الإيغور على الحدود اللبنانية… خدعة جديدة من حزب الله لتبرير الاحتفاظ بسلاحه؟ | الحرة
مشاركة
المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي في لبنان ضجت بـ”تقارير” تتحدث عن تحركات عسكرية “غير مألوفة” على الجانب السوري من الحدود

، تحديداً مقابل مناطق عرسال والهرمل والقاع، الواقعة في منطقة البقاع-بعلبك على امتداد سلسلة جبال لبنان

في 5 يوليو، أصدر الجيش اللبناني بياناً واضحا. دعا فيه إلى توخي الدقة، محذراً من أن “الشائعات تثير التوتر الداخلي وتضر بالاستقرار”.

فما الذي يحدث فعلاً؟ وهل حقا هناك 3500 مقاتل أجنبي يتحركون نحو الحدود اللبنانية أم أن وراء القصة أهدافا أخرى؟

الإيغور هم أقلية مسلمة ناطقة بالتركية من غرب الصين. ظهروا في المشهد السوري منذ بدايات الثورة، بحسب الباحث العسكري السوري عمار فرهود.

يقول فرهود للحرة: “دخلوا سوريا بهدف مساعدة الشعب السوري في الدفاع عن نفسه والعمل على إسقاط نظام بشار الأسد، كما صرّح قادتهم مراراً”.

استقر كثير من المقاتلين الإيغور في إدلب ومحيط اللاذقية. ولاحقاً أسسوا الحزب الإسلامي التركستاني.

قبل انتقالهم إلى سوريا، ظهر الحزب الإسلامي التركستاني لأول مرة في الصين عام 1997، على يد حسن معصوم، الذي دعا إلى استقلال تركستان الشرقية (إقليم شينجيانغ ذي الأغلبية المسلمة) عن الصين، وجنّد آلاف الإيغور لتحقيق هذا الهدف. 

بعد سنوات، نقل الحزب نشاطه إلى أفغانستان، حيث أقام تحالفات مع طالبان والقاعدة. وقد قُتل مؤسس الحزب، معصوم، في غارة أميركية عام 2002

تتهم تركيا بلعب دور لافت في دعم الحزب، وتسهيل عبور الإيغور إلى سوريا. في تركيا، يُقدَّر عدد اللاجئين الإيغور بنحو 20 ألفاً، وقد شكّلوا مصدراً رئيسياً للتجنيد

“في بدايات الثورة، برّر حزب الله تدخّله إلى جانب نظام الأسد بحجة مواجهة القاعدة وداعش”، يقول فرهود.

ويعتبر أن مزاعم وجود آلاف المقاتلين على الحدود اللبنانية السورية فبركة إعلامية يروج لها حزب الله بهدف شد العصب الطائفي والإيحاء بوجود تهديدات “داعشية” لتبرير سلاحه وتحركاته في الداخل.

ناجي ملاعب يؤيد هذا الرأي أيضا. يقول إنه لا توجد مؤشرات أو دلائل ميدانية على أي نشاط إرهابي، ولا على وجود خلية لداعش في الضاحية كما قيل.

وأضاف في مقابلة مع قناة “الجديد”: “التنسيق مع قيادة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية على أعلى مستوى.. والحدود تشهد منذ أشهر حركة طبيعية”.

ظاهر شدد على أن “الجهتين الوحيدتين المنتشرتين على طول الشريط الحدودي، الممتد لأكثر من 360 كيلومتراً، هما وزارتا الدفاع والداخلية السوريتان”.

ومع ذلك، أشار إلى ضبط متكرر لأسلحة ومخدرات، وتحركات “مشبوهة” على الحدود، منها إنشاء مقرات لحزب الله.

سابقاً، اندلعت اشتباكات بين قوات سورية ومسلحين من حزب الله قرب الحدود. انتهت بتهدئة بين وزارتي الدفاع في البلدين.

في الواقع، تعمل الحكومة السورية الجديدة منذ فترة على ضم هؤلاء المقاتلين رسميا إلى الجيش السوري، وهو ما يناقض الشائعات التي تصوّرهم كقوة مستقلة تتحرك على الحدود.

يقول فرهود إن الولايات المتحدة بدورها اتفقت مع القيادة السورية الجديدة على قرار دمج هؤلاء المقاتلين.

عثمان بوغرا، مسؤول الحزب التركستاني، أعلن رسمياً حلّ الحزب، والاندماج الكامل في الجيش السوري.

وقال في تصريحات حينها: “نعمل اليوم بالكامل تحت سلطة وزارة الدفاع السورية، ونلتزم بالسياسة الوطنية، ولا تربطنا أي علاقات مع كيانات خارجية”.

وكانت الإدارة الأميركية تطالب القيادة السورية الجديدة بإبعاد المقاتلين الأجانب، إلا أن هذا الموقف شهد تحوّلاً بعد جولة الرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط، بحسب ما أفادت وكالة “رويترز”.

وهي الجولة التي التقى فيها بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وأعلن فيها انطلاق مسلسل رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا منذ عهد بشار الأسد.

تم استدراجهم إلى سوريا عبر ذرائع زائفة”، متهمة الاستخبارات الصينية والتركية بالوقوف وراء. وتعتبر أنهم

لا يستبعد فرهود تصعيداً محدودا من حزب الله، مستغلا الشائعات المتكررة حول الحدود. “حزب الله سيعمد إلى تسخين هذه الجبهة بشكل متقطع، بهدف الحفاظ على مبررات وجوده العسكري، وتأمين استمرار شبكات التهريب، سواء للأسلحة أو المخدرات”، يقول.

رباح هو الآخر يرى أن احتمال اندلاع اشتباكات على الحدود يبقى وارداً. لكنه يؤكد أن وجود الجيش اللبناني على الأرض “يُسقط أي مبرر لحزب الله لاستخدام هذه الجبهة ذريعة للإبقاء على سلاحه”.

أما العميد ناجي ملاعب، فيقول بوضوح: “الثقة كاملة بقدرات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في مواجهة أي تهديد محتمل”.

الولايات المتحدة سلّمت بيروت اقتراحاً يشمل نزع سلاح حزب الله، وضبط الحدود، وتنظيم العلاقة مع دمشق، وإصلاحات اقتصادية، كما تقول تقارير إعلامية.

في مقابل هذا، يكسب لبنان انسحاب إسرائيليا من نقاط حدودية، ويضمن توقف الغارات، ويحصل على مساعدات مالية واقتصادية.

الورقة وصفت بأنها قد تكون الفرصة الأخيرة، فيما قال المبعوث الأميركي توم باراك إنه “راض للغاية” عن رد الحكومة اللبنانية على مقترحاته.

شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز لـ”الحرة”: جرح السويداء عميق والمجرمون “يتسترون بعباءة الدولة”

شبكة الشرق الأوسط للإرسال MBN مؤسسة غير ربحية يمولها الكونغرس من خلال هبة مقدمة من الوكالة الأميركية للإعلام العالمي، وهي وكالة حكومية مستقلة. توفر الشبكة منبرا لتبادل الآراء والأفكار، وتقدم أخبارا ومعلومات موضوعية ودقيقة لجمهورها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتنقل صورة حقيقية عن الولايات المتحدة وسياساتها، وعن الشعب الأميركي، دعماً للحريات العالمية.

مشاركة
1 2 3 4 ... 10

Error category videos cards

قد يعجبك

تابعونا على تويتر انضم إلينا على الفيسبوك
أضف سلعة أو إعلاناً الى السوق