مشاركة
يبحث الجمهور في الأعمال الفنية دائمًا عن حالة تشبهه؛ تعبر عن همومه وعن المواقف التي يمر بها ولا يستطيع التعبير عنها، ربما لذلك نجح مسلسل "فات المعاد" في جذب الجمهور لمشاهدته للنهاية. تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا منذ الحلقات الأولى للمسلسل وتوقعت-على الأقل- تفاعل الجمهور معه لعدة أسباب؛ أولها فريق العمل المتميز ثم أسباب أخرى: 1- فات المعاد وازن بين حياة (الكومابوند) وحياة الطبقة المتوسطة، في حين ظهر تفاوتًا بين حياة أسرة بسمة من ناحية، وأسرة مسعد من ناحية أخرى كي نتابع درجتان من الطبقة المتوسطة مما جعل المسلسل واقعيًا. 2- تناول المسلسل لحبكة رئيسة تطورت لمشكلات محكمة الأسرة والتي أصبحت ضمن همومنا مع ارتفاع معدل الطلاق وأزمة التفاهم بالعلاقات الإنسانية ككل، فلعب على فكرة الأزمات بين الأخوة أيضًا، وجعل مشكلات أسرة معتصم منطقية حيث تتفكك العلاقات الأسرية معظم الوقت بين الأخوة في هذه الطبقة بسبب أزمة الميراث، فيما كانت علاقة أبناء عبلة ببعضهم البعض أكثر تماسكًا في تضاد بين الطبقتين. 3- منطقية الأحداث جعلت المسلسل (ترندًا) وهي أكثر العناصر التي جعلت الجمهور يتمسك بمشاهدته للنهاية تكوين الكادر للمخرج سعد هنداوي دائمًا ورائه معنى يخدم الحوار والحالة النفسية للشخصيات وهو ما تفتقر إليه أعمالًا أخرى، ومع تعاونه مع مدير التصوير الممتاز زكي عارف كانت الصورة مختلفة، وكذلك عنصري الملابس والديكور التي خدمت الشخصيات، أما على مستوى التمثيل تابعنا عدة مفاجأت: يحسب للفنان أحمد مجدي تطورًا في أدائه التمثيلي بشكل ملحوظ، ربما لأنه خرج من قالب الشاب (الجان) وليد العائلة الثرية، فيما تلعب ثقافة الفنان دورًا هامًا في البحث عن التطور وعدم الاعتماد على الشهرة فقط وخاصة أنه ابن المخرج مجدي أحمد علي. لم يكن الفنان أحمد مجدي وحده من تألق بهذا العمل على المستوى التمثيلي، فقد فاجئنا الفنان أحمد صفوت بأداء متميز ودور مختلف أيضًا لشخصية معتصم الشخص النبيل الراقي الذي يستطيع التحكم في أعصابه بأصعب المواقف الضاغطة بحياته، وهذه نقطة هامة وضحت قوة موهبة صفوت الذي أستطاع حساب كل انفعالات شخصية معتصم (بالشعرة) شخصية كارم التي أداها الفنان محمد خميس تختلف عن كل الشخصيات التي أداها من قبل، فكارم أهم دور لخميس من بعد شخصية عجبة بمسلسل "كفر دلهاب" وهي شخصيات مركبة ليست تابعة أو يغلب عليها الشر من أجل الانتفاع بالمال مثلا كدور البلطجي. شخصية كارم مركبة بها اللون الأبيض والأسود وهذا ما أتى به فات المعاد من جديد للفنان محمد خميس. شاهدنا أيضًا الفنانة ولاء الشريف في أفضل دور لها بعد مسلسل أبو العروسة، حيث شخصية سارة كانت من الشخصيات المعقدة التي يغلب عليها مشاعر الحيرة وتميزت في أدائها لهذه الشخصية، في حين أن الفنان محمد علي رزق ظهر في أقوى أداء له، ويحسب له الموازنة بين أعماله في الدراما التلفزيونية ومراعاة قواعد الوقوف أمام الكاميرا واستمراره بالمسرح. أما عن الاحتفاء بأداء الفنانة سلوى محمد علي فلا أجد تألقها جديدًا، فهي من أهم فنانات جيلها، ولكن ربما دور عبلة يختلف عن بقية ما لعبته من أدوار