الماء والطاقة.. كيف تتحكم
مشاركة
بعد مؤتمر بازل عام 1897 إلى أهميتها، ثم جاءت الوكالة اليهودية عام 1919 لتصف جبل الشيخ الذي تنبع منه عدة أنهار، بأنه المصدر الحقيقي لمياه فلسطين. وفي رسالة حاييم وايزمان إلى مؤتمر السلام في باريس، أكد أن "إقامة وطن قومي لليهود غير ممكنة من دون مياه نهرَي الأردن والليطاني". لاحقاً، كتب

في مذكرة لحزب العمال البريطاني عام 1941 جاء فيها أن أهم أنهار "إسرائيل" هي الأردن والليطاني واليرموك. كما حرص الاحتلال خلال

وبعد حرب النكسة في 1967 واحتلال الجولان والضفة الغربية وسيناء ولاحقاً جنوب لبنان، وضعت دولة الاحتلال الإسرائيلي نصب عينيها موارد الماء ومنابع الأنهار ومن ثم الطاقة مثل الغاز الطبيعي، كأدوات

إخضاع لهذه الدول. أدركت "إسرائيل" مبكراً، بما تحتله من موقع جغرافي وسيطرة عسكرية أن التحكم بالموارد الحيوية مثل الماء

إلى مفاتيح ضغط إقليمي تمارس من خلالها تل أبيب ابتزازاً مستمراً لجيرانها في الأردن، مصر، سوريا ولبنان، ناهيك عن سرقتها بشكل كامل وممنهج لجميع موارد الماء والغاز من الفلسطينيين. وعملت دولة الاحتلال على ربط مصالح دول الطوق وحاجتها للماء والطاقة فيها، بحيث يصبح استمرار تدفق الموارد مرتبطاً

السياسية وإملاءاتها لتصفية القضية الفلسطينية. فكيف سرقت "إسرائيل" هذه الموارد واستخدمتها كسلاح ابتزاز وضغط ضد دول الطوق؟

لم يكن الماء يومًا مجرد مورد طبيعي في العقل الصهيوني؛ بل تحوّل منذ نشأة المشروع الإسرائيلي إلى أداة بقاء،

صورة لأكبر محطة إسرائيلية لتحلية المياه التي تنبع من نهر الأردن، شمال إسرائيل – أرشيفية (Getty)

الندرة المائية التي تعاني منها المنطقة جعلت كل قطرة ماء بمثابة ورقة مساومة. فدولة الاحتلال التي تهيمن على موارد مائية كافية، اتبعت سياسة تهدف إلى ضمان احتياجاتها عبر السيطرة المباشرة على

ومنذ نهاية التسعينات٬ عملت دولة الاحتلال على اسكتشاف حقول الغاز البحرية الواقعة على امتداد الساحل المحتل٬ والتي تم تطويرها لتصبح رافداً أساسياً للاقتصاد الإسرائيلي٬ وتمتلك شركات أمريكية وأوروبية

الـ15 مليار دولار التي وقعتها شركة دولفينوس المصرية في حقلي تمار ولوثيان الإسرائيليين للغاز.

تعتمد مصر والأردن بشكل كبير على الغاز الإسرائيلي لتلبية احتياجات الطاقة وسيكون لانقطاع الغاز الإسرائيلي عنهما أضراراً كبيرة٬ وخلال الحرب الجارية منذ السابع من أكتوبر وقبل ذلك٬ عملت دولة الاحتلال على ابتزاز الأردن ومصر وقطع ووصل الإمدادات أكثر من مرة والتذرع بأسباب مختلفة مثل الإكتفاء الذاتي خلال الحرب٬ كما

لماذا قبلت مصر بدور مستقبلي للدعم السريع بالسودان؟ مصادر: مخاوف التقسيم والحفاظ على علاقاتها مع دول الخليج وراء موقف القاهرة

تعتمد الأردن بشكل أساسي على حصة محدودة من نهر الأردن ونهر اليرموك خصيصاً بعد احتلال فلسطين في 1948 وحرب 1967 حيث جرت "إسرائيل" مياه النهرين لصالح سكانها. ومع توقيع معاهدة وادي عربة عام 1994، أصبح توزيع المياه بين الأردن و"إسرائيل" محكوماً باتفاقيات ملزمة٬ لكن تتهم السلطات من قبل العديد من الخبراء المختصين

