مشاركة
لا تزال أعمدة الدخان تتصاعد من أبواب وشبابيك بيوت قرية الصورة الكبيرة، شمالي السويداء، بعد أربعة أيام على اقتحامها ونهب محتوياتها. الأهالي غادروا البلدة إلى أماكن أكثر أمناً، لدرجة أن الزميل حنا خوشان، مراسل “الحرة”، لم يجد أحداً ليتحدث إليه. البنى التحتية هنا من هاتف وكهرباء تم تدميرها بالكامل، فلا اتصالات ولا كهرباء ستضيء البلدة في القريب العاجل. لم ينجح وقف إطلاق النار في السويداء، جنوبي السوري، رغم المساعي الحثيثة لضبط الأوضاع التي انزلقت إلى اقتتال أهلي دموي. الاشتباكات وقعت بين ما يفترض أنه الجيش السوري وميليشيات تابعة للعشائر وبين ميليشيات درزية ترفض الانضمام إلى حكومة الرئيس أحمد الشرع. بعد دخول الجيش السوري مع ميليشيات مسلحة إلى المحافظة ذات الغالبية الدرزية، ما زاد الأمور تعقيداً. الجيش الإسرائيلي أيضاً دخل على الخط بعد وعود متكررة بحماية دروز سوريا، وشن غارات على أرتال ودبابات للجيش السوري في السويداء وعلى مواقع عسكرية وأمنية في درعا على مقر هيئة الأركان السورية، في تطور لافت، و”مقلق” كما وصفه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي أكد على أن واشنطن تعمل على تهدئة الأمور بين سوريا وإسرائيل. في المقابل شهدت ساحة العاصي في دمشق مسيرة شارك فيها آلاف الأشخاص دعماً للشرع وحكومته، وتنديداً بـ “الاعتداءات الإسرائيلية”. شارك مئات المسلحين في انتهاكات واضحة لحقوق الانسان، عبر ضرب وإهانة سكان في السويداء، وحلق “شوارب” رجال ينتمون إلى الطائفة الدرزية.
مشاركة