الأمومة وكان الأروع على الإطلاق، كذلك الفنان محمود البزاوي والفنانة حنان سليمان ووجودهما الذي يضيف لأي عمل. في الواقع الجميع بذل طاقة كبيرة على مستوى الأداء التمثيلي. منطقية الأحداث، الحوار الواقعي، بناء الشخصيات، ردة فعل الشخصيات بما يتناسب مع تاريخها؛ كلها أشياء تحسب لفريق الكتابة المميز للسيناريت ناصر عبد الحميد، إسلام آدهم، عاطف ناشد ومحمد فريد كان المشرف على الكتابة. ولكن كلما تقدمنا مع الحلقات الأخيرة تلاشت بعض هذه العوامل مع الريح، ووقع المسلسل في فخ المماطلة وعدم منقطية بعض الأحداث. فعلى سبيل المثال لما تحول عمر من شخص داعم لأخته لإنسان أناني فجأة؟ وتم وضعه في نفس الخانة مع شخصية طارق التي كانت واضحة الدوافع منذ الحلقات الأولى؟...بل وتحولت قصة حبه لفاطمة فجأة إلى قصة استغلالية؟ لم أفهم أيضًا زرع معلومات دون استفادة منها!...مثلما حدث مع شخصية فاتن التي لم نفهم فكرة التركيز على زواجها وحملها إن لم تكن متزوجة طارق مثلا؟..بل فكرة الزواج والحمل لشخصية يتحكم فيها الغل من المنطقي أن يجعلاها أكثر هدوئًا لا التوعد لبسمة طوال الوقت. أيضًا مشكلة انتهاء الأزمات بشكل سريع لم يكن في مصلحة المسلسل، مثل بيع المطبعة الذي حارب معتصم كي لا يحدث، وفجأة وافق على رغبة أخوته البنات رغم أهميتها عنده. ووقع المسلسل في مخ المماطلة وهذه أزمة معظم مسلسلات الثلاثين حلقة، فعلى سبيل المثال: تكررت حوارات بعينها بين مسعد وبسمة في كل مواجهة، فلا يأتي مسعد بجديد من أنها تريد كل شيء وأنانية و...إلخ وتكرار المشكلات دون داعٍ مثل الزواج الثاني التي تكررت مشكلاته بحذافيرها بين فاتن وراغب ودينا وعمر، فكانت متقاربة بشكل كبير بحجة الزواج من أجل مال الزوجة الثانية إن كان هذا السبب معلنًا أو مستترًا. وتكررت مشاهد إهمال الأب في تربية أبنائه ونفس المواجهات تقريبًا بين الزوجين. وبدت نهاية المسلسل لي منطقية -وإن كانت متوقعة- فهروب ريم من مسعد أقنعه بعد عناد أنه لن يستطيع تحمل مسؤوليتها ومع نبل معتصم معه اضطر للتصرف السليم، ولكن الحوار بالمشاهد الأخيرة الذي شابه عدم المنقطية، فنبل معتصم متوقع ومناسب لطبيعته، ولكن أن تطمئن بسمة على حال مسعد بسؤأل: رجلك أحسن دلوقتي؟ لا يبدو منطقيًا خاصة بعد كل ما حدث منه تجاهها من أذى، فالناس لا يتسامحون بشكل مبالغ فيه وبين ليلة وضحاها، وليس معنى التعامل برقي من أجل مصلحة ريم أن تتحول مشاعر بسمة بقدرة قادر لاهتمامها بصحة مسعد! إجمالًا المسلسل يستحق المشاهدة وفيه مجهود كبير من الجميع على كل المستويات، ويبدو أن موعد التسامح والتصالح لم يفت من وجهة نظر فريق العمل وكانت هذه رسالة النهاية. فيديو - حكاية رفض أحمد ماهر مشاركة عادل إمام أكله أثناء التصوير: ما شاء الله كريز في الجبل فيديو - أحمد ماهر يكشف سر رفضه المشاركة في "رأفت الهجان": المسلسل 30 حلقة وأنا أشارك في آخر 3 حلقات! محمد رياض: لو الـAI كان موجود وقت "لن أعيش في جلباب أبي" كنا هنشوف "عبد الوهاب" بشكل مختلف .. فيديو فيديو - سارة بركة بعد تألقها في ثنائية "مملكة الحرير" مع كريم محمود عبد العزيز: مصر هوليوود الشرق وهدف أي فنان
مشاركة