مشاركة
المال «اليتيم» والوفاء
منذ ساعتين
يصح أن نصف «مال اليتيم» بـ«المال الضعيف» الذى لا يجد من يحميه، ويمكن لمن يقوم عليه أن يستبيحه ويستولى عليه، ويستحله لنفسه. قال تعالى فى الآية (34) من سورة الإسراء: «وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا». كل مال ضعيف «يتيم»، أو مال بلا أب، وقد يكون هذا المال ملكاً لفرد، وقد يكون مملوكاً لمجموع. فالطفل الذى يموت عائله ويترك له ثروة يقف على «مال ضعيف» يقوم عليه «وصىّ» مطلوب منه أن يحافظ عليه حتى يكبر الصغير ويقوى ويبلغ أشده ويبيت قادراً على أن يدير ما تركه له آباؤه، كذلك المال العام الذى قد يعتبره بعض ضعاف الضمير مالاً يتيماً لا أب له، ومن الوارد استحلاله، أو الاستيلاء عليه لصالح أنفسهم، وحرمان «المجموع» منه. يقول الطبرى فى تفسير قوله تعالى: «وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا»، أى أوفوا بالعقد الذى تعاقدون الناس، فى الصلح بين أهل الحرب والإسلام، وفيما بينكم أيضاً، والبيوع والأشربة والإجارات، وغير ذلك من العقود. فالوفاء بالعهد لا بد أن يكون فى كل أمر من أمور الدنيا وإلا فسدت الحياة.
مشاركة