ثقافة تتغذى على النموذج وأخرى تريد بناء نموذج مغاير
مشاركة
ذلك أن ما يميز عالم اليوم، أي العالم وقد اكتسحته التقنية والإعلام، هو غياب الاختلاف، وسيادة التبسيط والأحادية والتنميط الثقافي على الخصوص. وبما أننا محشورون في هذا العالم، لا مفر لنا من أن نحشر في هذا التنميط الكوكبي الذي لا يخفى ما للإعلام من دور فيه. كتب ميلان كونديرا في "فن الرواية": "تعمل وسائل الإعلام في خدمة توحيد تاريخ الكرة الأرضية، فهي تضخم عملية التقليص وتوجهها، إنها توزع في العالم كله التبسيطات نفسها، والصيغ الجاهزة التي يمكن أن تقبلها البشرية جمعاء، ولا يهم أن تعلن مختلف المصالح السياسية عن ذاتها في مختلف وسائلها، فوراء هذا الاختلاف السطحي تسود روح مشتركة. يكفي تصفح الأسبوعيات السياسية الأميركية  والأوروبية، سواء أسبوعيات اليسار أو أسبوعيات اليمين، من "تايمز" إلى "شبيغل": فهي تملك جميعها الرؤية عن الحياة ذاتها، وهي رؤية تنعكس من خلال السلم الذي تنتظم المواد المنشورة فيها بموجبه، في الأبواب ذاتها، في الصيغ الصحافية عينها، المفردات نفسها، الأسلوب ذاته، الأذواق الفنية عينها، وجميعها في نفس مراتبية ما تجده مهما أو ما تجده عديم الأهمية. هذه الروح المشتركة هي روح عصرنا".

مشاركة
1 2 3 4 ... 9

Error category videos cards

قد يعجبك

تابعونا على تويتر انضم إلينا على الفيسبوك
أخبار السعودية ـ أخبار عاجلة