - أشركت مهندسين من العالم العربي والإسلامي بعدما صدرت الفتوى الشرعية بالبناء على سفوح الجبال، وفي الملك فيصل -رحمه الله- إلى وزير الحج آنذاك السيد حسن كتبي بتوزيع الأراضي الجبلية للبناء عليها، فطلب وزير الحج تخطيط الجبال للاستفادة من الأراضي.

وبعد التقرير الذي وضعه الخبراء تم اقتراح إنشاء طريقين رئيسيين على سفوح الجبال يبدأ أحدهما من عرفات ويمر عبر المزدلفة مخترقا جبال منى حتى يصل على مكة منطقة الشهداء والآخر يمر على الجبال المقابلة عبر ربوة الحضارم وينتهي في مكة في منطقة أجياد، لإمكانية الاستفادة بإقامة المباني على جوانب هذين الطريقين على جبال منى، ثم تسلمت وزارة الأشغال العامة والإسكان مهمة تطوير منى فأضيفت المساحة الكبيرة بعد إزالة الجبال التي كانت بوسط منى توفرت ساحات كبيرة من الأراضي على الروابي الجبلية، وكانت الفكرة في ذلك الوقت أن منى كافية بعد توسعها لاستيعاب الحجاج.

مشاركة

قد يعجبك

Egypt News - أخبار مصر، التطبيق الإخباري الأول في جمهورية مصر العربية