أكّدت مصادر سياسيّة في دولة الاحتلال أنّ إسرائيل تقوم بتجهيز عدة ردود فعل محتملة على اعتراف فرنسا المُرتقب بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت صحيفة (امعاريف) العبريّة إنّه ووفقًا لمصادر مُختلفة، تدرس إسرائيل عدة خيارات، بما في ذلك تسريع ضمّ الضفة الغربية، وإغلاق القنصلية الفرنسية في القدس.

وقال تشين فيدر، المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في باريس: “لقد صاغ الرئيس الفرنسي هذه المبادرة وروج لها، ولذلك سيكون رد الفعل الرئيسيّ تجاه فرنسا وليس تجاه دول أخرى”.

وقد ازدادت العلاقات بين إسرائيل وفرنسا، موطن أكبر جاليتين يهودية ومسلمة في أوروبا، تعقيدًا بسبب العداء الشخصي بين ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين لطالما تشاجرا علنًا.

ومن الجدير ذكره في هذه العُجالة أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ نتنياهو أرسل مؤخرًا رسالةً إلى ماكرون يتهمه فيها بإشعال “مأزق معاداة السامية” بخطته للاعتراف بدولة فلسطينية، وقد دحض ماكرون هذه الاتهامات بشدة في مراسلاته الخاصة.

وبتصرفها هذا تتناسى دولة الاحتلال عن سبق الإصرار والترصّد أنّ بناء مفاعل ديمونة النوويّ تحقق بفضل فرنسا، التي حققت عمليًا الحلم النوويّ الإسرائيليّ، ومنحت الكيان قوّة ردعٍ لترهيب الأمّة العربيّة.

والقصة الكاملة نُشِرَت في كتاب (كطائر الرمل)، للرئيس الإسرائيليّ الأسبق، شيمعون بيريس، وهو كتابٌ يشرح السيرة الذاتيّة لأحد أعمدة الحركة الصهيونيّة ودولة الاحتلال.

وتابع: “توجّه بيريس إلى الوزيريْن قائلاً: “إنّ إسرائيل تخاطر بوجودها بانضمامها إلى فرنسا وبريطانيا، وهي بذلك تجذب نحوها عداء العالم العربيّ كلّه، الأمر الذي سيهدد وجودها، إنّها بحاجة إلى قوّةٍ رادعةٍ، وفرنسا قادرة على إعطائها هذه القوة الرادعة، القصد كان واضحًا للجميع، فبقوله (قوة رادعة)، قصَد بيريز بناء قوة نووية”.

وفعلاً، حصلت إسرائيل على السلاح النوويّ مقابل مشاركتها بالعدوان الثلاثي على مصر، بمشاركة بريطانيا وفرنسا، وها هي اليوم نتقلِب على الدولة التي منحتها النوويّ.

لكن اين تقع دولة فلسطين التي سوف تعترف بها السعودية وفرنسا والامارات والكويت وقطر وبريطانيا .