رفقًا بالجوهرة الزرقاء… ولكن أيضًا احترامًا للسائح المغربي
مشاركة
البارحة بمدينة تطوان ، جلست في مقهى بكابو نيكرو رفقة صديقة لي، وكانت لحظة صفاء سرعان ما تسللت إليها المقارنة. تذكّرت ما أثير مؤخرًا حول الأسعار في مدينة السعيدية الشاطئية، تلك المدينة التي تنتعش شهرين في السنة، ثم تخبو عشرة أشهر تنتظر موسما جديدًا.

في كابو نيكرو، كان ثمن كأس موخيطو 65 درهمًا، وبيتزا عادية بـ130 درهمًا، و”فيليه بصوص الفلفل” بـ195 درهمًاfilet au poivre . أسعار قد تمرّ مرور الكرام عند البعض، لكنها تجعلنا نتساءل: هل فعلا السعيدية وحدها من تشهد غلاءً؟

في نهاية الأسبوع الماضي، تناولت وجبة غداء في السعيدية رفقة أختي وابنتها وطفلتها. أربعة أشخاص أدّوا 450 درهمًا مقابل أطباق متنوعة من السمك الطازج، في جلسة كانت مفعمة بالبساطة والذوق.

ما دفعني للكتابة اليوم هو سيل الانتقادات الذي أغرق صفحات التواصل الاجتماعي، جلّه يهاجم السعيدية: أسعار الأكل، كراء المنازل، استغلال الموسم. ولا أحد ينكر أن بعض هذه الملاحظات مشروعة، بل ضرورية، لأن من حق السائح المغربي أن يُحترم، في جيبه وفي كرامته.

لكن، هل كل ما يُقال دقيق؟ وهل نمتلك المعطيات الكاملة قبل إصدار الأحكام؟ هل نقارن بين المطاعم الشعبية والفنادق المصنفة؟ وبين كراء منازل فردية ومؤسسات فندقية مرخصة؟

السياحة الأجنبية تخضع غالبًا لنظام شمولي: إقامة، أكل، خدمات… ضمن باقات مدفوعة مسبقًا، وتُؤدى بالعملة الصعبة. أما السياحة الداخلية، فتخضع أحيانًا للعرض والطلب، وأحيانًا للمزاج والمغالاة، من الطرفين.

لذلك، لا بد من التمحيص قبل إطلاق الأحكام القاسية، ولا بد من حث أرباب المطاعم وأصحاب الإقامات على احترام الجودة، وتحديد الأسعار بطريقة شفافة، بل ومراقبتها بجدية من طرف الجهات المختصة.

وفي المقابل، نحتاج أيضًا إلى خطاب نقدي عادل، لا يسقط في التعميم أو التبخيس، لأننا بذلك نُسيء إلى مدينة في حاجة إلى الإنعاش، لا إلى الإجهاز.

السعيدية ليست ملكًا لمستثمري اللحظة، وليست فقط وجهة موسمية، بل هي جزء من الذاكرة المشتركة لآلاف العائلات المغربية التي تعود إليها كل صيف، بشغف الحنين إلى البحر والنوارس ونسمات الشرق.

: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

لقد اصبحت السياحة الداخلية تتير الكتير من التساؤلات خاصة في شهور الدروة، التي تتميز بتصاعد الطلب على الوجبات وخدمات الايواء، والتي ترافق زيارة السواح الاجانب والمحليين لمختلف مناطق المملكة، ولا حظ الكتير ان هذه الخدمات التي تنفلت من المراقبة اصبحت تخضع لمزاج أصحابها الذين يطالبون باتمنة تفوق الخيال وتبتعد عن المنطق، حتى ان بعض المغاربة بداؤ يفضلون قضاء عطلهم بإسبانيا او البرتغال عوض ان يحجزو بمراكش أكادير، أو طنجة وأحوازها.

لم نعد نتحدث عن الغلاء ! أصبحنا نكتوي بنار الجشع ! وهو سلوك بدأ يدب الى جميع المجالات ابتداء من شتنبر 2021 (واياك أعني واسمعي يا جارة) والربح بأي طريقة هو السبيل الى الاغتناء حتى ولو أدى الأمر إلى موت المستهلك ولنا في أخبار البطيخ الأحمر (الدلاح) العبرة.

في السعيدية وفي الصيف بالذات أصبحت المطاعم الشعبية متل الفنادق المصنفة او اغلى في بعض الأحيان. أما كراء المنازل فتجاوز تمنها مبيتا في مؤسسات فندقية مصنفة. وهذا يسمى استغلال للمواطن المغربي ورغبة في ترييشه لتعويض الاشهر الأخرى المتبقية من السنة. فلا داعي للدفاع عنهم .ونفس الشيء يقال على كابونيكرو والمضيق وغيرهم

مشاركة
1

قد يعجبك

تابعونا على تويتر انضم إلينا على الفيسبوك
أخبار بلادي ـ أخبار عاجلة، تطبيق الأخبار العربي رقم واحد