خارطة المياه السطحية التي تنبع بشكل رئيسي من نهري الأردن واليرموك وتسيطر "إسرائيل" على حصص كبيرة منها – عربي بوست

"غاز العدو احتلال" شعار يرفعه الأردنيون ضد اتفاقية الغاز التي وقعتها الحكومة الأردنية مع الاحتلال الإسرائيلي – رويترز

منحت هذه الاتفاقية "إسرائيل" ورقة ضغط إضافية، إذ بات معظم الكهرباء الأردنية يتم توليدها باستخدام غاز مستورد مسروق من دولة الاحتلال٬ ويشير منتدى الاستراتيجية الأردني أن حوالي

تحقيق: تطبيق إسرائيلي على هواتف سامسونج لا يمكن حذفه.. يجمع معلوماتك ويستهدف المستخدمين بالشرق الأوسط 

أزمة طاقة وشيكة في إسرائيل.. تحذيرات من نفاد مخزونات الغاز ومطالب بوقف التصدير إلى مصر والأردن

الجديد على توريد 130 مليار متر مكعب من الغاز لمصر حتى عام 2040 بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار، لكن الذي حدث بعد نحو أسبوعين هو أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أصدر بشكل مفاجئ

قديم جديد. فمنذ عقود، سعت إلى اختراق دول المنبع مثل إثيوبيا عبر البعثات الزراعية، المشروعات التنموية، والتعاون الاستخباراتي. الهدف المعلن هو "المساعدة التنموية"، أما الخفي فهو الضغط على مصر عبر التحكم في حصتها التاريخية من المياه. وتتحدث العديد من

أن "إسرائيل" خططت منذ وقت طويل مع إثيوبيا وأوغندا لبناء سلسلة سدود يمكن أن تقلص تدفقات المياه باتجاه السودان ومصر بمليارات الأمتار المكعبة سنوياً.

منذ قيام الدولة العبرية عام 1948، كانت سوريا على خط المواجهة المباشر مع "إسرائيل" ليس فقط عسكرياً، بل أيضاً مائياً. فموقع سوريا الجغرافي جعلها لاعباً رئيسياً في امتلاك

التي تصب في نهر الأردن، وخاصة روافد الحاصباني وبانياس واليرموك واللدان. ويشكل جبل الشيخ، الذي يوصف بـ"عين الشرق" خزاناً مائياً ضخماً يغذي هذه الأنهار، ما جعله هدفاً استراتيجياً لـ"إسرائيل" تم احتلاله في نهاية المطاف.

المناطق التي وسعت إسرائيل احتلالها أو إخضاعها عسكرياً لها في جنوب سوريا بعد 7 ديسمبر 2024 بما يشمل كامل الجولان وجبل الشيخ- عربي بوست

ويعد جبل الشيخ الذي احتلته "إسرائيل" مصدراً مهماً للمياه، بسبب الثلوج البيضاء الذي تغطيه معظم أوقات السنة، إذ تغذي ينابيعه العديد من الأنهار وتتقاطع مع أنهار وينابيع أخرى في المنطقة، أهمها:

2- نهر بانياس: ينبع من كهف بانياس عند حافة جبل الشيخ في الأراضي السورية ويصب في فلسطين المحتلة.

6- نهر الرقاد: ينبع هذا النهر من هضبة الجولان السورية ويمر في وادي الرقاد ويعدّ أحد روافد نهر اليرموك.

استكملت "إسرائيل" احتلالها لجبل الشيخ في ديسمبر 2024 بعد سقوط نظام الأسد – أرشيفية (wikimedia commons)

مصب نهر الليطاني في جنوب لبنان حيث لا تزال دول الاحتلال الإسرائيلي تسيطر على قطاع واسع من القرى اللبنانية بعد المواجهة الأخيرة 2024 مع حزب الله – عربي بوست

تقدر شركة إنتغرال ميديا الاستشارية المحدودة خصوصيتك وتعلم جيدًا كم هي مهمة لك وأنك تهتم بكيفية استخدام بياناتك الشخصية.

مشاركة

Error two category varieties no first cards

Error category videos cards

قد يعجبك

تابعونا على تويتر انضم إلينا على الفيسبوك
أخبار بلادي ـ أخبار عاجلة، تطبيق الأخبار العربي رقم واحد