شعوذة الأسلحة Weapons تسحر جمهور أفلام الرعب والبطل هو تعدد السرد | رأي | في الفن
مشاركة
قضية اختفاء غامضة تتصدر اهتمام كل من في البلدة، عندما يختفي 17 طفل من فصل دراسي واحد باستثناء طفل يدعى أليكس، فجأة بين ليلة وضحاها، بعد أن رصدت كاميرات المراقبة خروج الأطفال الساعة 2:17 صباحًا من أسّرتهم يهرولون بسرعة ويفتحون ذراعيهم وكأنهم يعانقون شخصًا ما، يتجهون جميعًا نحو نقطة التقاء مجهولة، وفي لمح البصر يختفي كل الأطفال فتضج البلدة بالذعر والخوف والقاء التهم على جاستن (تلعب دورها Julia Garner) معلمة الفصل، والمعروفة بسلوكها المريب وشخصيتها غريبة الأطوار وشربها المستمر للمواد الكحولية، وقد قام المخرج زاك كريجر Zach Cregger بتصدير تلك الفكرة حتى يبعد كل الشبهات عن السبب الأصلي لاختفاء الأطفال، حيث يتساءل الجميع هل تم اختطافهم أم اتفقوا سويًا على الهرب معًا؟

تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا

كانت هذه حبكة فيلم أسلحة Weapons الذي نجح في شباك التذاكر نجاحًا ساحقًا بوصفه أفضل أفلام الرعب في عام 2025، وعندما ترى الفيلم ستجد أن القصة لم تكن هي البطل الرئيسي للأحداث، بل طريقة السرد نفسها المبتكرة حيث تروي أحداث الفيلم من وجهات نظر متعددة لسكان البلدة: مُعلمة الأطفال المختفين. والد أحد الأطفال ويدعي آرتشر (يلعب دوره جوش برولين). وضابط شرطة محلي تربطه علاقة مع المعلمة جاستن. وشخص مشرد يُلقي ضابط الشرطة القبض عليه، وأخيرًا الطفل أليكس. حيث يرى الجمهور حادثة اختفاء الأطفال من وجهة نظر الخمس شخصيات تباعًا وتبدأ الأحجية والألغاز في الحل بشكل تدريجي عندما ننتقل من وجهة نظر إلى الأخرى، وهو تكنيك سينمائي معروف يسمى بتعدد منظورات السرد، وكانت المفاجأة أن يتم تطبيقه داخل فيلم رعب جديد بعيدًا عن وسائل السرد الخطية التقليدية (السرد المتتابع) حتى يشعر الجهور بالقلق والانتظار أكثر، وعدم توقع السيناريو الصحيح لاختفاء الأطفال.

في بداية لحظات السرد تتجه الأعين كلها صوب المعلمة التي من المحتمل أن تكون سببًا في اختفاء الأطفال، ولكن يتم استبعاد تلك الفرضية بعد مرور فترة من أحداث الفيلم، عندما نرى القصة من منظور مدير المدرسة الذي يتحول فجأة إلى كائن وحشي مجنون يحاول الهجوم على جاستن وقتلها، وكأنه ممسوس من الجن، وهنا يتدخل أرتشر والد أحد الأطفال وينقذ جاستن، وما يلفت انتباهه أن المدير كان يهرول بنفس الطريقة التي كان يهرول بها ابنه والأطفال قبل اختفاؤهم، لذلك يعقد العزم على استبعاد فرضية تورط جاستن في قضية اختفاء الأطفال، ويبدأ العمل معها لمراقبة منزل الطفل أليكس، وهو الولد الوحيد الذي لم يختفي من الفصل.

ينتهي الفيلم نهاية سعيدة إلى حد ما حيث يقتحم ارتشر وجاستن المنزل وتحدث معركة كبيرة بينهما وبين العمة، يقوم بعدها أليكس باستغلال انشغال عمته، ويقلب السحر عليها حيث يستحوذ على الأطفال ويحفزهم عن طريق السحر، على قتل العمة وهو ما يحدث بالفعل، يستخدم أليكس سحر عمته غلاديس ليجعل الأطفال يهاجمونها ويمزقونها حتى الموت. لتعود الأمور إلى سابق عهدها، وتموت العمة المشعوذة في النهاية.

يقدم الفيلم وجبة متكاملة من الرعب والترقب والانتقاد والمعان الرمزية، حيث أن الفيلم يسلط الضوء على معاناة الأطفال من سيطرة الآخرين، وأنه لو تم توجيههم بشكل خاطئ سوف يتحولون إلى أسلحة قاتلة داخل المنازل والشوارع، في عالم الشر فيه قد لا يكمن في غرابة الأطوار مثل المعلمة جاستن التي حاولت فك اللغز منذ اللحظات الأولى حتى تجد الأطفال، رغم هجوم البلدة عليها ومضايقتها ونعتها بالمشعوذة، وإنما يكمن في الجانب الخفي والمستتر لأبغض رغباتنا ونزعاتنا البدائية الداخلية واستخدام اشياء محظورة مثل استخدام السلاح في الشوارع والذي يتجسد بشكل رمزي في صورة السحر والشعوذة ومحاولة استجلاب كيانات غامضة والتضحية بالجميع من أجل أهداف أنانية، فالصراع في الفيلم بين الظاهر الذي يحاول أن يسقطه الناس علينا رغمًا عنا وحتى لو كان باطلًا، والباطن الذي يختفي خلفه الشر الحقيقي، ولا يعيره الناس أي اهتمام بالرغم أنه الخطر الفعلي المحدق.

آرتشر كان مقتنعًا بأن جاستن مسؤولة عن اختفاء طفله، رغم عدم وجود دليل يدعم هذا الادعاء. يُوبّخها في اجتماع المدرسة ويطالبها بتفسير حول مصير الأطفال ولم يكتف بذلك، بل يتبعها إلى منزلها ويكتب عبارة "ساحرة" على سيارتها باللون الأحمر. ومع أنه ليس عدوانيًا في الأصل إلا أن أفعاله كلها تعد رمزًا للعنف المستتر داخله، حيث يدفعه حزنه وارتباكه بشأن فقدان ابنه إلى القيام بتصرفات عدوانية تجاه امرأة مُضطربة لكنها بريئة.

بطلة مسرحية "هالة حبيبتي" تكشف كواليس العمل مع فؤاد المهندس: كان بيجيب لينا حاجات حلوة يوميًا

فيديو - حسن الرداد يتحدى نفسه في الأداء بالفصحى أثناء الجري: إن الناس يرفضون صوت الشعر والفن والجمال

مهرجان الفيوم السينمائي يضع اللمسات الأخيرة على الدورة الثانية بمشاركة 400 فيلم من 30 دولة

فيديو - مراد مكرم: حكاية "الوكيل" لها ما يشبهها في الحقيقة ... وبعض اللجان الإلكترونية خطر على الأمن القومي

مشاركة
1

Error category videos cards

قد يعجبك

قد يعجبك

تابعونا على تويتر انضم إلينا على الفيسبوك
أضف سلعة أو إعلاناً الى السوق