الثانوية العامّة
مشاركة
من منّا في هذا الوطن الجريح لا ينتظرُ المسرّات لتُضمّد شيئًا من جراحه؟ إلّا أنّه يظلُّ يبحثُ عنها كمن يبحث في سراب، ففي وطني يُحرمُ الطفلُ من لعِبِه، يُنتشلُ من تحت أنقاضٍ انقضّت عليه بفعل أسلحةٍ فتّاكةٍ في أثرها جبانةً بفعلها، لا تُبقي ولا تذر من بشرٍ أو شجرٍ أو حجر. يُنتشلُ وبيديه لُعبةً غطّاها الرُكام. أمّا من نجى فتمنّى لو لم ينجُ. فلم يعُد في الحياة حياة. فرُبّما يُتِّم أو فقد شيئا من أطرافه. فتنقلب المفاهيم لديه، ليرى الفرحة بعينٍ تقَرُّ عند رؤية أحد ذويه لازال حيًّا، أو عند رؤية أحدهم حُرًّا بعد أن حكمت بفرقته عنه زنازين مُقيتة فلم يلبث فيهم من عُمُره إلّا سنين، أو عند عودته لمنزله الّذي هُجّر أو نزح منه. إن لم يكُن قدم هُدِم أصلًا، إلّا أنّه يمضي حاملًا معه أحلام الصِغَر لِتكبُر معه، وقد تكون أحلام والديه الّذين لطالما حلِموا برؤيته خرّيجًا ناجحًا في تخصُّصٍ ما. 

مشاركة
1 2 3 4 ... 10

قد يعجبك

تابعونا على تويتر انضم إلينا على الفيسبوك
أثناء الممارسة نكتشف الفلسفة الحقيقة للوينج تشون