قراءة في الفضاء العام الأندلسي .. زيارتي لإشبيلية
مشاركة
تسعى المدن الأندلسية، من خلال الفضاء العام، إلى تلبية شغف السَّائح الباحث عن آثار العيش المشترك. فضاءات تتحول – رويدا رويدا – من “قيمة الاستعمال” إلى “قيمة التبادل”، متأرجحةً بين وضعيتي العرض والطلب، الامتلاء والفراغ سواء في الليل أو خلال النّهار. فساحتها العمومية تستقطب على طول السنة زوارا من مختلف بقاع العالم بغايات مختلفة منها التطلع للقبض على الذاكرة حتى لا تُنسى، للتبضع، للمشي باسترخاء، وللحديث حول فنجان قهوة أو مشروب بارد. تمر – من حين لآخر- الشرطة لأن السياحة لا تزدهر إلا بإحساس السُّياح بالأمن. تبدو المدن الأندلسية في العقود الأخيرة أكثر تصالحا مع ماضيها بتجليات يمكن اختزالها في إعادة الاعتبار للتاريخ المشترك خاصة موروث القرون الثمانية لإسبانيا المُسلمة. وتسمح الزيارات للمدن الأندلسية بالتقاط رسائل الفاعلين المحليين وهم يصوغون تصوراتهم الجديدة على ضوء صلاحيات دستور 1978؛ بحيث أدركت إسبانيا أن المجد لا يتحقق إلا بإشراك الجميع دون إقصاء، في حين جنحت الدراسات الحضرية والهندسية عامة بالأخذ بمفاتيح جديدة اقتضتها ضرورة الانفتاح على الموروث الثقافي الانساني دون قطيعة.

مشاركة
1 2 3 4 ... 102

قد يعجبك

تابعونا على تويتر انضم إلينا على الفيسبوك
أخبار بلادي ـ أخبار عاجلة، تطبيق الأخبار العربي رقم واحد