مشاركة
بنكيران الزواج بلارج وأشياء أخرى
منذ 4 أيام
أثارت الخرجة الأخيرة لعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، نقاشاً مجتمعياً واسعاً تعددت بشأنه القراءات وردود الفعل. غير أن ما يستحق الوقوف عنده، ليس الضجة التي صنعتها بعض المنظمات النسوانية، بل النقاش العميق الذي حاول الرجل طرحه حول قضية اجتماعية حساسة: ظاهرة العزوف عن الزواج. قد يكون بنكيران جانب الصواب في توظيف بعض التعابير الشعبية، وعلى رأسها مصطلح “بلارج”، الذي استغله البعض لتحويل النقاش نحو قضايا هامشية لا علاقة لها بجوهر الموضوع. وقد خرج الزعيم السياسي سريعاً لتوضيح ملابسات هذا التعبير، مؤكداً أن المغرب حسم منذ عقود خيار خروج المرأة للعمل وتعليمها، بل استشهد بدوره الشخصي في تعليم بناته وتواجد امرأة وزيرة تنتمي لحزبه في الحكومة التي ترأسها. ونضيف كذلك تعيين نساء في مناصب عليا عندما كان رئيسا للحكومة. إلا أن السؤال الحقيقي هو: لماذا أصرّت بعض الأصوات النسوانية على تغذية الجدل وتحويل مسار النقاش من ظاهرة اجتماعية مطروحة للنقاش، إلى معركة حول حرية المرأة وتعليمها، وهي قضايا محسومة واقعيا وتشريعيا منذ عقود؟ نسبة العزوبة الدائمة ارتفعت بشكل لافت خلال العقد الأخير، وفق تقارير المندوبية السامية للتخطيط. أسباب الظاهرة متعددة: الأزمة الاقتصادية، البطالة، غلاء المعيشة، ارتفاع تكاليف الزواج، إضافة إلى تحولات القيم الفردية. هذا السياق هو ما دفع بنكيران إلى القول بأن الحل لا يكمن في الهروب من الزواج بدعوى متابعة الدراسة، بل في إمكانية التوفيق بين الزواج والتعليم، وهو اقتراح عملي يستحق النقاش بدل الهجوم البعيد عن النقد والنقاش. النقاش الحقيقي ليس في تعليم المرأة أو حريتها، فهذه مكتسبات قائمة، بل في كيفية تحقيق التوازن بين الفردية المتنامية والحاجة إلى الحفاظ على الأسرة كمؤسسة اجتماعية. فإذا استمر تفكك البنية الأسرية، ما هو البديل الذي تقدمه هذه المنظمات النسوانية؟ وهل نحن مستعدون لنتائج مثل ارتفاع نسب الشيخوخة والعزلة الاجتماعية وتراجع معدلات الخصوبة؟ النموذج الغربي تعاني منه المجتمعات الغربية قبل غيرها، لأنه يهدد بنية المجتمع، ويشكل خطورة على الاقتصاد بحكم انحسار طبقة الشباب وتوسع طبقة الشيخوخة. فكيف تتخذ المنظمات النسوانية هذا النموذج المفلس خيارا يحتذى به؟ أما إخفاء الغرض المقصود من الشعارات المتعلقة بحرية المرأة في جسدها واستقلاليتها المجتمعية والاقتصادية، فلن تخفيه منهجية التهجم على سياسي أبدى رأيا لخلق نقاش مجتمعي. كما لن يخفيه تهريب النقاش إلى قضايا غير مطروحة على مجتمعنا كتعليم المرأة وعملها واستقلاليتها الاقتصادية. : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك.
مشاركة